أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المزارعون متخوفون من نوايا العدو العدوانية .. هل تحرق مناورات الاحتلال سنابل القمح في الجنوب ؟

السبت 30 أيار , 2009 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 11,840 زائر

المزارعون متخوفون  من نوايا العدو العدوانية .. هل تحرق مناورات الاحتلال سنابل القمح في الجنوب ؟

 وليس خافياً على احد توزع المواقع المعادية من مرتفعات حرمون مروراً بمزارع شبعا المحتلة ، وصولاً الى امتدا الخط الازرق الفاصل جنوباً، وما خلفه من طرق امدادات عسكرية ، ومعسكرات وتجمعات ، بعضها اقيم بعيد التحرير و اندحار المحتل ، والبعض الآخر قديم البنية تم تعزيزيه وتحديثه في السنوات التي اعقبت تحرير الجنوب.

والمناورت العسكرية بالمفهوم المتعارف عليه، هي نشاط عسكري ميداني يمارس اعمالاً حربية قتالية، هجومية و دفاعية ضج مواقع واهداف افتراضية، مع الاخذ في الحسبان القدرات القتالية للعدو. وهناك مفهوم آخر للمناورات العسكرية يمكن تسميته بمناورات الظل، بمعنى ان الوحدات والقطع العسكريةالمختلفة بمعدتها وتجهيزاتها ، تنسق فيما بينها وتحاكي بعضها بعيداً عن الاعمال الحربية الميدانية. وفي كلتا الحالتين هناك موقف عسكري على حدودنا الجنوبية يعكس بشكل او بآخر نوايا الاحتلال العدوانية التي خبرها الاهالي وهم على  علم ودراية بممارساته التي طالت المواطن في بيته والمزارع في حقله ، لكن هذه المرة تنتصب سنابل القمح التي احرقها عدوان تموز فيسهل الوزاني لتشهد على مناورات "شجاعة الجبناء".

وعلى الحدود الجنوبية يطغى لون السنابل الذهبي المتماوج، ويغطي مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في سهل الوزاني وسرداً ووادي خنسا، ويلامس الشريط الحدودي في اماكن كثيرة متقدمة. انها سنابل القمح المنتصبة بعد شتاء وفير المطر ، شامخة بانتظار حصاد قريب ، ريثما يتأمل المزارعون موسماً جيداً هذه السنة ، بعد انشهدت الزراعات الجنوبية تحولاً ونقلة من زراعة الخضار الى زراعة الحبوب الموسمية ، على أمل " في النقلة الى فرج " كما يقول بعضهم ويضيف المزارع غازي الزهران ان حصيد العام 2006   وغلالع احرقها الاحتلال خلال عدوان تموز، وكانت الخسائر كبيرة دون التعويض على المزارعين و قال : " هذا الموسم جيدة ، ونحن بانتظار ان يحين وقت الحصاد، لجمع الغلال ونأمل خيراً هذا العاموهدوءاً في الايام القادمة. المزارع الحدودي يعيش اوضاعاً صعبة لأن القطاع الزراعي هنا استحدث بعد التحرير بهمة المزارعين وتمويل ذاتي يعيداً عن الدعم و المساعدات الرسمية وقد لهذا القطاع النمو و التقدم وبات يضاهي الزراعات القائمة خلف الحدود، خصوصاً وانه استع وامتد ليشمل مساحات ملاصفة للشريط الحدودي في اشارة الى مدى تمسك المواطن الجنوبي بارضه وقريته.

واشار المزارع عادل يونس ان موسم الحصاد في بدايته ، وقال : هذا الموسم سوف يمتد لأكثر من 15 يوماً ما يعني انه سيتزامن مع المناورات " المعادية " و نحن متخوفون من خرطوشة طائشة تحرق الاخضلاواليابس ، و بالتالي تتكرر ماساة المزارعين التي حدثت في حرب تموز، حيث الحكومة المشؤومة لم تعوض علينا بشييء ، فاتت التعويضات من المقاومة مشكورة، في وقت يدفع فيه المزارع ضرائب و TVA بملايين الليرات على مشترياته من الاسمدة والادوية و الانابيب البلاستيكية، وطالب يونس بضرورة دعم المزارع الجنوبي ليتمكن من تثبيت قدميه على الحدود بوجه : عدو" جعل من المنطقة ارضاً محروقة خلال فترة احتلاله .

بين عدوان تموز 2006 و مناورات ربيع 2009 يقف المزارع الجنوبي متأهباً متأملآً ، ومتخوفاً في الوقت نفسه على موسم، طالما انتظره اشهراً عدة ، لأن التجارب علمته ، وهو متيقن بأن زراعته شوكة في عين الاحتلال ، خضوضاً وانها قائمة على مساحات حدودية جعل الاحتلال منها طوال فترة وجوده ، ارضا محروقة ومسرحأً لعملياته وتدريباته ومناوراته ، اضافة الى انه تركها مزروعة بالحقد ، المتمثل بحقول الالغام و القنابل غير المنفجرة . وأمام هذا الواقع يسارع المزارعون الوقت ، لكن الوقت داهمهم، فموسم الحصاد قائم، والسنابل الذهبية منتصبة شامخة لتشهد على ممارسات " العدو" ونواياه العدوانية .

Script executed in 0.18530201911926