أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المناورات «تطفش» العمّال السوريين

الثلاثاء 02 حزيران , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,128 زائر

المناورات «تطفش» العمّال السوريين

 وحدهم العمّال السوريون الذين ينتشرون بالآلاف في تلك المنطقة ويصلون الليل بالنهار مستغلّين أعمال ورش البناء الكثيرة القائمة للاسترزاق هنا، هم من تأثّروا بتلك المناورات. هكذا، بدا عليهم الترقّب والخوف، حتى إن أغلبهم فضلوا أن يعودوا الى بلادهم على أمل العودة قريباً، «بعد انتهاء المناورات والانتخابات» كما قال أحدهم لـ«الأخبار».
ففي بنت جبيل التي يعمل فيها أكثر من ألفي عامل سوريّ، معظمهم من منطقة دير الزّور، ترك الكثير العمل ولا يزال آخرون ينتظرون قبض رواتبهم مطلع الشهر للمغادرة. إذاً، وحدها ورش البناء في المنطقة تأثرت بالمناورات وسيتوقف العمل فيها إلى حين الانتهاء منها.
ويعود السبّب الرئيس في تخوّف العمال إلى تجربة حرب تموز 2006، إذ إن أغلبية العمّال السوريين شهدوا الحرب في الجنوب ولم يتمكّنوا من الفرار الى بلادهم لشراسة القصف الإسرائيلي ووضوح استهدافه للمدنيين، إضافة إلى إقفال الحدود السورية. منهم من استطاع الذهاب إلى بيروت وباقي المناطق اللبنانية، لكنهم تعرّضوا لاعتداءات من بعض اللبنانيين في ظلّ العداء لسوريا وعنصريتهم تجاه عمّالها. يقول عبد الكريم القادري، عامل سوري من محافظة درعا: «أعمل منذ أشهر في منطقة بنت جبيل، وأسكن في صفد البطّيخ التي يقيم فيها أكثر من 300 عامل سوري، يستأجرون الغرف من أصحاب العقارات، لكنني من القلائل الذي بقوا في لبنان رغم بدء المناورات الإسرائيلية، لكني سأغادر خلال يومين، فجميع السوريين يغادرون خوفاً من المناورات والانتخابات، لكنهم سيعودون بعد ذلك». ويؤكّد القادري أن «تجربة حرب تموز الماضية هي التي جعلت العمّال السوريين يغادرون الآن، ولا يمكننا اللجوء الى بعض المناطق بسبب كره بعض اللبنانيين لنا. لذلك نفضّل الذهاب احتياطاً». واللاّفت مجيء العديد من سيارات النقل الخاصّة السورية إلى القرى الجنوبية لتقلّ العمّال السوريين. القادري نفسه يقول: «ننتظر السيارات السوريّة، فهذا أفضل من التنقّل من منطقة الى أخرى للوصول الى أماكن إقامتنا».
ويتذكّر محمد عوض (دير الزّور) حرب تموز وكيف بقي أياماً تحت القصف من دون أن يتمكّن من الفرار إلى أن استطاع السير على قدميه من بنت جبيل إلى تبنين، قاطعاً نحو عشرة كيلومترات، ليتمكّن بعدها من الوصول إلى بيروت من دون أن يستطيع الذهاب إلى سوريا، فعاش معظم أيام الحرب تحت جسر في بيروت وتعرّض للعديد من الإهانات من لبنانيين يكرهون سوريا بعد مقتل الحريري.

Script executed in 0.18364715576172