أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الرئيس سليمان تسلم "المفتاح الرمزي" للطوافة الاولى لإطفاء الحرائق

الثلاثاء 02 حزيران , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,425 زائر

الرئيس سليمان تسلم "المفتاح الرمزي" للطوافة الاولى لإطفاء الحرائق

رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن السياسة ليست أبدا لإفساد المجتمع إنما لبنائه وللمحافظة على القيم التي أثبت لبنان تعلقه بها، وهو الغني بالقيم الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان".
ودعا الى "أن نقبل على الانتخابات بكثرة وبفرح، فتكون العملية الديموقراطية مناسبة فرح لا مناسبة خصام، وأن لا نسمح أبدا بأن ندوس قيمنا الحضارية والتاريخية. ولنبتعد عن الاصطفاف الطائفي والخطابات الجارحة وتيئيس الناس وإطلاق الصفات الشنيعة على الخصوم السياسيين، وهذا يزعزع ثقة اللبناني بنفسه، فلا نسمح عندها للنار التي التهمت غاباتنا بأن تلتهم قيمنا الحضارية وعرق أجدادنا".

وكرر رئيس الجمهورية "أن المطلوب هو إرادة الاصلاح الاداري والسياسي والقضائي في ورشة تتطلب مساهمة الجميع بدءا من 8 حزيران"، مشيرا الى "أن هذا الاصلاح سيمر حكما في الانتخابات التي يجب أن تكون مناسبة لتجديد الديموقراطية".

الطوافة الاطفائية
تسلم الرئيس سليمان ظهر اليوم "المفتاح الرمزي" للطوافة الاولى المخصصة لإطفاء الحرائق التي تم شراؤها مع اثنتين أخريين بالتعاون بين المجتمع المدني المتمثل بجمعية "أخضر دايم" والدولة عبر وزارة الداخلية، في احتفال أقيم في الملعب الاخضر في القصر الجمهوري في حضور وزراء الداخلية والبلديات زياد بارود، الدفاع الوطني الياس المر، الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، والبيئة أنطوان كرم، وقائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من الوزراء السابقين والفاعليات الاقتصادية والشخصيات التي تبرعت بشراء هذه الطائرات.

كلمة عبود
بداية ألقى رئيس جمعية "أخضر دايم" رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود كلمة قال فيها:
"اليوم نعتبره يوما مميزا بتاريخ بلدنا الحبيب الذي سيبقى أخضر دايم. نحن هنا اليوم كجمعية أخضر دايم وممثلي الهيئات الاقتصادية والمجتمع المدني وبرعاية وتوجيه من معالي وزير الداخلية المحامي زياد بارود، لنؤكد جدوى التعاون بين المجتمع المدني والقطاع العام ولنقدم لكل اللبنانيين تجربة رائدة في العمل الشفاف والمنتج الذي يثمر عن مكاسب حقيقية للوطن ولنثبت أن بيئة لبنان هي في عقل وقلب كل مواطن لبناني وأن كل فرد منا جاهز لبذل الكثير في سبيل بيئة لبنان وغاباته القيمة.
لن يحترق لبنان ما دام اللبناني على هذه الارض.
إن ما جمع كل الاطراف معا اليوم كان الحس بالمسؤولية تجاه غابات لبنان التي كانت تتعرض لموجة حرائق مأسوية موسمية تتكرر كل صيف وتقضي على مساحات حرجية قيمة مما يجعلنا كمجتمع لبناني بكل اطيافه نشعر بالخجل والعجز زقررنا تغيير الصورة والمشاركة في تحقيق إنجاز حقيقي بدل اعتماد سياسة النق والشعارات التي لا تقدم ولا تؤخر. وبدا التحدي والعمل لتحقيق الهدف الذي وضعنا نصب أعيننا وهو تزويد لبنان بطوافات معدة لمكافحة الحرائق لتتمكن فرق الدفاع المدني من التدهخل السريع ومنع إمتداد الحرائق ولهذه الغاية طلب موعدا من معالي الوزير بارود طالبا دعمه ومساعدته لإطلاق حملة لشراء الطوافات فكان الجواب بكل بساطة كل غمكانيات الوزارة تحت طلبكم. فتم إنشاء جمعية أخضر دايم.
تعتبر هذه التجربة سابقة حقيقية في لبنان إذ قدمنا بالفعل لا بالقول نموذجا عن التعاون الجدي بين القطاعين العام والخاص. وهذا التعاون الشفاف أثمر النتائج التي ترونها اليوم. ونجحنا في كسب التحدي والوصول الى الهدف المرسوم وتمكنا من أن نؤمن للدولة أسطولا جويا لمكافحة الحرائق مؤلف من 3 طوافات ولا بد من أن نشير هنا الى أنه لولا رعاية الوزير بارود واهتمامه الشخصي وإلتزامه ومتابته الدؤوبة والاهم الشفافية المطلقة التي اعتمدها لما تمكنا من تحقيق هذا الانجاز اليوم. فقد أسقط معالي الوزير كل الاعتبارات البيروقراطية والاداري وركز على الهدف المنوي تحقيق وعمل لتحقيقه بكل شفافية وفعالية.

إن تجربة جمعية أخضر دايم يجب أن تشكل نواة وقدوة لتجارب مقبلة تجمع القطاعين العام والخاص لأن التعاون بين هذين القطاعين ينعكس إيجابيا على الاداء في البلد ويحقق إذا تم بالطريقة الصحيحة نتائج إيجابية وحقيقية.
نتشرف فخامة الرئيس أن نضع هذه التجربة الناجحة بين ايديكم كعربون تقدير لمناسبة أنتهاء سنة أولى ناجحة من ولايتكم الحكيمة. ولتبقى هذه التجربة ذكرى جميلة ومفخرة لمزيد من التجارب المماثلة وعملا لما ورد في خطاب القسم حول ضرورة تعميم الثقافة البيئية.

نأمل أن تساهم هذه الطوافات في وقف الحرائق المتنقلة في لبنان وأن تكون غابات لبنان بمنأى عن الحرائق المدمرة، علما اننا ما زلنا في صدد متابعة جميع التبرعات لشراء خمسين عربة اطفاء رباعية الدفع مجهزة لمكافحة حرائق الغابات لنصل الى تحصين لبنان وتزويده عدة العمل الضرلورية لحماية ثروته البيئية.
كما أتمنى أن تشكل هذه التجربة حالة وعي عامة لدى كل المجتمع اللبناني حول أهمية البيئة اللبنانية ومسؤولية كل فرد من المجتمع تجاهها. فالمحافظة عليها لا تكون بالتغني بلبنان الاخضر والجبل والشاطئ وعنفوان الارز بل إن البيئة تستلزم منا اليوم عملا دؤوبا والتزاما حقيقيا.
أخيرا، أشكر فخامة رئيس الجمهورية وأشكر كل من ساهم وساعد وعمل لنصل اليوم الى هذا الانجاز الكبير.

الوزير بارود
ثم ألقى الوزير بارود كلمة قال فيها:
"في 15 نيسان 1975، بعد يومين من إندلاع حرب عندنا، أوردت صحيفة النهار في اسرار آلهتها خبرا مفاده حرفيا أن وزارة الزراعة وضعت مشروعا لشراء طائرات هليكوبتر لمكافحة الحرائق، لم تتخذ الحكومة بعد قرارا بالموافقة عليه.
كان ذلك منذ أربعة وثلاثين عاما، ومذاك، والحرائق تسخر من هذا الخبر والغابات في انتظارها تضيق ودونها فسحة الامل.
سنة واحدة مرت على عهدكم يا فخامة الرئيس، وأقل منها من عمر الحكومة، وها إن أول الغيث يطل من سماء بكت يوما على قصور معالجاتنا.
ها هي أولى طوافات مكافحة الحرائق تأتيكم شاكرة رعايتكم. منذ اليوم الأول لانطلاق مبادرة أخضر دايم. أول الغيث، لأن السماء ستنعم علينا في الاسبوعين المقبلين بتوأمين لن يتركا تلك الجاثمة هنا وحيدة تكافح.
فخامة الرئيس،
نأتيك اليوم وليس كل منا إلا مرسالا. نحمل إليك فكرة من بادروا وحرارة من احتضنوا، وكرم من ساهموا، وتعب من عملوا ليكون للدولة اللبنانية سرب من حماة الاخضر جوا.
نأتيك اليوم وبيدنا مفتاح لا يطلق محرك هذه الطوافة، وإنما يفتح ابواب التعاون والتشارك والتكامل بين الدولة ومؤسساتها، من جهة والمجتمع المدني بهيئاته المختلفة من جهة ثانية.
أخضر دايم، يا صاحب الفخامة، هي فكرة ونموذج نأمل أن يعمما.
هي نموذج في التصميم، يقول لمن يشكك، إن في استطاعة اللبنانيين أن ينجزو معا ويحلموا يوما ويعملوا كل يوم ليصبح الحل طوافة.
هي نموذج في الشراكة بين الدولة ومواطنيها.
هي فعل إيمان كل الايادي الخضراء التي تكرمت فساهمت، مشكورة.
هي أيضا نموذج في حسن التنسيق بين مختلف الجهات الرسمية المعنية، وها هي قيادة الجيش والمديرية العامة للدفاع المدني، تقدمان أبهى صور التعاون.
أخضر دائم نموذج يخبر عن شفافية التمويل، وحسن الرقابة وبناء الثقة.
اخضر دايم يخبر قصة فكرة، تحولت مبادرة ، لتصبح واقعا وستستمر مسارا حتى إنجاز شراء أكثر من خمسين سيارة رباعية الدفع توضع بتصرف البلديات التي فيها نعمة الاحراج.

فخامة الرئيس،
ونحن على مرمى أيام من الانتخابات، نأتي رئيس الدولة حاملين هما وأملا: هم اطفاء كل الحرائق، اينما اندلعت، والسياسية منها تحديدا، وأمل أن يكون ما يجمع اللبنانيين على الخير، هو دائما، والحق أكثرية.
صاحب الفخامة والرعاية،
هذا طائر لبناني فينيق، يخرج من الرماد، نافضا جناحيه بكبرياء، وهو يقسم أن زمن الرماد فعل ماض لا عودة اليه، من اجل أن تبقى في العلم أرزة، وفي الارض وفي القلب أيضا".

الرئيس سليمان
وفي الختام ألقى رئيس الجمهورية الكلمة الآتية:
"أتوجه بالشكر للذين أطلقوا هذه الفكرة والمبادرة المهمة والذين ساهموا في تأمين العتاد الذي نراه والذي سوف يأتي في وقت لاحق. إن هذا الامر يدل في الاساس على عافية المجتمع الاهلي في لبنان، وعلى حيوية هذا المجتمع ويدل كذلك، كما قلت سابقا، على التعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص، وعلى الشراكة الكاملة بين الدولة والمجتمع المدني. فصحيح أن هذا العتاد له أهمية كبيرة، وله نتائج سريعة على اطفاء الحرائق والتدخل في الوقت المناسب، لكن الانسان هو الاهم، الذي سيقود الطائرة هو المهم، ورجال الامن، ورجل الدفاع المدني ورجل الاطفاء، ورجل قوى الامن وعسكري الجيش الذي يكون على الارض، يحصر النار ويعالجها.
كذلك الامر، إن المهم هو الانسان اللبناني، أن يتعود ثقافة البيئة ويعرف كيف يحافظ على البيئة. وهذه ثقافة يجب أن تنتشر. ويجب على المجموعة التي قدمت هذا العتاد، أن تعمل أيضا على بناء الثقافة البيئية، لدى الناس والمواطن، لدى الشباب في النوادي وفي الجمعيات البيئية، في الكشاف، لكي نحافظ على ثروتنا الخضراء ونمنع نشوب الحرائق، وتاليا نزرع الشجر في مكان زرعه، يجب ألا يفقد لبنان الميزة التي ميزته في محيطه، أنه البلد الاخضر والتي هي رمز لبنان الارزة الخضراء.
تعرفون أن مستوى الخضار في لبنان والغابات كان 27 % واصبح 7% يا للاسف بسبب النيران. والعبرة من هذا العمل هي الارادة. ارادة اللبنانيين عندما يريدون بناء اي شيء. الارادة نفسها ساعدتنا في تخطي الازمات التي مرت على لبنان خلال السنوات المنصرمة وتحديدا هذه السنة الفائتة. وابرز شيء فيها كان الازمة المالية التي ساعد اللبنانينون بمختلف أقطار العالم على ثبات الوضع المالي في لبنان مما يمهد لإنفتاح الاستثمار على كل الصعد.
والمطلوب كذلك إرادة لإصلاح الادارة لأن كل الامور تنعكس على بعضها. الاصلاح الاداري والاصلاح السياسي والقضائي وهذه ورشة تتطلب مساهمة الجميع في 8 حزيران. واليوم عشية الانتخابات طبعا الاصلاح سيمر في الانتخابات. فلتكن الانتخابات مناسبة لتجديد الديموقراطية وإثباتها في لبنان. لبنان الذي تميز بحضاره في هذه المنطقة، كذلك يجب أن يتميز ويثبت أنه ديموقراطي بشكل مميز. ونثبت قدرتنا على التجديد والتجدد.
نقبل على الانتخابات بكثرة وبفرح وتكون العملية الديموقراطية مناسبة فرح وليس مناسبة خصام. ولا نسمح أبدا أن ندوس على قيمنا الحضارية والتاريخية ولنبتعد عن الاصطفاف الطائفي والخطابات الجارحة وتيئيس الناس وإحباطها وكذلك اولادنا عن طريق إطلاق الصفات الشنيعة على خصومنا السياسيين بمن فيهم اولادنا. لأن الاهانات تلحقهم جميعا جراء الخطابات الجارحة والقاسية. وهذا يزعزع الثقة بين المواطنين وثقة اللبناني بنفسه وثقة الشاب اللبناني بوطنه وبنفسه.
ويجب ألا نسمح للنار التي أكلت غاباتنا أن تأكل قيمنا الحضارية والتاريخية وعرق أجدادنا الذين تعبوا وبنوا هذه الحقول في الجبال والاودية وزرعوا الاشجار كذلك زرعوا فينا قيما حضارية واخلاقية وتراثا وعيشا واحدا. فلا نسمحن للنار السياسية أبدا أن تحرق هذه الميزات فينا.
السياسة ليست أبدا لإفساد المجتمع. السياسة لبناء المجتمع والمحافظة على القيم التي أثبت لبنان تعلقه بها، وهو الغني بهذه القيم الديموقراطية، الحريات العامة، حقوق الانسان، نبذ الطائفية والتعصب لا يمكننا إلا أن نقول إنما الاهم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
فلنتكاتف مع بعضنا ونتساعد لنبقي الوطن أخضر دائما لأولادنا".

الاستقبالات
وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا النائبة نايلة معوض وعرض معها آخر التطورات.

العماد قهوجي
واطلع بعد ذلك من قائد الجيش العما قهوجي على الاوضاع الامنية والمعلومات المتعلقة بشبكات التجسس الاسرائيلية والاستعدادات ليوم الانتخابات، إضافة الى شؤون المؤسسة العسكرية وحاجاتها.

Script executed in 0.19922709465027