أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الزهرانـي: الاكتفـاء والحاجـة يفرّقـان بيـن القـرى

الخميس 04 حزيران , 2009 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 7,151 زائر

الزهرانـي: الاكتفـاء والحاجـة يفرّقـان بيـن القـرى
إنها المرة الأولى منذ العام 1972 التي تنفصل فيها منطقة الزهراني عن قضاء صيدا، لتصبح دائرة انتخابية مستقلة وفقا لقانون الستين.
وقد حسم سكان البلدات، وأكثرهم من مناصري «حركة أمل»، نتيجة الانتخابات النيابية للعام 2009 لمصلحة «لائحة التنمية والتحرير». ويعرب معظم هؤلاء عن انزعاجهم من إمكانية القول حتى بأن أحدا ما «سيغرد خارج سرب الرئيس نبيه بري».
تالياً، فإن صور برّي وحدها تزين أعمدة الكهرباء وشرفات المنازل في القضاء. تستقبلك بحجمها الضخم، عند معظم المفارق الرئيسية لكل بلدة تابعة للقضاء، ولا يشي المشهد بأجواء انتخابية، إذ ما زالت لافتات الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير حاضرة.
معظم الجدران «تتنفس الحرية» لفراغها من صور المرشحين.
تبدو منطقة الزهراني هادئة، عشية تقديمها إلى الندوة البرلمانية نائبين من الطائفة الشيعية ونائباً من طائفة الروم الأرثوذكس.
عند مدخل بلدة المصيلح شعار: «أرضي أغلى من الذهب». والمصيلح تتبع، كما المعمارية والداوودية، لبلدية المروانية. يشير رئيس بلدية المروانية علي حجازي إلى أن عدد الناخبين التابعين للبلدية هو أربعة آلاف ناخب، يقترعون في أربع مراكز انتخاب. ويقول المنطقة تؤيد الرئيس بري ولائحته بنسبة 90 في المئة.
تغيب المكاتب والدعاية الانتخابية عن المروانية. يشير حجازي الى وجود ألف ناخب يقيمون في المروانية وينتخبون في مناطق أخرى، موضحا أن مرشحي «لائحة التنمية والتحرير» والمستقلين يتواصلون مع الناخبين من خلال المهرجانات واللقاءات.
على الصعيد الانمائي، يؤكد حجازي أن المروانية لا تواجه أي مشاكل، ففيها «روضة أطفال نموذجية تتسع لثمانمئة طفل، وزودت الطرقات الداخلية بمحطات للطاقة الكهربائية». ويعدد حجازي «التقديمات والمساعدات على المستوى البيئي، وإنشاء مشاريع حدائق».
تبقى المشكلة الوحيدة التي تعاني منها البلدة، برأيه، هي افتقاد المروانية ثانوية طلاب، بدلاً من مبنى الثانوية الحالي الذي تستأجره البلدية، «فهناك عشرة آلاف طالب يتابعون دراستهم في مدارس صيدا والغازية».
وعلى الرغم من غياب روح التنافس عن جدران المروانية، تظهر الحماسة الانتخابية على وجوه أبنائها. فجميعهم يؤكدون مشاركتهم في صناعة يوم السابع من حزيران. تصرّ ميرنا الهاشم على أهمية صوتها في الانتخابات، «بالرغم من ان المعركة محسومة لصالح المعارضة». فبرأيها يجب على الجميع مغادرة منازلهم والتوجه الى مراكز الاقتراع من أجل «انتخاب المعارضة والمقاومة».
الصرفند: مولدات لمراكز الاقتراع»
في الصرفند سوق للسمك تنظم مزادا علنيا يوميا عند الثالثة فجراً. وتتميز الصرفند بموقعها الساحلي الذي يعزز موقع الصيادين وقطاع الصيد من خلال الموانئ البحرية الثلاثة.
يعتبر رئيس البلدية حسين خليفة أن قطاع الصيد يعاني من مشاكل، خاصة أن دخل البلدة قائم على الصيد البحري. ويعرب عن امتعاضه من غياب الدولة عن تأمين مطالب الصيادين كالضمان الاجتماعي ورعاية قطاع الصيد، بالإضافة إلى إنشاء مراكز صيد.
داخل القاعة التي يقام فيها المزاد العلني، ترتفع صورة للإمام موسى الصدر وعلم «حركة أمل». يخبر أحد المسؤولين عن المزاد حسن سليم عن لقاء عقد بين الصيادين وبين نواب المنطقة: «كل صيادي الصرفند على خط واحد، «حركة أمل»، «حزب الله» و«القومي السوري»».
بنتمي سليم إلى «الحزب السوري القومي الإجتماعي» الذي «يحظى بعدد من المناصرين هنا منذ زمن بعيد.
يقول مالك خروبي، وهو احد الصيادين، انه لن يتردد في التوجه إلى مراكز الانتخاب، رغم اقتناعه بـأنه «زلمي بدي ربي عايلتي، وما إلي بالسياسة.. لكن طبعا بنتخب الرئيس بري».
تعاني الصرفند حاليا من تقنين قاس في الكهرباء، الأمر الذي أكده خليفة، لافتاً إلى أن البلدية أمّنت مولدات للكهرباء في مراكز الاقتراع في اليوم الانتخابي.
وفي الصرفند، بخلاف البلدات المجاورة ، يوجد مستشفى «علاء الدين» الذي تقصده معظم سكان البلدات المجاورة، بالإضافة إلى «مركز نبيه بري لتأهيل المعوقين». وكانت البلدية قد قدمت مؤخرا أرضا لبناء مستشفى حكومي، بانتظار وضع حجر الأساس والمباشرة في تنفيذ المشروع.
وعن غياب كثافة صور المرشحين في البلدة، يرى خليفة أن السبب يعود الى غياب المنافسة: «فنواب البلدة لم يتغيروا منذ العام 1992 ولا ضرورة للتعريف عنهم».
يبلغ عدد ناخبي الصرفند 6111، يقترعون في مركزين. كما يوجد مكتبان انتخابيان في البلدة، يؤمنان التواصل بين المجموعات الانتخابية.
«البرتقالي» في الغازية
تظهر شعارات ورايات برتقالية في الغازية، والى جانبها تنتشر صور النائب ميشال عون، بالرغم من عدم وجود أي مرشح عن «التيار الوطني الحر» في الزهراني.
في وسط البلدة، افتتح مكتب لـ «التيار» داخل شقة في أحد المباني. يتولى ابن الغازية عباس حسون مهمة إدارة المكتب الذي «يقدم مساعدات اجتماعية وخدماتية على نفقة مناصري التيار في الغازية».
ويرى حسون أن تحالف «التيار» مع «أمل» و«حزب الله»، يستدعي الحضور العوني «كداعم على الأرض»، مؤكدا وجود مكتب ثان لـ «التيار» في منطقة العدوسية.
كما يوجد في الغازية مكتب انتخابي لمرشح صيدا أسامة سعد، بسبب تصويت عدد كبير من سكان الغازية في صيدا.
تكتظ ساحة البلدة بالصور والأعلام المؤيدة لـ «حركة أمل». يعبق دخان النارجيلة في أحد المكاتب الجديدة. انه مكتب انتخابي لـ «حركة أمل». في داخله، يجلس رجلان كلاهما في العقد الخامس. يشرح احدهما، بينما هو يدخن النارجيلة خلف مكتبه، ان المركز يساعد على تقديم الخدمات وتأمين الهويات للمقترعين، لافتا الى ان هناك ستين بطاقة هوية غير صالحة وقد استبدلت بجوازات سفر.
سبعة آلاف مقترع على موعد للإدلاء بأصواتهم في الغازية يوم الأحد. ويقول رئيس بلدية الغازية محمد سميح غدار ان «خليفة» و«غدار» هما أكبر عائلتين في البلدة. تتقدم الغازية اليوم على المستوى الإنمائي كونها «بلدة صناعية على البحر». برأي غدار، فإن «تركيبة البلد اليوم تقضي بأن ننتخب من يستطيع تقديم خدمات لمنطقته».
ويقول غدار ان هناك حاجة ماسة لإحياء الغازية من خلال كورنيش بحري يكون مماثلا لكورنيش صيدا، لكنه يعترف بأن ذلك يتطلب كلفة عالية. وكانت البلدية قد أعدت دراسة ودفتر شروط لمشروع «مجمّع» المدارس الذي كان من المتوقع أن يباشر فيه أحد المانحين بعد تأمين قطعة الأرض، «إلا انه تراجع لأسباب لا نعرفها».
«القوات» و«التيار» في مغدوشة
يتزامن موسم قطاف زهر الليمون في «عروسة الجنوب» مغدوشة، المشرفة شرقا على مدينة صيدا، مع انطلاق المعركة الانتخابية. 99 في المئة من سكان البلدة مسيحيون، ومن المتوقع أن يتوجه سبعة آلاف ناخب منهم للإدلاء بأصواتهم في ستة مراكز اقتراع. ينقسم سكان أهل مغدوشة بين موالٍ ومعارض. في ساحة البلدة، رفعت صور مرشحي المنطقة النائب ميشال موسى («التنمية والتحرير») والمرشح فيليب الخوري (مستقل)، بوجه مرشح «القوات اللبنانية» عن قضاء الزهراني الدكتور روبير الخوري. كذلك، تحضر صور خجولة للمرشح رياض الأسعد.
يشير رئيس بلدية مغدوشة غازي أيوب إلى وجود التزام إخلاقي بين مناصري الاحزاب في البلدة يقضي بعدم رفع الاعلام بطريقة استفزازية. ويؤكد أن هناك تعهدا من المناصرين بإزالة جميع الصور والأعلام التي ظهرت بشكل خجول، بعد انتهاء الانتخابات. يضيف أن السابع من حزيران سيمرّ بسلام على أهل البلدة «لأن جوّنا مش جو مشاكل».
وعن مغدوشة إنمائياً، يلفت أيوب إلى أنها البلدة الوحيدة في المنطقة التي تحوي عددا من المدارس التربوية ومهنية رسمية، بالإضافة إلى عيادات طبية. وتعتبر مغدوشة بلدة سياحية، لاحتوائها على تمثال وكنيسة «سيدة المنطرة» التي تستقطب سنوياً عدداً كبيراً من السياح.
يقف يوسف أمام صالون للحلاقة يملكه في البلدة. ويوسف في الخامسة والثلاثين وهو أصمّ، يحاول التعبير عن آرائه السياسية من خلال الإشارات، فينجح. لا يثق يوسف بالنواب والسياسيين. يعتبر أن صوته الانتخابي أثمن من صوته الذي حرم منه منذ صغره. سيتوجه يوسف في السابع من حزيران الى شاطئ البحر ليمضي وقتا جميلا مع طفلته. يمازح بالإشارة إلى انه ينتخب فقط من يدفع له خمسة آلاف دولار.
بدوره، يرى ناجي ناشف من «القوات اللبنانية» ، انه نظرا لخصوصية البلدة، «لن تخوض القوات المعركة بهدف المنافسة بل لتسجيل موقف سياسي في مواجهة الطرف الثاني». ويؤكد أن معظم أصوات مناصري «القوات» ستصب لصالح المرشح روبير خوري، مشددا على أن عدد أنصار «القوات» في البلدة «جيد،
ويقول ناشف ان حزبه شارك «في تجميل ساحة مغدوشة ومساعدة الفقراء من خلال الكنيسة». ثم يستدرك : «نحن مجموعة سياسية معترف بها وقد كسرنا جدار الخوف من وجود مرشح للقوات في الجنوب».
وعن احتمال تسريب بعض الأصوات للمرشح المستقل رياض الاسعد، يجيب ناشف: «إذا قاد معركته تحت شعار الرابع عشر من آذار، فبالطبع سنصوت له». وكانت «القوات اللبنانية» قد افتتحت مركزا انتخابيا في مغدوشة، عمدت ألا يكون على الطريق العام «كي لا نستفز أحداً»، بحسب ناشف.
طبّايا... حيث الفقر والتنوّع
بعد مغدوشة وعنقون، تقع بلدات قرى صيدا الثلاث التابعة انتخابيا للزهراني وهي: طبّايا، عرب الجل، وعب سكر. ويغلب الحضور السنّي على هذه البلدات.
يبلغ عدد سكان طبّايا 1300 نسمة وهي أكبر البلدات السنية في إقليم التفاح. كما تعتبر من البلدات الاكثر فقرا في القضاء، حيث انها تعاني من نسبة بطالبة كبيرة. عند الوصول إلى البلدة، تستقبل الوافدين مجموعة من الأطفال الذين يقصدون الشارع للهو، بسبب غياب جميع وسائل الترفيه عن بلدتهم. يصرخ الأول: «انا مع الحريري»، يهتف الثاني: «أنا مع حركة أمل»، ويعلن الثالث: «حزب الله». وينفرد أخير بتوجهاته السياسية مؤكداً انه مع «حزب الشياطين والجنانة».
يصعب التعرف إلى توجهات أهل البلدة في ظل حضور أعلام ورايات «حركة أمل» وغياب اللون الأزرق عن المكان. وللتأكيد على وجود مناصرين لـ «المستقبل» في البلدة، يرفع طفل صورة للرئيس الشهيد رفيق الحريري مع والده الراحل بهاء الدين الحريري. تستفز الصورة مناصر «أمل»: «هلق بتشوف، بدي خزقلك ياها».
كل ما تملكه البلدة هو مسجد وقاعة للمناسبات العامة، كما توجد فيها مدرستان، الأولى رسمية متوسّطة، والثانية ابتدائية شبه مجانية تابعة لـ «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية». لا توجد بلدية في البلدة التي يمثّلها مختارها ناصر حمّود.
يختصر حمّود حالة سكان البلدة بكلمة «معدومة». يشير إلى وجود 600 مقترع في البلدة، لكن «نحن لا مع ستي ولا مع جدي، لا مع السنّة ولا مع الشيعة».
يؤكد حمود انه يشعر بخجل حين يصف المشاكل التي تعاني منها البلدة حتى الساعة ولا «أحد ينظر الى حالتنا». يعدد الأزمات بدءاً من المياه التي تزورهم مرة كل اسبوع، مروراً بغياب المحلات التجارية، الصيدليات، العيادات، وجميع المستلزمات اليومية. برأي حمّود، تغيب الاحزاب السياسية عن البلدة لأن «اهل الضيعة معترين وبقوا حياديين». ويضيف أن الأمر لا يخلو من وجود عدد قليل يؤيد «حزب الله»، بينما يتوجه الآخرون الى»أمل» و«المستقبل». ورغم حالة الفقر التي تسود البلدة، «لم يزرنا مرشح لينظر الى حالتنا».
ومن أهل البلدة هناك من يؤيد المرشح المستقل رياض الأسعد وقرر أن ينتخبه، لاعتقاده بأنه «انسان طموح، يريد تقديم شيء لمصلحة المواطن».
يؤكد ناشط اجتماعي في طبّايا أنه لو كان هناك مرشح عن المذهب السني في قضاء الزهراني، «لكنا انتخبناه كما انتخبنا النائبة بهية الحريري في الدورة السابقة». سوف يصوت الأخير لصالح «لائحة التنمية والتحرير»، بينما يؤكد مناصر من «المستقبل» أنه سينزل ورقة بيضاء أو ينتخب المرشح الاسعد «نكاية بـ 8 آذار». من جهته، يشير أحد منسقي «تيار المستقبل» في البلدة، الى ان الخوف سائد في المنطقة بسبب سيطرة «حركة أمل» عليها. ويؤكد أنه هو، في الدورة السابقة، تلقى التهديدات بعدما «فاز الرئيس بري على المرشح الاسعد بفارق عشرين صوتا فقط».
عرب الجلّ
ولا تختلف حالة عرب الجلّ عن جارتها طبّايا.
مجموعة من المراهقين يجلسون على شرفة احد المنازل. هاني مع «تيار المستقبل»، «لأنهم منهم زعران»، خلود مع «حزب الله» لأن «المقاومة حررت الجنوب»، وعلي مع «حركة أمل» لكن دمه «حزب الله»!
يبلغ عدد المقترعين هنا نحو 240 ناخباً سيقترعون في مدرسة واحدة. تعاني البلدة من مشاكل اجتماعية وانمائية عدة، «وكله على الوعد يا كمون، ونحن على حالنا»، يقول مختار البلدة محمد ضاهر. يشير إلى نسبة البطالة العالية التي يعاني منها شباب البلدة: «الأمر الذي دفع بهم إلى الهجرة بحثا عن لقمة العيش في الخارج».
ثم يختم بأن «الانتخابات هذه السنة، كسابقاتها من الدورات، لن تغير شيئاً».
بالأرقــام
ـ عدد المقاعد: ثلاثة: 2 شيعة، 1 روم كاثوليك.
ـ عدد الناخبين: 90866
ـ المقترعين: 48878
ـ عدد البلدات: 52
ـ عدد الأقلام: 164
ـ التوزيع الطائفي للمقترعين:
شيعة 39294 (80.4%)،
مسيحيون 8195 (16.8%)
سنّة2529 (2.8% ) :
المرشحون:
ـ لائحة 8 آذار: نبيه بري، علي عسيران، ميشال موسى.
ـ من لائحة 14 آذار: روبير خوري (قوات لبنانية)
ـ منفردون : يحيى غدار (شيعي)، حسين يوسف زبيب (شيعي)، رياض سعيد الأسعد (شيعي)، فيليب الخوري (كاثوليكي)، سليمان صليبا (كاثوليكي)، وليد مزهر (كاثوليكي).

Script executed in 0.17564797401428