فاجعة حطت رحالها في دواوين الشعر اللبناني، فبرحيل الشاعر اللبناني عصام العبد الله، خسر لبنان كما المكتبة العربية، قلماً أبدع في فن نظم الحرف. وقد توفي اليوم بعد صراع مع مرض عضال.
يبصم له كل من عرفه بروح النكتة وحسن الخلق، وهذا ما بدا جلياً في كتابات، ابن بلدة الخيام، التي حملت الطابع الساخر. ورغم أنه نظم القصيدة "الفصحى"، إلا أنه اشتهر بدفاعه عن القصائد باللهجة المحكية، التي تفرّغ لكتابتها.
ويذكر أن الشاعر الجنوبي ولد في انطلياس عام 1941. وخط ثلاثة دواوين هي: "سطر النمل"، و"قهوة مرّة"، و"مقام الصوت".
وتعلقاً على خبر وفاته كتب الشاعر بلال شرارة: "( تخربط سطر النمل ) فقد انضباطه و اتزانه ، لم يعد من ( مايسترو ) يراقب خطوه و خط سيره ، تفرقت ايدي سبأ ( تنعفرنا ٠٠ كل واحد ذهب الان على حل شعره ٠٠ ياويلنا ) ذهبنا كل واحد من عسكر ( الزيح )المدنيين جداً بإتجاه مختلف و أعصاماه.
هل كنا نحن اساساً هكذا ؟ كنا اشجع من الموت و لم نفكر به ٠٠لم نكن متفقين على خاتمه ؟ ٠ ٠ فقط كنا نجتمع على طاولته حيث مملكته و حيث حكاياته و خبرياته و موضوعاته و تعليقاته و آرائه ٠٠ نجتمع او نتفرق على و عن خبز و ملح كلامه ٠ كان يأخذ بأيدي الجمع القليل الى هنا و هناك يقلب الميمنة على الميسرة ، يتقدم بنا او يتراجع المهم ان يمضي الوقت او اننا نمضي ٠
انا ربما كنت مسكوناً بالتمرد ، كنا اصدقاء الداء ، ( يعني حبايب ع طريقتنا ) ، في السابق كان يوجه انظاري حتى لا تسرقني الظروف نحو ان فلاناً في المستشفى او ان هناك معرضا لفنان تشكيلي او فنانه ما تستحق او يستحق التشجيع او ان فلاناً يوقع كتاباً شرط ان يتم ذلك بعد القيلولة ( يا الله ماعاد معنا مصاري ٠٠ معارض ٠٠ وتواقيع ) ٠ هذا العام غاب عصام عن توقيع ابن عمه التنوخي المير طارق آل ناصر الدين و هو لم يكن بيده حيله غاب عني رغم مراراتي من انه حزين وانا عاتب ٠غاب بسبب انه يقيم في العناية الفائقه في المستشفى ٠
كان صعباً ان نصل اليه ٠ هو كان يعرف ان ساعته قد دنت وانه لا يريد لاحد ان يرى ضعفه و هو الذي كان يتفاخر علينا دائما بطوله و نصوصه و ثقافته و بانه خلطة سحريه حملها غريب عجيب في سلة القرى الى المدينة - العاصمة !
بيروت ٠٠كم كان يحب بيروت ٠٠ يريدها ان تكون تعبيراً عن سلامنا مع انفسنا ٠ انا اعترف لم انسجم مع ذلك لأنني بَرِيّ تربيت مع الدواري وصرت أقلدها في كل شيئ الا في طيرانها ٠
الان ينصرف عنا عصام سوف لا يأتي بعد ذلك الى امكنته ، وانا عودت نفسي منذ زمن على عدم الاقتراب اكثر من اعمار من هم اكبر مني وهم علموني الحكي و اللون و قد كنت أفقدهم على التوالي و ابادلهم بأني حمال الأسية : عمي عدنان ، الزين شعيب ، زهير غانم ، اسعد سعيد ، جوزيف حرب ، حيدر حموي ، عبد الرحمن الابنودي ، غازي ناصر ، ياسر جلال ، والحبيب خليل الشحرور و الأعز عصام العبدالله ٠ هل نسيت احداً ؟
اقول غداً سوف لا اجد من يدفنني ، يكتب لي مرثية ٠ و انا صرت رقيقاً لا احتمل ان تقع على دفتر قلبي كلمة او ان تقع من عيني دمعة كلمة."
كما كتب الشاعر شوقي بزيع على صفحته: "عصام العبدالله, الضحكات التي خلّفتها وراءك تهيم على وجهها في عراء العالم.الدعابات والطُّرَف اللماحة لن تجد بعد من يرتجلها في غياب الساحر .برحيلك ينفرط عقْد المدينة والنهارات التي أخليتها تلتفُّ في ملاءاتها السوداء كالنساء الثواكل . بعدك لن يعود شيءٌ كما كان."
بنت جبيل.أورغ