أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أحد العاملين رفض قبول طلب تدريب شاب سوري ناصحاً إياه بالعودة إلى بلاده...ووكالة السيارات في ألمانيا تعتذر وتؤكد حفاظها على علاقات ودية مع زملاء في مصر والعراق ولبنان

السبت 23 كانون الأول , 2017 04:19 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 23,643 زائر

أحد العاملين رفض قبول طلب تدريب شاب سوري ناصحاً إياه بالعودة إلى بلاده...ووكالة السيارات في ألمانيا تعتذر وتؤكد حفاظها على علاقات ودية مع زملاء في مصر والعراق ولبنان

تلقى شاب سوري، وصل قبل عامين إلى ألمانيا، رداً صادماً على طلب قدمه لوكالة سيارات ببلدة فارشتاين في ولاية شمال الراين فستفاليا للحصول على مقعد تدريبي لديها؛ إذ لم يكتفِ الموظف بإعلامه برفض طلبه؛ بل قال إنه ينصحه بالعودة إلى بلاده.

وقطع الشاب، (26 عاماً)، الذي يعيش في مدينة بون الألمانية خطوات في مجال التأقلم بالبلاد؛ إذ تعلم اللغة إلى مستوى B1، ويحضر للمستوى الأعلى منه، وأصبح يتحدث بها بشكل جيد، وتم الاعتراف بشهادته الثانوية السورية، واستخرج شهادة قيادة سيارة أيضاً؛ لعلمه أنها مطلوبة للحصول على مقعد تدريبي، وبدأ البحث عن فرصة تدريب مهني.

ووجد الشاب الذي لم يُذكر اسمه الحقيقي، فرصة تدريب تناسبه لدى وكالة سيارات قريبة منه، توسِّع أعمالها وتبحث عن متدربين، بحسب موقع "ميغازين"، الذي نقل عنه قوله إنه حضر نفسه بشكل جيد وقدم الطلب بشكل نظامي، لافتاً إلى أنه وكي يتأكد من طلبه عرضه للفحص لدى مكتب العمل، فأكدت موظفة في المكتب أن الطلب ممتاز.

وبعد أسبوع من إرساله الطلب، كان الرد قد وصل له منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2017 بريدياً، قيل فيه إنه رُفض؛ لأن تقييم وثائقه أثبت أنه لا يحقق المتطلبات؛ لذا لن يؤخذ بالحسبان في اختيار المتدربين، الأمر الذي لم يكن مفاجئاً بحد ذاته للشاب، إلا أن ما تلاه كان صادماً له؛ إذ قال كاتب الرد إنه يريد أن يسدي له نصيحة، وهي أن يعود لبلاده، لا سيما أن الحرب قد انتهت؛ لأنه ستكون هناك حاجة ماسة له في إعادة إعمارها، على حد زعمه.
ونقل "ميغازين" عنه قوله إنه فعل كل شيء منذ وصوله إلى ألمانيا للحصول على مقعد تدريب مهني، وإنه يتفهم ألا يُقبل، لكنه "لم يتصور شيئاً كهذا ألبتة"، متسائلاً عما إذا كان هذا أمراً طبيعياً في ألمانيا.

وقال لموقع "بيلد" إنه كان مصدوماً وخائب الأمل، لاسيما أنه كان قد تحدث مع الوكالة هاتفياً، والتي نصحته بتقديم الطلب.

واعتبرت أنيسة باجاروالا، الخبيرة القانونية في شؤون قانون مكافحة التمييز، أن الرد دليل قوي على مخالفة قانون المساواة في المعاملة العامة بألمانيا، متكهنة بأنه قد يحق للشاب الحصول على تعويضات.

وتسببت تغطية الصحافة المحلية للقصة في غضب رواد الشبكات الاجتماعية من وكالة السيارات؛ ما دفع وكالة "بوده أوتوموبيل" ومديرها إلى محاولة تدارك الأمور، ونشر ردَّي اعتذار على فيسبوك.

وأكد المدير كارستن بوده أنه حث شخصياً الشاب على تقديم طلب لديهم وأعلمه بالمعلومات المطلوبة؛ لذا هاله سماعه طريقة رفض الطلب، مؤكداً لـ"بيلد" أن كاتب الرد لن يعمل لصالح الشركة مستقبلاً.

وبيّن العاملون بالوكالة، في بيان اعتذار على موقع فيسبوك، أنه تم انتقادها عن حق، عن عرض لم يكن غبياً فحسب؛ بل خاطئاً من حيث المحتوى، من قِبل أحد العاملين على متقدم بطلب، وأن ذلك لا يمثل كل العاملين فيها أو الشركة.
وأشاروا إلى الطابع العالمي للوكالة منذ تأسيسها، وإلى أنها تصدّر السيارات المستعملة إلى مختلف الدول الأوروبية وخارجها في شمال إفريقيا والدول العربية، وحفاظها على علاقات ودية مع زملاء لهم في الكثير من البلدان، منها مصر والعراق ولبنان.

وأشاد المعلقون على منشوري الوكالة بالرد والاعتذار، متمنين أن يتم اتخاذ اجراءات بحق الكاتب فعلاً.

وتواصلَ صاحب الوكالة مع الشاب مجدداً الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول، وعرض عليه إجراء مقابلة عمل في شهر يناير/كانون الثاني 2018، معبراً عن رغبته في التعرف عليه، مبيناً أنه ليس من المؤكد فيما إذا كان سيحصل على فرصة تدريب لديه؛ لأنه يجب أن يكون الأمر مناسباً لكلا الجانبين.

وقال الشاب إنه قبِل الاعتذار ويسرّه حصوله على فرصة ثانية.

(عبد الله سليمان - هاف بوست عربي)

Script executed in 0.19637584686279