غيب الموت الأستاذ علي نمرالمير بزي، وكل نفس ضائقة الموت، فهو حق وكلنا على الطريق.. لكن لفراق الاستاذ علي حرقة خاصة على المستوى الشخصي كما العام...
الأستاذ على المير، هو من الأوائل في بلدتنا بنت جبيل كما المنطقة، في مجال التعلم، في الحصول على الشهادة الابتدائية والمتوسطة، من خريجي دار المعلمين، وهو من أوائل الأساتذة في بنت جبيل، من اوائل من نال الشهادة الثانوية ثم الإجازة في العلوم السياسية وبعدها إجازة في التاريخ، من أوائل أساتذة التعليم الثانوي والمساهم في تطوير ثانوية بنت جبيل ، وله بصمات في ثانوية بشامون بعد نزوحنا من بنت جبيل طلبا للأمان فيما بعد...
الأستاذ علي إنسان مكافح شق طريقة رغم الصعوبات ومرارة العيش، مثابرا طموحا، مخلصا في عمله وفي علاقاته مع الآخرين ومع طلابه، انشأ اسرة مميزة نفتخر بها علما وادبا.
هو الإنسان الوطني بامتياز وصاحب المواقف المبدئية، له رأيه المبني على المنطق، لا يجادل حيث لا ينفع الكلام، له وجه واحد ولسان واحد، لا يساير ذوي الشأن وذلك لصوابية القرار. دفع ثمن هذه المواقف لأنه يبتعد عن الوصولية والتزلف، فهو انسان بكل ما للكلمة من معنى.
هو قريب من قلبي ومن عقلي، كنا نأتنس للجلسة واللقاء، ونفارق بعضنا على مضض لأن لجلستنا نكهة خاصة حيث الحديث المتعقل والواعي، الذي اذا اخطأت يرشدك، وإذا اصبت يثني ويبارك، احبه ويحبني، ويشعر بذلك كل افراد العائلة حيث صدق المشاعر والمحبة التي تنساب طواعية الى القلوب.
عندما نقول الأستاذ علي المير ونثني عليه فهو نموذج ومثال لمجموعة من المثقفين والأساتذة من بنت جبيل، فهو واحد منهم وكلهم يتميزون بالصفات عينها، فهم علمونا بإخلاص وتفان، شعارهم العطاء والصدق.
تعلمنا منك أو بالأحرى تعلمنا منكم هذه الصفات، ونحن على الطريق المرسومة، رحم الله كل من توفتهم المنية وأطال عمر الباقين...
رحمك الله يا أستاذي وقريبي وأخي وصديقي ونسأل الله أن يلهمنا الصبر....
الدكتور علي يوسف بزي
