أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

يـاريـن و«أخواتهـا»: الاقتـراع سيـاسـي بعدمـا كـان فـي السابـق عائليـاً

الإثنين 08 حزيران , 2009 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 10,277 زائر

يـاريـن و«أخواتهـا»: الاقتـراع سيـاسـي بعدمـا كـان فـي السابـق عائليـاً
لكن مناصريه يخوضون التجربة من خلال الاقتراع للمرشحين المنفردين بوجه مرشحي لائحة «التنمية والتحرير».
ويبدو من الصعب تحديد الأوزان الشعبية انتخابياً في ظل تنامي جمهور «تيار المستقبل» في السنوات الاخيرة، في البلدة المحسوبة اساساً على حزب الله. او على الاقل هذا ما يرشح عن أجواء الناخبين في القرية. اما في القرى الخمس المحيطة بيارين، فثمة اعتبارات اخرى.
اذا كانت بعض الأحياء في «قرى العرب» المحيطة بيارين: مروحين، أم التوت، البستان، الزلوطية والضهيرة، لا تخلو من صور النائب سعد الحريري، (خصوصاً البستان والضهيرة)، الا ان هناك من أبنائها من يشهر ولاءه للمقاومة، ومن خلفها لائحة «التنمية والتحرير».
والقرى الست، وهي قرى شبه مهجورة يقيم فيها حوالى عشرة بالمئة فقط من اهلها، (باستثناء الضهيرة التي يبلغ عدد سكانها 70 بالمئة)، استعادت امس بعض وجوه ابنائها ممن غادروها اثر مجزرة يارين في العام 1977. فنبت حول مراكز الاقتراع في كل منها ما يشبه قرى صغيرة خلال بعض فترات النهار، كانت تتشكل من ارتال العائدين بالسيارات والباصات من قرى الجنوب وبيروت ووصل عدد الناخبين قبيل الظهيرة الى ما بين 25 و35 بالمئة في معظم القرى.
« 25 أيار يوم العزة لكل الشرفاء» عبارة كتبت على لافتات رفعها «حزب الله»، الى جانب اعلامه وصور عدد من شهداء المقاومة، بدءاً من شوارع قرية شمع، ثم الجبّين وصولاً الى يارين، حيث يغزو الشوارع المحيطة بمركز الاقتراع في مدرسة القرية، اعضاء الماكينة الانتخابية للحزب بقبعاتهم وبطاقاتهم الصفراء، التي كتب عليها «قاوم بصوتك». وفي المكان افواج الناخبين القادمين من مساكنهم البديلة من خارج القرية.
تقول فاطمة اسماعيل القادمة مع 30 شخصاً من بلدة عيتانية «بدنا نصوت للي حرروا بلدنا». يقاطعها علي مطلق القادم وعائلته من اسماعية:» انا والد شهيد من شهداء «الوعد الصادق»، نقترع للمقاومة انا وعائلتي التي تعد 70 صوتاً، وندفع ثمن ذلك اهمالاً لقرانا من قبل الدولة». ويعلق ثالث آت من البيسارية: «ما إلنا غيرن.. الحركة والحزب».
على الضفة الاخرى من القرية، يتحلق عدد من الشبان ممن لفوا حول اعناقهم «الفولارات» الزرقاء حول صور النائب سعد الحريري. يقول احدهم: «الموالاة عملت على تزفيت شوارع داخلية وانشاء ملعب كرة قدم..» يسأله زميله عمن يقصد، فيشرح له «إن ايران والكويت هما اللتان قامتا بهذه المشاريع»، فيعلق الاول مصححاً: «يا زلمي قطر موّلت المشاريع، ولا علاقة لهذا الأمر بالموالاة او المعارضة. نحن مع توجه تيار المستقبل بالمطلق.
والولاء للتيار يعني بالدرجة الاولى الاقتراع للمرشح المنفرد علي باقر الامين، الذي تارة يحسبه بعض الاهالي على تيار المستقبل نفسه، وطوراً على «تيار الانتماء» المحسوب على المرشح احمد الاسعد. وفي يارين ومروحين تحديداً سرت أخبار بين الاهالي، عن حصول تشطيب في «لائحة التنمية والتحرير» لخرقها عبر المرشح الامين.
وفي يارين شكل اغتيال الرئيس رفيق الحريري تاريخاً مفصلياً لنشوء خط الموالاة فيها. لكن مع ذلك، تخلو و«اخواتها» الخمس من الحساسيات الانتخابية، او الاستفزازات التي تثار في الشارع في مثل هذا الاستحقاق.
ويشرح عضو البلدية السابق في يارين سميح الاسعد: «نخوض الانتخابات للمرة الاولى على اساس سياسي بعدما كانت تتخذ بعداً عائلياً. وحتى البلدية حُلت بسبب استقالة عدد من اعضائها بالتواتر، وليست لدوافع مذهبية أو سياسية».
في مدرسة يارين الرسمية ثلاثة اقلام لأبناء القرية، ورابع لأبناء الزلوطية. حوالى الفي صوت في يارين، تعود لآل ابو دلة والزيادنة واسماعيل والبردان وغيرها. وفيما نشطت حركة الناخبين من ابناء يارين، شهد قلم الزلوطية أمس بطئاً في الحركة على امتداد النهار، فلم تتعد نسبتها بعيد الظهيرة العشرة بالمئة من اصل 113 ناخباً.
ويردّ مختار الزلوطية محمد اسماعيل الأمر الى «ان الانتخابات النيابية لا تثير الحماسة بسبب عدم وجود معركة تنافسية، وارجحية فوز لائحة حزب الله وحركة امل. في حين ان الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية يكون في العادة اكثر حماسة». في بلدية البستان المرفوعة على جدرانها صور النائب سعد الحريري، يشهر محمد سليم وآخرون من حوله ولاءهم للمقاومة وللرئيس الشهيد رفيق الحريري معاً، فيما يعتب على النائب الحريري تحالفه مع سمير جعجع. فتنبري امرأة قائلة: «لا نتخلى عن سعد مهما صار». على بعد امتار، يتوافد الى مركز الاقتراع في مسجد القرية العائدين من كوثرية الرز والعاقبية والبابلية والبرغلية وغيرها. وفيما وصلت نسبة المقترعين قرابة الواحدة الى 35 بالمئة، توقع مختار البلدة احمد الداوود ان تصل الى 50 بالمئة مع نهاية الاقتراع.
هذه البلدة المغبونة «كزميلاتها» خدماتياً من قبل الدولة، يحرم حوالى 80 بالمئة من اهاليها من املاكهم، الواقعة داخل حدود فلسطين. فالبستان هي من القرى السبع التي تهجرت العام 1956، وكان اسمها عربين، تهجر اهلها من مساكنهم واستملكوا خارجها مع الوقت. «الامر الذي يرجح خيار المقاومة انتخابياً» تبعاً للداوود.
وعلى الرغم من وجود جمهور الموالاة في القرى الاخرى كالضهيرة ومروحين، الا ان الماكينات الانتخابية «لحزب الله» التي نشطت فيها منذ اشهر، عملت مذاك على استمالة بعض الناخبين، بحـــسب بعض الاهالي، خصوصاً في ظل عدم وجــــود مرشح «لتيار المستقبل». علماً ان الماكينات الانتخابية تقتصر على اثنتين للحزب والحركة في كل من القرى الست.
وفي مروحين، يقع مركز الاقتراع في المدرسة قبالة المقبرة، التي يرقد فيها 25 شهيداً من ضحايا مجزرة البلدة خلال»عدوان تموز». «وفي ذلك تعبير واضح عن توجه البلدة المقاوم، بالرغم من ان كل الأحزاب موجودة في يارين، ومنها الجماعة الإسلامية»، بحسب المختارمحمد عبيد.

Script executed in 0.19198298454285