سلَّط تلفزيون "شبيغل" الألماني الضوء على حياة رجل سوري يقيم في شمالي ألمانيا، تحولت قضيته لتصبح مثار نقاش عام، إذ سمحت السلطات له بعد أن جاء مع إحدى زوجتيه وأطفاله، بجلب الزوجة الثانية عبر لم الشمل، رغم أن تعدد الزوجات محظور في البلاد.
وتناول تقرير القناة يومياتهم، ونمط حياة عائلية غريباً للغاية عن المجتمع الألماني، وفقاً لتعبير التلفزيون. ويعيش أحمد مع زوجتيه وأطفاله الـ6 في منزل صغير في مقاطعة بينيبرغ، قرب هامبورغ، بعد أن ترك بلاده سوريا في العام 2015.
يقول الزوج (32 عاماً)، إنه لطالما أراد القدوم لألمانيا لأنها تقدم الدعم والمساعدات الاجتماعية، والمنزل الذي يعيشون فيه، مشيراً بذلك إلى المنزل المكون من 5 غرف، الذي قدمته البلدية لهم، ويدفع إيجاره مكتب العمل "جوب سنتر".
ورداً على سؤال من الصحفي عن المبلغ الذي يحصل عليه شهرياً من السلطات كمساعدات، يقول إنه لا يعرف، إذ يتم تحويلها للبنك، فيقوم هو بسحب المال من حسابه.
ويدل أحمد المراسل على غرفة نوم كل زوجة وغرف الأطفال، وعندما يسأل المراسل مازحاً عن المكان الذي ستنام فيه الزوجة الثالثة، يرد ضاحكاً "كبروا لنا الشقة.. سنكبر الشقة"...
وكان أحمد، الرجل غير المتعلم مهنياً، بحسب التلفزيون، قد تزوج لينا الزوجة الثانية عندما كان عمرها 13 عاماً. وكان قد تزوج قبل ذلك بـ6 أعوام الزوجة الأولى بتول، عندما كان عمرها 14 عاماً. ويعيش منفصلاً عن زوجته الثالثة التي تعيش في سوريا.
وعن الكيفية التي يستطيعون بها العيش على هذا النحو، يقول أحمد إن الإيمان بالله يساعدهم، وإنه ليس هناك غيرة بينهما، ولا ينبغي أن تكون، مضيفاً أنه يعمل على ألا يكون هناك شجار بينهما، لأي سبب كان.
ويسأل الصحفي الزوجتين عن كيفية عيشهما معه على هذا النحو، وفيما إذا كانت هناك مشكلات، فترد لينا، الزوجة الثانية، بالقول إنه أمر طبيعي وليست هناك مشكلة، وإن زوجها شخص جيد، فيما تقول الأولى إن الوضع عندهم مختلف عما هو عليه الحال في ألمانيا.
وعما إذا كانتا لا تتمنيان أن يكون لكل منهما زوج، تقول بتول لا، وتوافقها لينا الرأي، مبررة ذلك أن الله يريد أن تكونا زوجتين، وأنها كانت راضية منذ البداية بالزواج من رجل متزوج، رغم أنها وحيدة عائلتها، ولم يجبرها أحد. وفيما إذا كانتا ستتقبلان أن يقرر أحمد الزواج من ثالثة، فتردان بالقول إنهما مستعدتان أن تزوجاه، وأن عليه ألا يقلق.
تقول لينا إنه لا يفكر بذلك، لكنهم إن عادوا إلى سوريا فسيتزوج من ثالثة، وإنه ليس لديهما مشكلة في الزواج منه حتى وإن كانت لديه زوجة ثالثة ورابعة!
...
وكان أحمد، قد غادر مدينته، حلب التي شهد الحرب فيها، وقُتل أقاربه خلالها، مع زوجتيه وأطفاله الخمسة حينذاك إلى تركيا، ومنها إلى اليونان. ونظراً لعدم امتلاكه المال اللازم لجلب زوجته بتول إلى ألمانيا، توجب بقاؤها في اليونان، وأنجبت الطفلة الصغرى هناك.
يقول أحمد إن زوجته بقيت هناك مدة 3 أشهر دون مكان لتنام فيه، دون ألبسة، دون أي شيء لتأكله وترضع طفلتها.
وقدَّم الزوج شكوى للمّ شمل الزوجة المتبقية في اليونان، وتم قبولها، إذ يقول أحمد إن القاضي قال له إنهم سيساعدونه في جلب الزوجة الثانية لألمانيا، لأنهم يعرفون أنه كمسلم يحق له تزوج امرأة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع، ولم يكن هناك اعتراض من قبل المحكمة، على حد قوله.
إدارة المقاطعة كانت قد قالت في وقت سابق نهاية الشهر الماضي، إنها سمحت في حالتين استثنائيتين على الأقل بلم شمل الزوجة الثانية، لأجل رفاه الأطفال الذين كانوا متواجدين في ألمانيا دون والدتهم، نافية تشجيعها تعدد الزوجات، مشددة على تدقيقها في كل حالة على حدة.
وأكدت نائبة رئيسة كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان، الذي من المنتظر أن يشارك في التحالف الحكومي القادم، أن قانون الإقامة الألمانية لا يسمح بلم شمل الزوجة الثانية في إطار تعدد الزوجات، لافتة إلى السماح لحالات شمل فردية لتجنب وضع صعب غير اعتيادي، كشأن ألا يكبر الأطفال دون وجود أمهم الحيوية في ألمانيا.
ورغم أن لديه 6 أطفال، فإن أحمد على وشك استقبال الطفل السابع. ولا يبدي الرجل السوري اهتماماً بتنظيم الأسرة، قائلاً إنه ليست لديه مشكلة في إنجاب 10 أو 20 طفلاً. أما عن عدد الزوجات اللاتي يرغب أن يكنَّ لديه، فيجيب "أربع"، مضيفاً رداً على سؤال أن ليس لديه مشكلة بالتزوج من ألمانية إن تقبلته وتفاهمت معه...
وحصل أحمد على حق اللجوء من المحكمة، بعد تقديمه طعناً على قرار مكتب الهجرة واللاجئين الأول، وبوسعه المشاركة في دورات اللغة الألمانية والعمل، لكن الرجل الأمي، وفق القناة، يرغب في البقاء مع الأطفال في البيت.
ويشير التلفزيون إلى أنه على الرغم من اختلاف القيم والمعايير الحياتية لدى هذه الأسرة، فإن أفرادها مجمعون على هدف واحد في الحياة، هو العيش بسعادة وفي أمان.
(سليمان عبد الله - هاف بوست عربي)