على وقع خفقات قلب جنينها كانت تعيش، حملتها تسعاً وانتظرتها على أحرّ من الشوق حلمت طويلاً بتلك اللحظة التي تقبلها فيها وتشمّها وتضمها إلى صدرها.
هي سيدة ككل النساء الأمومة حلمٌ تمنته فتلاشى سريعاً. فالسيدة ل.ح. (42 عاما) ابنة بلدة عيتا الشعب الجنوبية بقضاء بنت جبيل، وضعت حملها منذ الأسبوعين تقريباً بعد طول إنتظار وبعدما عانت لتنجب طفلاً من صلبها بسبب تقدّمها في السن، وبعد الولادة كان من الضروري نقل طفلتها فاطمة إلى "الكوفاز" بسبب نقص بالأوكسيجين في حين يوجد غرفة مجهزة بالكوفاز في مستشفى بنت جبيل الحكومي حيث ولدت لكنه لا يزال معلقاً عن العمل إلى أجل غير مسمى.
و بحسب معلومات موقع بنت حبيل، إضطر الأهل بعد ذلك إلى نقل الطفلة إلى احدى مستشفيات النبطية يتوفّر فيها العناية الخاصة بالأطفال لكن أنفاس الطفلة لم تعينها فوصلت إلى المستشفى وروحها قد فارقت الجسد وفشلت المحاولات في إنقاذها.
وفي اتصال مع رئيس ادارة مستشفى بنت جبيل الحكومي توفيق فرج، قال لموقع بنت جبيل انه تقدم عدة مرات بطلب لوزارة الصحة اللبنانية لتأمين السقف المالي لتشغيل هذا القسم الذي يحتاج لكادر تمريضي واطباء، الا ان فرج حتى اليوم لم يتلقى اي جواب..
الطفلة الحلم بقيت مجرّد إسم وذكرى ما إن وصلت إلى الدنيا حتى فارقتها، وتركت والدتها تعيش حسرتها، زينت لها غرفتها بأجمل الالوان واحضرت لها "سوفينير" الفرح بالولادة، لتقوم بتضييفه عن روحها.. هذه القصة الحزينة ليست خطية مستشفى، انما خطية دولة ومسؤولين لم يسمعوا صرخاتنا ولم يشعروا بأوجاعنا ، لا ندري إلى متى سنبقى مهزومين معزولين عن هذا الكوكب أو نترقب الفرج من غيمة.
ما ذنب تلك الطفلة، ما ذنب أمها التي بكت ليالياً لتراها؟؟! أليس جديراً أن يكون في منطقة "بنت جبيل" القضاء والمدينة التي كسرت جبروت العدو، قسم مجهز للعناية اللازمة بالأطفال حديثي الولادة، علماً أنه موجود لكن ينتظر معجزة كي يعمل.. اليس من حقنا كبشر ونعيش على خطوط النار والصمود.. الا نموت على الطرقات ونحن حاملين اطفالنا وشبابنا وكبارنا باحثين عن عناية فائقة قد تنقذهم من الموت..
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.اورغ