أزالت شركتا آبل وجوجل تطبيق "صراحة-Sarahah" من متاجرهما AppStore، وGoogle Play، بسبب تشجيعه على التنمر بين الشباب، رغم أن هدفه الأول الذي ابتكره لأجله المصمم السعودي زين العابدين توفيق كان من أجل التعليقات البناءة.
لماذا حُذف؟
قرار الحذف يأتي بعد توقيع نحو 470 ألف شخص عريضة عبر موقع Change.org تطالب الشركتين بإزالته، بوصفه "أرضاً خصبة للكراهية"، بحملةٍ أطلقتها سيدة أسترالية تدعى كاترينا كولينز، بعد رؤيتها الرسائل التي وصلت لابنتها ذات الـ13 عاماً عبر التطبيق.
إذ أكدت السيدة أنها تحطَّمت هي وابنتها من الرسائل عبر التطبيق، التي دعت ابنتها لقتل نفسها، كما لفتت إلى شنق مراهق بريطاني نفسه بعد التعرض لتنمر عبر تطبيق اسمه Sayat.Me، الذي تم إيقافه في يونيو/حزيران 2017، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
وبحسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، فإن تقييمات التطبيق على متجر App Store تشير إلى استخدامه من قبل بعض الأشخاص للإساءة والتحرش.
من جانبها، أصدرت جوجل بياناً بعد إزالة "صراحة-Sarahah" من متجرها، قالت فيه إنه بالرغم من عدم تعليقها على تطبيقات محددة، لكن سياسات جوجل بلاي تدعو لتوفير تجربة رائعة للمستخدمين، ويفعلون كل شيء يخدم سياستهم.
300 مليون مستخدم
قرار الإزالة جاء بعد وصول عدد مستخدمي التطبيق إلى 300 مليون مستخدم حول العالم، وذلك منذ إطلاقه كموقع في 15 يناير/كانون الثاني 2017، ثم جرى تطوير الموقع تدريجياً، ليتم إنشاء تطبيق منه، وكذلك نسخة باللغة الإنكليزية.
من جهته، قال مطور التطبيق، إن قرار الإزالة "مؤسف"، مشيراً أنه متفائل بشأن التوصل إلى فهم إيجابى معهم قريباً، وأوضح أن شركته قد رفعت نظام الترشيح لاستخدام "الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلي" لتجنب مثل هذه الرسائل، وذلك في تصريحاته لموقع "العربية.نت".
أكثر التطبيقات استخداماً في التنمر
في وقتٍ سابق من العام 2017، اعتبرت صحيفة The Independent البريطانية تطبيق "صراحة" أكثر التطبيقات شعبية بين تطبيقات آبل استخداماً في التنمر وتخويف الناس، بحسب ما نقلته عن بعض مستخدميه، الذين اعتبروه "بيئة خصبة لنشأة الكراهية".
بينما نشر موقع Business Insider تعليقات بعض مستخدميه أو أسرهم، التي أيَّدت وجهة النظر ذاتها؛ إذ نقلت عن أحدهم القول: "أنشأ ابني حساباً على التطبيق، وخلال 24 ساعة نشر تعليقاً عُنصرياً مروعاً على صفحته يقول إنَّه يجب أن يُقتل"، وأضاف: "التطبيق أرضٌ خِصبة لنشأة الكراهية".
فيما نقلت عن آخر قوله: "إلى الآباء، لا تسمحوا لأبنائكم باستخدام هذا التطبيق. هذا التطبيق يُغذي عمليات الانتحار"، فيما قال ثالث: "لا أُوصي باستخدام التطبيق إذا لم ترغب في أن يتم تخويفك والإساءة إليك".
تطبيق "صراحة"، أنشأه الشاب السعودي زين العابدين توفيق، بهدف السماح للأشخاص بمشاركة الرسائل بروح الصراحة والصدق، وقد لاقى انتشاراً سريعاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يشُق طريقه إلى باقي أنحاء العالم؛ إذ أُطلقت نسخة إنكليزية منه.
فيما يُكتب في وصفه على متجر التطبيقات: "يُساعدك تطبيق (صراحة) في اكتشاف نقاط الضعف والمناطق التي تحتاج إلى التحسين، عبر تلقي ملاحظاتٍ صريحة من موظفيك وأصدقائك بطريقةٍ سرية".
وكان الموقع قد أُنشئ عليه نحو مليون و300 ألف حساب، فيما تلقى وأرسل مستخدموه ما يتجاوز 6.5 مليون رسالة، بينما تصفَّح الموقع أضعاف مستخدميه، لما يصل عددهم إلى 92 مليوناً، كل ذلك في أقل من شهر، وكان هذا نجاحاً لم يتخيله حتى مبتكره والشركة المستضيفة له.
متصدر بالدول العربية
تصدَّر الموقع قائمة Alexa في المواقع الأعلى قراءةً في عدد من الدول العربية، بعد شهر من إطلاقه، وتحديداً في 15 فبراير/شباط 2017.
إذ جاء ترتيبه في مصر، التي يحصد منها النسبة الأكبر من جمهوره في المرتبة 197، والـ34 في تونس، والـ42 في سوريا، والـ244 في المغرب، بينما وصل ترتيبه بين المواقع الأكثر قراءةً في السعودية إلى المرتبة 1,145.
وبما أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر يبلغ تقريباً 30,835,256، أي ما نسبته 33% من إجمالي التعداد السكاني، بحسب معلومات موقع Internet Live Stats، فيما تبلغ نسبة الزيارات للموقع من مصر 39.2% بحسب Alexa، فهذا يعني أن نحو 12 مليوناً و87.420 ألف مصري يستخدمون الموقع.
وبالنسبة لتونس التي يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت بها نحو 84.1% من إجمالي سكانها، أي 5,472,618 شخصاً، فيما تبلغ نسبة الزيارات للموقع من تونس 20.7%، فهذا يعني أن نحو مليون و132.831 ألف تونسي زاروا الموقع في ذلك الوقت.
(هاف بوست عربي)