أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مناضلات لا سفاحات...بحث إستغرق سنوات لإثبات براءة "ريا وسكينة"...ومؤلف فيلم سيطالب بمنحهما وساماً

السبت 17 آذار , 2018 06:31 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 67,045 زائر

مناضلات لا سفاحات...بحث إستغرق سنوات لإثبات براءة "ريا وسكينة"...ومؤلف فيلم سيطالب بمنحهما وساماً

بدأ تصوير أولى لقطات فيلم جديد يعرض قصة مختلفة للسفاحتين الشهيرتين في التاريخ المصري "ريا وسكينة"، اللتين اشتهرتا بقتل النساء للاستيلاء على مجوهراتهن.

بعد عرض السينما المصرية فيلمين ومسرحية عن حياتهما تظهرهما بدور السفاحتين، جاء الفيلم الجديد تحت اسم "براءة ريا وسكينة"، وستظهران فيه على أنهما "مناضلات ضد الاحتلال الإنكليزي" لا "سفاحات"، استناداً إلى وثائق حصل مؤلف وسيناريست الفيلم أحمد عاشور عليها من أرشيف التاريخ المصري القديم.

وقال عاشور في مقابلة مع "هاف بوست عربي" إنه سيعرض أدلة على براءتهما وتلفيق التهمة لهما، بل "وسأطالب بمنحهما وساماً".(...)
مؤلف وسيناريست الفيلم أحمد عاشور أكد لـ"هاف بوست عربي" أنه قام ببحث ميداني لمدة 10 سنوات للوقوف على براءة ريا وسكينة.

في نهاية تلك السنوات توصل لحقيقة أن "صاحب ومؤجر المنزل الذي طرد ريا وسكينة بحكم قضائي، وكان أول من أبلغ عن وجود عظام آدمية أثناء أعمال سباكة، هو شخص كفيف ﻻ يرى"، ما يشير لعدم صحة روايته التي جرى الاستناد عليها سابقاً لاتهامهما.

وقال أحمد عاشور: "الفيلم سيكون روائياً حتى يصل إلى أكبر قاعدة جماهرية وسأعرض في نهاية الفيلم كافة الوثائق التي حصلت عليها".

وأضاف أنه سيقدم رواية تاريخية موثقة عن الظلم الذي وقع على ريا وسكينة والذي أدى إلى إعدامهما، وتشويه صورتهما تاريخياً بوضع اسمهما في قائمة أسوأ 10 نساء في تاريخ البشرية...

ريا وسكينة سفاحتان دائماً

أثارت قضية ريا وسكينة الرأي العام المصري خلال عام 1920 بعدما انتشرت قصة السفاحتين في جميع أنحاء مصر. وقد حكم القضاء المصري، منذ 93 عاماً، على ريا وسكينة بتهمة قتل العديد من النساء في مدينة الإسكندرية، وانتشرت روايات عديدة تستند لمحاضر الشرطة حول "السفاحتين".
يرى أحمد عاشور أن الشعب المصري تعرض لـ"أكبر قصة خداع" طوال قرن تقريباً، وأن أفلام السينما والمسرحيات التي تناولت القضية كرست لصورة السفاحتين ريا وسكينة، برغم أن الحقيقة غير ذلك.

وأضاف أن: "التحقيقات الأصلية بالإسكندرية برأت الرباعي ريا وسكينة وحسب الله وعبد العال من تهمة خطف وقتل النساء، وأن وكيل نيابة الإسكندرية رفض ضغوط القنصل البريطاني لتوريطهم في القضية لعدم وجود أدلة، وأنه بعد القبض عليهما تم إلصاق هذه التهم المشينة بهما، وتعديل القانون الذي كان يحظر وقتها إعدام النساء".

وقال إن: "وكيل نيابة الإسكندرية تقدم باستقالته لرفضه اتهامهم بالباطل، والدليل الوحيد الذي أدان المجموعة بالكامل هو شهادة الطفلة بديعة، والتي تم تلقينها الكلام مؤكدين لها إذا قالت هذا الكلام سيتم الإفراج عن أمها".

وبعدها تم إيداع بديعة دار رعاية الأحداث التي احترقت بكل من فيها بعد شهور قليلة لتموت الحقيقة قرناً كاملاً.

وحول قبول مؤرخين آخرين لهذه الرواية الجديدة التي يرويها الفيلم الجديد عن براءة ريا وسكينة، قال عاشور: "اقتنع بعض من المؤرخين المختصين بتاريخ مدينة إسكندرية وكذلك أساتذة قانون ورؤساء محاكم جنايات بروايتي".

وأضاف: "بالنسبة للسادة المؤرخين الذين ينفون روايتي فبعضهم ينتقد دون نقد بناء لوأد أي رؤية جديدة مخالفة دون الوقوف على دراسة علمية أو قراءة أو حتى مشاهدة العمل السينمائي فلا تعليق عليهم لأنهم نفوا ما لم يعرض بعد"(...)
(محمد جمال - هاف بوست عربي)

Script executed in 0.18741011619568