تزامناً مع وضع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي قيد التحقيق رسمياً بشأن مزاعم تلقيه أموالاً من الزعيم الليبي معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية في العام 2007، حاورت صحيفة "لوريان لو جور" رجل الأعمال اللبناني-الفرنسي، زياد تقي الدين، الذي أقرّ أمام القضاء الفرنسي في العام 2016 أنّه سلّم كلود غيان، مدير وزارة الداخلية التي تولى مهامها ساركوزي آنذاك، 3 حقائب سفر تحتوي على 5 ملايين يورو من ليبيا بين تشرين الثاني من العام 2006 وكانون الأول من العام 2007.
ونفى تقي الدين- الذي يزور لبنان حالياً- أن تكون الأموال الليبية التي أوصلها إلى ساركوزي (وزير الداخلية آنذاك) قد استخدمت لتمويل حملته الانتخابية وأدرجها في سياق التعاون الأمني بين البلدين، شارحاً بأنّ ليبيا أرادت خلال تلك الفترة إبرام اتفاقات مع فرنسا في إطار التعاون الأمني في المتوسط، وذلك لحماية حدودها ومنع الهجرة غير الشرعية الأفريقية إلى أوروبا بشكل خاص.
في المقابل، بيّن تقي الدين أنّ ساركوزي فتح "قناة موازية" مع الليبيين من أجل الحصول على الأموال التي استخدمها لتمويل حملته الانتخابية، كاشفاً أنّه سافر إلى ليبيا للمرة الأولى في نهاية العام 2004 وبداية العام 2005، بناء على طلب الرئيس الفرنسي الذي قَبِلَ دعوة القذافي إلى "فتح صفحة جديدة مع فرنسا".
وشرح تقي الدين أنّ ساركوزي لم يطلب من ليبيا تمويل حملته بشكل رسمي "على حدّ علمه"، قائلاً إنّ الرئيس الفرنسي الأسبق أجرى محادثات وجهاً لوجه مع مسؤولين ليبيين. ولفت تقي الدين إلى أنّه علم بأمر هذه المحادثات عندما سأله رئيس المخابرات الليبية السابق، عبدالله سنوسي، فور انتهاء زيارة ساركوزي إلى ليبيا، عن كلفة الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا. وتابع بأنّ المسؤول الأمني الليبي تفاجأ عندما أخبره بأنها تكلّف 20 مليون يورو، قائلاً إنّ وزير الداخلية طلب من القذافي 20 مليون يورو تحديداً.
في هذا السياق، تطرّق تقي الدين- "الوسيط الرسمي بين فرنسا والنظام الليبي السابق الذي عمل في الظل ابتداء من العام 2004"- إلى الدور الذي لعبه مساعد القذافي ومدير مكتبه، بشير صالح، مبيناً أنّه كان على تواصل مباشر مع غيان وأنّه أجرى التحويلات المالية كلها له.
كما أكّد تقي الدين أنّ رئيس الوزراء الليبي السابق، محمود البغدادي، شارك في نقل الأموال إلى ساركوزي، مشيراً إلى أنّه روى أمام القضاء التونسي تفاصيل لقاءاته مع غيان في جنيف، حيث كان يسلّمه المال، وذكر أن الأخير عمد ذات مرة إلى إغلاق إحدى الحقائب بقدمه لأنه كان متأخراً.
وتطرّق تقي الدين إلى دور رجل الأعمال الليبي، اسكندر الجوهري، الرجل الرئيسي في التحقيقات الفرنسية والموقوف احترازياً في لندن منذ شباط الفائت، قائلاً إنّه كان مسؤولاً عن التعامل مع صالح ومطلقاً عليه تسمية "مبيّض أموال الجمهورية".
ختاماً، نفى تقي الدين أن يكون القذافي مذنباً، وقال "القذافي ليس مذنباً بل ساركوزي"، معتبراً أنّ توقيف ساركوزي كان متوقعاً.
(ترجمة "لبنان 24" - OLJ)