أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حادثة صيدا تستنفر أجهزة الدولة والفاعليات

السبت 13 حزيران , 2009 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,773 زائر

حادثة صيدا تستنفر أجهزة الدولة والفاعليات

كان لحادث الاعتداء على سيارة ابنة رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد «منار»، منتصف ليل امس الاول، وقع الصاعقة في صيدا، حيث اعتبر الأخطر الذي يستهدف المدينة منذ عقود طويلة، وكادت المدينة التي تجاوزت قطوع الانتخابات بشق النفس، أن تقع في المحظور، لأن حادثاً كهذا تجاوز كل الخطوط الحمر واسقط كل المحرمات.
صيدا تهيبت، امس، الحادثة بحد ذاتها، ولانها مع ابنة اسامة سعد كذلك، لانه عندما تستهدف ابنة بيت سياسي كبيت معروف سعد، هذا يعني ان كل البيوت السياسية في المدينة تصبح مستهدفة، وانه لم يعد من سقف للأفعال وردودها. وهناك خشية فعلية في صيدا من فعل وردة فعل، خاصة ان اسامة سعد وكل قيادة واركان التنظيم الشعبي الناصري «جاهدوا» وتعبوا وهم يكافحون ردة فعل انصار التنظيم، الذين طالبوا بحمل السلاح والرد على الاعتداء بالمثل، لكن سعد واجه ذلك بالقول: «انها مدينتنا ولن نحرقها مهما حصل، واناشدكم التروي والهدوء ولا أريد أي نقطة دم في صيدا، وعليكم العودة الى بيوتكم فورا».
وكان مئات الشباب من انصار «التنظيم» قد تجمعوا امام منزل سعد، في ردة فعل غاضبة ومتشنجة للغاية، وكانت رصاصة واحدة تطلق في الهواء كفيلة بإدخال المدينة في نفق مظلم للغاية، وفي اتون فتنة لا يعلم احد اين وكيف تنتهي، خاصة ان شائعات كانت انتشرت وتحدثت عن تعرض اسامة سعد شخصياً لإطلاق النار.
وبينت هذه الحادثة على خطورتها، ان صيدا تفتقر لرجالات يمكن ان يكون لها دور الوساطة بين الاطراف المتنازعة سياسيا، من اجل المساهمة في انقاذ المدينة مما قد يكون اخطر وادهى. واستدعت الحادثة انتقال نائب مدير مخابرات الجيش العقيد عباس ابراهيم، من مقره في اليرزة الى صيدا لمتابعة ما يحدث على الارض، حيث التقى على التوالي، كلاً من الوزيرة بهية لحريري واسامة سعد ومجمل الفعاليات الصيداوية، اضافة الى مسؤولي المحافظة الاداريين والامنيين، واضعا الجميع امام مسؤولياتهم، مؤكدا «ان الجيش لن يقف مكتوف الايدي، لان ما حصل كان شيئاً خطيراً جداً». وان الجيش استدعى فرقة من المغاوير للمكوث في المدينة وتسيير دوريات واقامة حواجز فيها، وهي مخولة حفظ الامن وفرضه فرضا حيث تدعو الحاجة، واطلاق النار عند اللزوم».
وعلم في هذا المجال ان مسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور، تسلم ثلاثة مشتبه فيهم في الحادثة وباحداث مماثلة، بينهم (ب و ا .ح ـ و م .ق) وهو بصدد اعتقال مطلوب رابع. وان اتصالا صباحيا تم بين الوزيرة بهية الحريري والعقيد شحرور، اكدت فيه «ان الغطاء السياسي مرفوع عن أي شخص متهم او مطلوب ومهما كان وضعه».
كذلك، قام قائد الدرك العميد انطوان شكور بزيارة صيدا والتقى المحافظ العميد مالك عبد الخالق، وعقد اجتماعا امنيا في سرايا المدينة شارك فيه قادة المنطقة الأمنيون. وأعلن عن تدابير أمنية مشددة لتصفية ذيول كل الحوادث الفردية التي تحصل، بالتنسيق مع كل المسؤولين والقيادات والجيش اللبناني بشكل خاص. مشيرا الى ان عديد القوى الأمنية المنتشرة هو 150 عنصرا مرشحا للتزايد الى المئتين.
من جهة ثانية، أكد الدكتور سعد «أن التوترات الامنية ومسلسل الارهاب الذي تقوم به «الشلل المسلحة» التابعة «لتيار المستقبل»، ما كانت لتحصل لولا الغطاء الذي توفره الأجهزة الامنية»، متسائلاً «ما إذا كانت السلطة اللبنانية تحضر لمشروع فتنة داخل صيدا». معتبرا «أن ما نشهده يذكرنا بتلك المؤامرة التي حِيكت يوماً ضد الشهيد معروف سعد وتياره، وتُوِّجت باغتياله الذي شكل شرارة الحرب الاهلية اللبنانية. فهل تدرك السلطة بأجهزتها المتعددة أي حماقة تُرتكب وأي مخطط جهنمي يُراد للمدينة».
وكان سعد استقبل وفوداً سياسية ونقابية وشعبية فضلاً عن رؤساء بلديات ومخاتير، جاؤوا للتعبير عن التضامن معه. واعتبر «أن الاحداث التي حصلت مقصودة ومبرمجة وهدفها النيل من «التنظيم الشعبي الناصري» سياسياً والنيل من أمن المدينة. لكن صبرنا صبر أيوب ولن ننجر إلى أي عمل يسيء إلى الاستقرار ، فنحن أمُّ الصبي وصمام الامان. وإذا كانوا يريدون ضرب سمعتنا السياسية عبر استدراجنا الى الغلط وإلى الصدامات الأمنية وردود الفعل الامنية، نقول لهم: لن تحصلوا على مرادكم وباعنا طويل وطويل جدا».
وتلقى سعد اتصالات هاتفية استنكرت الحادث من بينها اتصالات من الرئيس اميل لحود، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، الوزير علي قانصو، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، النواب: بطرس حرب، نوار الساحلي، وأيوب حميد، إضافة إلى اتصالات أخرى من العديد من الشخصيات السياسية والروحية والاجتماعية.
واعلن المكتب الإعلامي للتنظيم «ان سعد زار منازل العائلات الصيداوية في محلة القياعة، التي كانت تعرضت لاعتداءات من قِبل «الشلل التابعة لتيار المستقبل»، ومنها عائلتا: الصوص والجردلي، حيث اطمأن إلى أوضاعها، وطالب القوى الأمنية ملاحقة المعتدين والكف عن موقف التطنيش».
كذلك اعربت الوزيرة الحريري عن «استنكارها ورفضها لكل ما يسيء لأمن المدينة واستقرارها». وقالت: «ان من حق مدينة صيدا ومن حق أهلها أن ينعموا بالاستقرار والأمان، ومن غير المسموح لأحد أن يجر المدينة الى أي توتر أو خلق مناخ أمني غير مستقر. واننا اذ نجدد رفضنا الكامل لكل ما يمس باستقرار المدينة، نؤكد على رفع الغطاء عن كل مخل بالأمن، والإصرار على ضرورة أن تتسلم الدولة اللبنانية من خلال مجلس الأمن الفرعي في الجنوب، ممثلاً بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكافة الأجهزة الأمنية والقضائية، زمام الأمن بشكل كامل في صيدا والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التلاعب باستقرارها وسلمها الأهلي».
ودان رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري الحادث واعتبره «نتيجة للتراخي الأمني الذي مورس في المدينة لسنواتٍ طويلة من قبل السلطة ومؤسساتها»، محذراً من «استمرار هذه الأعمال المخلة بالأمن في صيدا»، لافتاً الى ان «البعض يعتبر نفسه فوق القانون ولا تمكن محاسبته». مضيفا: «إن من يريد بناء الدولة ومؤسساتها عليه أن يرفع الغطاء عن الزمر التي تسيء لسمعة المدينة وأمنها وتهدد سلامة أبنائها. والسلطة اليوم أمام امتحانٍ دقيق».
كما دان المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود «بشدة الاعتداء الذي تعرضت له كريمة النائب اسامة سعد وكل الاعتداءات التي سبقتها وطالت كرامات الناس، ودعا الى محاسبة المتسببين في تلك الحوادث والاعتداءات». واعتبر «ان ثوابت صيدا الاسلامية والقومية والوطنية ونهجها الجهادي المقاوم لا يستطيع احد ان يغيره او يبدله بأي خيار آخر، وان علاقة صيدا بمحيطها جنوباً وشرقاً وشمالاً علاقة متينة مبنية على تاريخ مشترك لا يؤثر عليها مقعد نيابي او حزب سياسي، فصيدا كانت وستبقى عاصمة الجنوب والمقاومة».
وأثنى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على جهود رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد في تهدئة الامور داخل مدينة صيدا. وخلال اتصال أجراه جنبلاط بسعد لتهنئته بسلامة كريمته من حادثة الاعتداء التي تعرضت لها سيارتها، اشاد جنبلاط بهذه الجهود متمنيا عليه الاستمرار في بذلها من أجل الحفاظ على الاستقرار والهدوء. 

Script executed in 0.18895506858826