تناقلت وسائل إعلام مصرية وعالمية خبراً يفيد بحصول اللاعب المصري محمد صلاح على مليون صوت في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في الفترة من 26 – 28 مارس/آذار. ليس هذا فحسب، لكن بعض كبريات الصحف الرياضية العالمية تناولت هذا الخبر أيضاً، فنشرت صحيفة “لاغازيتا ديللو سبورت“، أشهر الصحف الرياضية الإيطالية وأكثرها انتشاراً، الخبر نفسه قائلة “صلاح يحصد مليون صوت في الانتخابات الرئاسية”.
وذكرت الصحيفة أن صلاح حصل على 5% من إجمالي الأصوات، متفوقاً على المرشح الخاسر موسى مصطفى موسى. وقالت “الفائز هو: محمد صلاح. نحن لا نتحدث عن جائزة أفضل لاعب إفريقي لهذا العام، لكن يمكن اعتبار صلاح هو الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على مليون صوت”.
وبدأ ينتشر هذا الخبر كالنار في الهشيم على الشبكات الاجتماعية، واستخدمه الناس دليلاً إضافياً على حب الشعب المصري لنجمهم الأول في كرة القدم، بينما سخر آخرون من المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى الذي حصل على أصوات أقل. يبدو الخبر غريباً، فصلاح لم يكن مرشحاً أبداً للانتخابات الرئاسية، ولم يتم وضع اسمه في بطاقات الانتخاب، التي اقتصرت على اسمين فقط هما موسى مصطفى موسى والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. لم يصدر أي بيان رسمي أو شبه رسمي يؤكد هذه الأرقام، وبالتالي ثارت تساؤلات عديدة حول مدى صحة هذا الخبر.
يقول علاء علي، شاب يبلغ من العمر 30 عاماً ويعمل مهندساً بإحدى الشركات بمدينة الإسكندرية، “أنا أعشق محمد صلاح وأتابع أخباره كلها حتى في الصحف البريطانية. لكني تعجبت من هذا الخبر”.
وأضاف في تصريحه لـ “عربي بوست” أنه رأى بعض الصور على الشبكات الاجتماعية لبطاقات انتخابية كتب عليها بعض المصريين اسم محمد صلاح، كأنهم يرفضون كلا المرشحين الرسميين ويمنحون صوتهم لصلاح بدلاً منهما، “لكن كيف يمكن أن يتم فرز وتجميع هذه الأرقام لهذه البطاقات الباطلة؟”. وبالعودة إلى المصادر التي استقت منها الصحف المصرية هذا الخبر، فكان المصدر صحيفة الإيكونوميست. الصحيفة البريطانية الشهيرة نشرت تقريراً يوم 30 مارس/آذار، بعنوان “عبد الفتاح السيسي يفوز بفترة رئاسة ثانية في مصر”.
وفي تفاصيل الخبر، قالت الصحيفة إنه في التصويت الذي استمر يومين والذي بدأ يوم 26 مارس، وعلى الرغم من أن الأرقام الرسمية لن يتم نشرها حتى الأسبوع المقبل، إلا أن الإحصاء الأولي في وسائل الإعلام الرسمية يظهر فوز السيسي بفترة ثانية بنسبة 92% من الأصوات.
وأضافت أن خصمه موسى مصطفى موسى، حقق 3% فقط. وقالت إن 25 مليون شخص صوتوا في هذه الانتخابات، والذين يمثلون 42% من إجمالي الناخبين. هنا ذكرت أن “أكثر من مليون مصري أفسدوا صناديق الاقتراع، أي ضعف عدد الذين اختاروا موسى”. ثم ذكرت الصحيفة بين قوسين قائلة “بعضهم رفضوا كلا المرشحين وكتبوا على الورقة محمد صلاح”. وبالتالي فإن نجم فريق ليفربول الإنكليزي والمنتخب المصري لم يحصل على المليون صوت، لكن الصحيفة رصدت قيام البعض بكتابة اسمه فقط.
نفس الأمر حدث في صحيفة “ذا صن” التي أشارت إلى إبطال مليون مصري لأصواتهم، وقيام بعضهم بكتابة اسم محمد صلاح، وهو ما جعل وسائل إعلام تنقل عنها خبر حصول صلاح على مليون صوت.
وخطف اللاعب المصري الأضواءَ منذ بداية الموسم، بتسجيله 36 هدفاً في 41 مباراة مع نادي ليفربول، في جميع المسابقات، كما أسهم بشكل بارز في عودة مصر إلى كأس العالم، بعد غياب دَامَ 28 عاماً، وهو الذي شارك في 55 مباراة مع منتخب الفراعنة، وأحرز 33 هدفاً. “هذا الأمر يبدو منطقياً الآن.
هذا خطأ أو تسرع من بعض الصحف في الترجمة على ما يبدو”، هكذا يقول علي ضاحكاً، مضيفاً أنه يمكن أن يتوقع خطأ الصحف ووسائل الإعلام المصرية، لكن من الصعب عليه أن يصدق أن صحيفة كبيرة مثل “لاغازيتا ديللو سبورت” يمكن أن تقع في مثل هذا الخطأ الساذج، على حد وصفه.
(عربي بوست)