أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الكلاب الشاردة تطارد أهالي النبطية ليلا نهارا وتبث الذعر في النفوس

الإثنين 15 حزيران , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,293 زائر

الكلاب الشاردة تطارد أهالي النبطية ليلا نهارا وتبث الذعر في النفوس
مضيفة موسيقى تصويرية إلى لياليهم عبر إطلاقها العنان لنباحها الذي يقضّ مضاجعهم. هكذا، درج السكان على توخّي أقصى درجات الحذر من الكلاب، التي بدأت تجتاح المدينة زاحفة من البراري المجاورة. فاطمة قانصوه، مثلاً، بدأت تفكّر جدّياً في الاحتفاظ بمسدس في حقيبتها، وخصوصاً بعدما كادت تقع ضحية بين أنياب أحد الكلاب الشاردة، الذي طاردها في وضح النهار. وتؤكد أن الأمر تحوّل إلى ظاهرة باتت تمثّل ذعراً حقيقياً للسكان، ولا سيما أن مشهد الكلاب بحدّ ذاته يثير الاشمئزاز، نظراً إلى قذارتها، وما تحمله من جراثيم وحشرات.
كما في النهار كذلك في الليل، تشكو ليلى جابر، وهي من سكان حي البياض، النباح الليلي للكلاب، الذي يملأ الحي، حارماً سكانه النوم، مشيرة إلى أن هذه المشكلة القديمة ـــــ الجديدة، تتفاقم سنة بعد سنة، مع ازدياد متواصل لأعداد الكلاب.
إلى ذلك، تتسابق الكلاب قبل حلول الليل، للتسلّل إلى المباني السكنية التي تضع نفاياتها في هذا الوقت خارج المنزل كي تجمعها البلدية، عابثة بها، مخلّفة وراءها بصماتها الدامغة بالأوساخ والجراثيم. إلّا أنه رغم «جرمها» المشهود فإنها تبقى طليقة «بلا حسيب أو رقيب».
إذ إن البلدية، التي هي «الحسيب»، وبحسب ما أفاد مصدر لـ«أخبار»، لا تملك حتى الآن حلاً متكاملاً، مُقرّةً بالمشكلة التي أضحت من التحديّات التي تواجه عملها. «في السابق كانت البلدية تعالج هذه المشكلة بأساليب خاطئة»، يقول المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، «إذ تعمد إلى قتلها. هذا الأسلوب مرفوض حالياً، بعد التوصّل إلى فكرة مؤداها أنه لا يمكن الحكم على جميع الكلاب بأنها مؤذية. ما يعني حرمة القتل شرعاً، لذلك نسعى وبالتنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوان، ووزارة الداخلية إلى تأمين رصاص مخدّر غير قاتل لتسهيل وضع الكلاب في أقفاص ونقلها عبر الشاحنات إلى مكان آخر غير مأهول بالسكان، وهنا بيت القصيد». ويشير المصدر إلى أن المشكلة «تكمن في إيجاد مكان لإيداعها فيه بطريقة لا ننقل بها المشكلة إلى المنطقة، وخصوصاً أن هذه الكلاب لا تلازم مكانها في البراري، إذ تعود لتهاجر إلى الأماكن المأهولة». من هنا، تطلق البلدية نداءً إلى جمعيات الرفق بالحيوان، لتسهم في إيجاد حل. وتقترح أن تقوم بتبنّي هذه الكلاب ورعايتها، مقابل تغطية البلدية التكاليف. وتكشف عن استعدادها لتقديم الكلاب إلى أي جمعية أو جامعة ترغب في الاستفادة منها في تجاربها العلمية. وتلفت إلى أنها مستعدة لتبني أي حل نهائي متكامل لمشكلة الكلاب، تقترحه أيُّ جهة كانت.

 

Script executed in 0.21592116355896