نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا تحت عنوان "كيف لصخور سلطنة عمان المساعدة في إنقاذ كوكب الأرض للكتاب هنري فاونتن، جاء فيه إن صخور جبال سلطنة عُمان تتمتع بسمة خاصة؛ إذ إنها تزيل غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب احترار الأرض من الهواء وتحوّله إلى حجر.
ومن الناحية النظرية، يمكن لهذه الصخور تخزين الانبعاثات البشرية من ثاني أكسيد الكربون لمئات السنين. ولا شك أن تخزين ولو جزء بسيط من هذا الغاز لن يكون سهلاً، لكنه ليس مستحيلاً. ويوضح التقرير أنه حتى مياه الينابيع المتجمعة في الصخور تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج قشرة كربونية تشبه الجليد، التي إذا تكسرت فإنها تتشكل مرة أخرى في غضون أيام.
وعندما تعود المياه إلى التلامس مع الهواء تتجمد طبقة رقيقة من الكربونات على سطحها. ويقول العلماء إنِّه إذا كان من الممكن تسخير هذه العملية الطبيعية، التي تسمى تمعدن الكربون، وتسريعها وتطبيقها بتكلفة زهيدة على نطاق واسع، فمن الممكن أن تساعد في مكافحة تغير المناخ. إذ يمكن للصخور أن تزيل مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون المحبس للحرارة الذي يضخه الإنسان في الهواء منذ بداية العصر الصناعي. وبتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى حجر، فسوف تضمن صخور سلطنة عُمان - أو في عدد من الأماكن الأخرى حول العالم التي لها تشكيلات جيولوجية مماثلة - بقاء هذا الغاز خارج الغلاف الجوي إلى الأبد. ويشير التقرير إلى أن التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون، وهو أكثر الغازات الدفيئة انتشاراً، يجذب اهتماماً متزايداً في الوقت الحالي بوصفه تقنية ضرورية لجهود الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ولكن الفكرة لم تطبق بعد بشكل ملموس: حيث يوجد أقل من 20 مشروعاً ضخماً للقيام بذلك على مستوى العالم، ويركزون على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري الذي يتم حرقه في محطات توليد الطاقة أو من العمليات الصناعية الأخرى وتخزينه كغاز تحت الأرض.