لتزجية أوقاتهم بالمطالعة، وإغناء مهاراتهم بمتابعة دورات الكمبيوتر واللغات. لا بل إن المركز أصبح ملتقى لأبناء المنطقة الذين يبدأون نهارهم بتصفّح الصحف، لتبدأ بعدها النقاشات السياسية والثقافية. وإذ تفتقر المنطقة إلى هذا النوع من المراكز، فإن عدد زوّار مركز بنت جبيل يزداد يوماً بعد يوم، ما يدلّ على نجاح هذه التجربة وحاجة الأهالي الماسّة إليها. فبحسب المشرفة على نشاطات المركز ريما شرارة، يزيد عدد روّاد المركز على 1400 زائر شهرياً، أمّا عدد الكتب المستعارة فتزيد على 400 كتاب في الشهر. وقد استغلّ المركز إعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009 ليقوم بالعديد من النشاطات، كان أهمّها أسبوع المطالعة في أيار الماضي، الذي بحسب شرارة «حقّق نجاحاً باهراً، إذ شارك في نشاطات المركز أكثر من 1900 شخص، ما أدّى إلى مطالبة الأهالي بضرورة استمرار هذه النشاطات. لذلك وضعت خطّة مدروسة لإقامة العشرات من الأنشطة الثقافية والتربوية خلال العطلة الصيفية». ومن أهم هذه الأنشطة المرتقبة مسرحية «شجرة وحكاية» التي ستقدم هنا مع فرقة أصدقاء الدمى وبرعاية وزارة الثقافة، إضافة إلى قراءة القصص وإقامة معرض كتب للأطفال والناشئة برعاية رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل عفيف بزي. وسيتخلل المعرض، إضافة إلى عرض أحدث الإصدارات، استضافة كتّاب وشعراء، وعرض لوحات فنية متنوّعة، وقراءة القصص وتوقيعها من قبل كتّابها، إضافة إلى يوم ترفيهي للأطفال من عمر 7 إلى 12 سنة تتخلله ألعاب رياضية متنوعة. أما الكبار، فسيعمد المركز إلى تنظيم رحلة لهم إلى مغارة جعيتا. يذكر أنّ المركز جهّزته وزارة الثقافة وبلدية بنت جبيل في عام 2001، وأعادت بناءه، بعد أن تعرّض للقصف في حرب تموز، الحكومة القطرية بمساعدة العديد من الجمعيات، كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة الوليد بن طلال التي قدّمت أخيراً 5 أجهزة كمبيوتر مع شاشة عرض سينمائية.
