أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مايكل ابن الـ 10 سنوات كان يلعب ويضحك حتى اشتكى من ألم شديد في رأسه انتهى بحالة إغماء وغيبوبة... الأهل بانتظار "معجزة"

الجمعة 11 أيار , 2018 01:18 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 300,945 زائر

 مايكل ابن الـ 10 سنوات كان يلعب ويضحك حتى اشتكى من ألم شديد في رأسه انتهى بحالة إغماء وغيبوبة... الأهل بانتظار "معجزة"

كتبت النهار اللبنانية:

لم يكن مايكل (10 سنوات) يشعر أن الحياة ستنقلب ضده بساعات، كان يضحك، يلهو ويمرح كباقي الأطفال. لم يكن يشعر بسوء أو بألم او بأي شيء يُنذر بخطر قريب، حتى اشتكى من ألم شديد في رأسه انتهى بحالة إغماء وغيبوبة. لم يفهم احد ما حصل، فجأة أغمض مايكل عينيه متعباً، مثقلاً بعد ان تبين ان سبب كل ذلك نزيف دماغي فجائي.  

ليس سهلاً على ابن 10 سنوات أن يواجه عارضاً صحياً خطيراً، لم يشكُ يوماً من شيء على الإطلاق. كيف يمكن ان يعرف أنه يعاني تشوهات خلقية في دماغه في ظل غياب اي عارض تحذيري منذ ولاته حتى نهار الحادثة. كان يصعب على عائلته ان تفهم ما جرى، لماذا نزف مايكل من انفه بعد ان شكا من آلام شديدة في رأسه سرعان ما تطورت الى تقيؤ فإغماء... ثوان قلبت حياة مايكل وعائلته، الكل مصدوم، مايكل اليوم في العناية الفائقة ينتظر اعجوبة تُوقظه من سباته العميق.

صداع شديد في الرأس

بين ليلة وضحاها، إنتشرت صور مايكل او مايكي كما يناديه البعض عبر وسائل التواصل الإجتماعي، الكل يدعو ويُصلّي لشفائه. نجح مايكل ان يجمع مئات الأشخاص حوله دون ان يعلم، الكل متضامن مع قصته، متأثر بما جرى ويشارك صورته علّه بذلك يكون مشاركاً في ايصال الصوت.

كان يصعب ان نبحث عن أثر مايكل، كل شيء بدأ من صورة على "الفايسبوك" قبل ان يصبح مايكل بطلاً في عيون كثيرين. من هو هذا الصبي الذي أسر قلوب العديد وجمع حوله الصلوات والدعوات والشموع؟ ماذا جرى مع مايكل وما هي حالته الطبية اليوم؟ في مستشفى سيدة زغرتا، وفي غرفة العناية الفائقة ينام مايكل، هو في غيبوبة ويعمل الأطباء على عدم ايقاظه في الوقت الحالي.

تسترجع والدته ميرلا رحمة آخر لحظاته بتأثر، فليس سهلا عليها ان تتحدث عن ابنها مايكي. تقول: "كان طبيعيا جدا، يلعب ويضحك وكل شيء على ما يرام. وبعد الظهر، بدأ يشكو من ألم شديد في رأسه، اعطيته دواء لكنه لم يرتح وبدأ ينزف من انفه قبل ان يتقيأ. سارعنا به الى المستشفى وفي طريقنا الى هناك أغمي عليه في السيارة".

غداً... عيد مولده 

كان كل شيء سريعاً، لم يتسنَّ لأحد ان يستوعب ما جرى. كيف يمكن لإبن 10 سنوات ان يعاني من نزيف دماغي. عارض يُصيب الكبار وليس الصغار. اسئلة كثيرة تلاشت في عالم مجهول قبل ان تتوضح الصورة شيئاً فشيئاً.

تؤكد والدته ميرلا أن الطبيب قال لهم ان ما جرى هو "نتيجة تشوه شراييني في الدماغ، عادة ما تُصيب كبار السن لكنها أصابت مايكل. يعمد الأطباء على عدم ايقاظ مايكل من الغيبوية حتى يرتاح دماغه، نحن مدركون اننا في مواجهة مصير موجع نتيجة تضرر الدماغ لكننا اليوم لا نطلب سوى الصلاة حتى يستيقظ مايكل ويعود الى حياته الطبيعية".

مرّ اسبوع تقريباً على انتكاسة مايكل الصحية، يصادف غداً عيد مولده الذي كان من المفترض ان يُطفىء شموعه الـ11. لا تخفي عمته ان "مايكي تسبب بحالة غريبة، الناس تتفاعل معه بطريقة عجائبية. استطاع ان يجمع الآلاف حوله دون ان يعلم. الكل يصلي له ويدعو له بالشفاء. مايكي جمع الناس في انتظار ان يفتح عيونه ويستعيد حياته رويداً رويداً. هو اليوم يحتاج للصلاة ...الكل في انتظار معجزة والباقي "ع الله".

تشوه شراييني وريدي

هذه قصة مايكل وصورته المنتشرة في مواقع التواصل الإجتماعي، لكن ما هي هذه الحالة الطبية ومتى يمكن التدخل طبياً ومتى نعجز عن ذلك؟

يشرح الأستاذ الإختصاصي في جراحة الأعصاب الدكتور يوسف قمير في حديثه لـ"النهار" ان "هذه الحالة المرضية وتُعرف بالـMAV هي تشوه شراييني وريدي تكون فيه الشرايين متصلة مباشرة بالأوردة، وقد يرافقه بعض الأعراض كنزيف دماغي او نوبات صرع او آلام في الرأس. لكن في بعض الأحيان لا يكون مصحوباً بأي عارض ويكشف عنه عبر الفحوص المصوّرة".

يؤكد قمير انه "نعجز في بعض الحالات عن إجراء جراحة لا سيما اذا كانت الشرايين متصلة بمناطق خطيرة حيث يستحيل التدخل طبياً كي لا نتسبب بعطب دائم. اذاً كيف تجرى الجراحة لهذه الحالة المرضية؟ تكون "اما عبر إجراء عملية جراحية لاستئصال التشوهات الشريانية الوريدية او عبر التمييل او من خلال الاشعة المركزة من خلال حرق الشريان. لكن من المهم ان نعرف انه لا يمكن التدخل طبياً في كل الحالات، كل حالة منفردة وخاصة وتعتمد على منطقة الدماغ ووظيفتها ومدى خطورتها".

ويضيف الاستاذ الإختصاصي في جراحة الأعصاب ان "هناك مشاكل وأمراضاً عصبية تسبب عدم القدرة على المشي عند الأطفال ومنها التشنج القوي. لذلك هدفنا دراسة كل حالة بمفردها والتمييز بين الحالات التي يمكن التدخل فيها طبياً والتي ستعيد قدرة المشي والأخرى التي يستحيل التدخل فيها. هناك حالات لليست بحاجة للجراحة واخرى لا علاج لها. صحيح ان الطب تطور ولقد أحرزنا تقدماً ونحاجاً باهراً في مرض الصرع لا سيما بالنسبة للعمل الجراحي، لذلك لا يمكن الحديث عن الامراض العصبية والتشوهات بالمطلق وانما دراسة كل مرض على حدة والعمل عليه بالتفصيل".

(ليلى جرجس-النهار)

https://www.annahar.com/article/803003

Script executed in 0.18497800827026