أليم صباح بنت جبيل، كألم تلك العجوز التي إنتظرت إبنها ثلاث أيام ظناً منها أنه غير موجود وهو في الغرفة المجاورة لغرفتها مُلقىً على السرير وقد فارق الحياة... قصةٌ أليمة أشبه بحكايات الخيال،،،
رفيق دعيبس الرجل السبعيني إبن مدينة بنت جبيل الذي تركَ زوجته وأولاده في بيروت ليسكن مع أمه خادماً يحملها في عوزها،،،أشهر عديدة مرّت وهو في خدمة والدته المسنة التي حطّ بها الدهر وألوت ظهرها الهموم والمتاعب ... ورحل عنها فجأة ليكسر قلبها من جديد....
مرّت أيام ثلاث لم يرَ أهل الحي الرجل ولم يلتقوا به شعروا بالقلق الشديد فقرروا أن يتفقدوه وفي التفاصيل التي علمها موقع بنت جبيل أنّه في الصباح الباكر توجّه بعض أبناء حي خلة عيسى إلى منزلهما إلّا أن الصدمة كانت عندما وجدوه جثة هامدة على سرير غرفته وقد قاربت جثته على التحلل بسبب الطقس الحار..
وفي سؤالهم لوالدته عنه أخبرتهم أنها لا زالت على حالها منذ ثلاث أيام لم تأكل وتنتظره حتى يعود. وعلّقت إبنة أخت المرحوم بالقول أن جدتها رفضت ترك المنزل وأصرت أن تقضي "ما بقي من العمر فيه"، وأكدت أن المرحوم قرر البقاء بجانبها. وأضافت: "زوجته وأولاده وأولاد أخته كانوا يزورونه باستمرار ويهتموا بجدتي...خالي كان محب جداً لوالدته الله يرحمه ويرحم أمواتكم".
مسكينةٌ أمه لم تعلم أنّ ابنها يرقد إلى جانبها خلف حائط غرفتها، قد نهاه الموت عن واجبه تجاهها...
وبحسب ما علم موقع بنت جبيل أنّ الهيئة الصحية الاسلامية والقوى الأمنية حضرت إلى المنزل وباشرت التحقيق ومن المرجح أنّه تعرض لذبحة قلبية حادة أودت بحياته على الفور.
برَّها، وحملها حتى النفس الأخير..فطوبى له دنياه وآخرته...
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.اورغ