في دُجَى بِنت جبيل حُزنٌ... أَلوَى قَلبَهَا فَمالَت عَلَى كَتفِ ليلٍ مَكسورٍ هَزَّهَا فأبكَاهَا... لتقلِّبَ ذكرَاها وحُزنَهَا دَمعَةً دَمعَة....
بعدَ أن غادَرَهَا رَكبُ الأحبَّة،، فَخانَ الإنتظَارُ عَقَارِبَ ساعةِ أمٍّ تُحصِي الدَّقَائِق على دقّاَت قلبٍ قَلِق...
صرَخَت والجُرحُ شَتَّتَ صَوتَها.. فَصَغيرُهَا فَجأة كَبِر...
رَحلَ المُدَّلَلُ عَشيَّةً ونَامَت دُمُوعُ حَرقَتِهَا على وِسادَتِه.. نادَتهُ قاسم أينَ أنتَ يا صَغيري... أنا ذا يا أمِّي جِراحَي طفَيفَةٌ سأعُود ُ قُبيلَ الفَجر... لكنَ جُرحَ المَوتِ أخفَى صَوتَهُ... عِرِّيساً زفَّهُ فأخلَفَ الوَعدَ...قاسم رحلتَ ورَحيلُكَ كالعَلقَمِ مرٌّ ... والهَمُّ أحنَى ظَهرَ أبيكَ أضعَفَهُ.. ما ظلَّ غيرَ البُكاءِ يَسندُهُ والجُرحُ لن يَلأَم...
وداعاً أيُّها المَجروحُ في ليلِ الحَيارَى... وداعاً أيُّها الهَادئُ المسلوبُ في عمر الطَّرَاوة... نَم يا صَغيرَنَا وسلِّم على الأحبَّة..
وعلى مقلبٍ آخرٍ من ليلِ الحُزنِ... جَلَست أمٌّ تُعاتِب ابنَهَا.. أينَكَ يا حبيبي لمَ تَركتَني؟! ... وحيدةً أكلِّمُ العتمَ من ضَجَري... أُعذُريهِ يا أمُّ ليسَ لهُ ذَنبٌ... هو في الغُرفَة الأُخرَى هُناك.. نامَ لكنَّ الموتَ غَافَلَهُ... نَهاهُ عن صَلاة البِرِّ والفَضلِ... رَحلتَ يا رفيقُ "رفيقاً لأمِّكَ ومُؤنِسَها.. فمن سَيُّرَتِب صُبحَها ويُوَضِّبُ مَساءَهَا و يُحيي لَيلَها؟! من سَيُّسَكِّن هَمَّها إذ مَضَى من الأيَّام أربعٌ ولم تَعلَم أنَّكَ قُربَها...بِصمتٍ غِبتَ عَنها... فَطُوبَى لَكَ الدُنيا والآخرة...
وهناكَ في مَرمَى الغُربَة تَلوَّى الوَجعُ بِبُعدَين... بُعدٌ عَن الوَطن ومَوتٌ خارِجَ الوَطن...حِكَايةُ القَهرِ في سَطرَيْن... إسماعيل تَنَحيتَ عَن الحَياة بَعدَ صِرَاعِكَ الطَّويلِ مع المَرَض... هَزَمَكَ عُنوةً في بلادِ الإغتراب فَعُدتَ مُحمَّلاً على أَكُفِّ الرِّيح تتوسَدُّ تُرَابَ الأَرضِ التِّي أحبَبت... وسَلامي الأخير لَكُم لَقَد عَبَرتُم إلى الضِّفة الأُخرى أَخذتُم مَعَكُم مَرَاسيلَنَا إلى السَابِقين وترَكتُم في مآقِينا دُمُوعَ الإشتياقِ والعَتَب... فَودَاعاً وَدَاعاً...
باسم أهل العزاء المأسوف على صباه قاسم يحيى بيضون، والمرحوم رفيق دعيبس والمأسوف على شبابه اسماعيل الصغير نتقدم بالشكر من كل من واسانا في هذا المصاب الجلل في لبنان و الاغتراب سائلين المولى عز وجل أن لا يرينا بكم أي مكروه... و انا لله اليه راجعون
أهل العزاء