كتب نبيل هيثم في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "لبنان والمنطقة وشياطين الحرب": "لعل إحدى أهم موجبات التسريع بتشكيل الحكومة الرابعة لسعد الحريري، و"الحكومة الأولى" كما يحب ان يسمّيها العهد، هو انّ البلد في حاجة ماسّة الى بناء حكومي متكامل، وكامل المواصفات والصلاحيات وقادر على العمل والمبادرة، خصوصاً في هذه المرحلة، وذلك بالنظر الى الحجم الكبير من الضرورات الداخلية التي تفترض التصدي لها سريعاً، وعلى وجه الخصوص التحدي الاقتصادي، وبالنظر ايضاً الى التحديات الشديدة الخطورة على المستوى الإقليمي، من ايران الى سوريا فلبنان والتي تبعث شراراتها، بين حين وآخر، شياطين الحرب في اسرائيل.
ينقل عن احد السفراء الاوروبيين قوله انّ بلاده التي عارضت مع دول اوروبية اخرى، الانسحاب الاميركي من الملف النووي مع ايران، قلقة من تداعيات خطيرة قد تشهدها منطقة الشرق الاوسط في اي لحظة.
بحسب معلومات السفير المذكور، فإنّ اسرائيل التي انتشَت بالانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي مع ايران، هي الدافع الاساسي في هذا الوقت الى وضع المنطقة برمّتها على نار الحرب، من سوريا الى ايران، بتشجيع من بعض حلفائها واصدقائها القدامى والجدد. وبتأييد منقطع النظير لها من قبل إدارة دونالد ترامب. وبالتالي، فإنّ مصير المنطقة كلها عالق بين اثنين: مجرم حرب إسمه بنيامين نتنياهو، وتاجر مجنون متهوّر إسمه دونالد ترامب، والأول يتّكِل على الثاني".
وفي تقدير السفير نفسه، انه من غير المستبعد في ظل هاتين العقليتين ان تكون المنطقة على شفير حرب يُراد لها اسرائيلياً ان تكون مدمرة لكل اعدائها، وتحديداً ايران و"حزب الله".
الّا انّ هذه الصورة المتشائمة والسوداوية التي يرسمها السفير المذكور، والتي تجد لها من يؤيّدها في الداخل والخارج، فإنها تجد لها في المقابل من يعتبرها مبالغاً فيها الى حد كبير. تبعاً لما يلي:
- تَشي صورة المنطقة ظاهرياً بحروب كبرى على وشك الاندلاع، لكن التعمّق فيها يَشي بمأزق كبير تعيشه كل دول الشرق من دون استثناء. وربما هذا المأزق يشكّل الكابح لأيّ اندفاعة حربية. صحيح انّ ايران في مأزق، وسوريا وكل دول محور المقاومة في مأزق، لكن بخلاف ما تبدو الصورة عن بعد، فثمة مأزق مزدوج تعيشه إسرائيل هذه الأيام".