وهناك في مدرسة الصيبان الرسمية بمدينة بنت جبيل شاء القدر ان كانت صديقة امي وجارتنا " ام غازي" تُدرس مادة الرياضيات. نظرت الي نظرة المحب قائلة : " اهلا بك طالباً للعلم الينا وبيننا وانا سأكون مدرستك في مادة الرياضيات واتمنى منك ان التعاون لكي يكون لك مستقبلاً ناجحاً ". مع مرور الايام ازداد تمسكي بتلك المدرسة التي غرست فينا روح الإبداع.. فأبدعت وتميزت بشرح الاعمال وكانت فعلاً نعم المعلمة والمربية .
لقد خانتني الأحرف على مسرح اسطري، وتأججت المشاعر حين قررت اليوم ان ارثي مربيتي واستاذتي نجوى بزي"ام غازي" . لقد رحلت تلك الأستاذة من مدارس العلا، وترجلت عن صهوة الساحة التربوية و هي في خير واطمئنان. وان استطعت ان اوصفها فهي كفلقة القمر بروعتها وجمالها، حين تحل ترى البؤس من النفوس قد تجلى، لم تكن كغيرها من المرؤسات تحب التسلط والإصرار ولا تقبل بأي نقاش وتظلم من حولها دون أي اعتبار، كلا بل كانت هينة لينة جدّية .. تشارك الطلاب في همومهم المدرسية وتسعى في تذليلها لراحتهم. أحبت طلابها فأحبوها وبكل صدق كانت كالشمعة التي تذوب لتنير دروب الآخرين.
رحلت (ام غازي) من ميدانها التربوي وهي توقد في الأبدان شعلة لن تنطفئ مع مرور الايام وزرعت فينا عزيمة تغمرنا مع دوران الوقت. رحلت، بعد ان بنت فينا منارات العلى واشعلت الحلم والامل الافراح ، وراحت تغرس فينا شتلات الحياة المشتقة من جدول الضرب .
عذرا معلمتي.. لن اكمل
فهذا قلمي اخذ يرتعش عندما أحس أن الفراق وقع ..
وهذه احرفي وكلماتي تقف خجلى لتكون لك اجمل العبارات التي تستحقينها..اعذريها لأنها غير كافيه لتوفيك حقك..
معلمتي..لك الرحمة من الباري ولعزيزنا الاستاذ (ابوغازي) الصبر على ما وقع بنا جميعاً. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
