كان وقع الخبر أقوى من قلبها الحنون وروحِها الشفافة. وكأنها لم تستطع ترك ابن أخيها يرحل وحيداً! هي عمة الشاب محمد علي فردوس. اعتادت تدليلَه منذ الصغر وحملت في طياتها أجمل تفاصيل الأم. فكانت كل عالمه وكان كل عالمها. وتوفيت لتدفن العمة مع ابن أخيها، حيث انقلب الحزن في يارون الجنوبية ألماً مزدوجا.
أذاب خبر وفاة الشاب "محمد علي فردوس" ابن الستةِ عشر سنة قلوب محبيه حين قضى الأسبوع الفائت في الباراغواي في حادث سير مؤسف. وفي التفاصيل أن سيارة انقلبت وبداخلها ثلاثة شبان لبنانيين، مما أدى إلى وفاته مع الشاب أحمد علي صلاح جابر. فيما أصيب الشاب الثالث بجروح.
لكن كان لعمته المريضة بالكلى الحاجة "وفاء عادل فردوس" النصيب الأكبر من الحزن، إذ لم تستطع تحمل ثقلِ المصيبة، فتوفيا بعدما أرهقتها الدموع وأتعبها النحيب.
وفي مشهد مؤثر وريت "أم علي" الثرى إلى جانب "محمد" صباح اليوم، حيث صلى على الجثمان سماحة السيد عطالله جعفر وودعتهما يارون الجنوبية بمأتم حاشد. ولعل الشائع أن الموت يفرق الأحبة، لكنه اليوم جمع روحين طاهرتين بين يدي غفور رحيم.
تقرير/ داليا بوصي - بتول بوصي
تنفيذ/ علي شعيتو