أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إعلان بدء إعادة الأعمار في مخيم نهر البارد القديم

الثلاثاء 30 حزيران , 2009 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,815 زائر

إعلان بدء إعادة الأعمار في مخيم نهر البارد القديم
البارد ـ «السفير»
في أول إطلالة على أنقاض مخيم البارد، جال يوم أمس وفد من الأونروا ضم نائب المفوض العام فيلببو غراندي، إلى جانب سفير فلسطين في لبنان عباس زكي، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي، ومسؤولي الفصائل واللجنة الشعبية، على أرجاء المخيم القديم المدمر، وذلك بهدف الاطلاع الميداني على الواقع والتعقيدات التي تحول دون الاستمرار بالعملية. ومن العوائق الألغام التي ما تزال موجودة تحت الأبنية والمحلات التجارية، أو على جنبات الطرق الداخلية التي لم يتم بعد تنظيفها وهي أماكن تحتاج إلى وقت ودقة، إضافة إلى الآثار التي يتم العثور عليها، والتي تعمل فرق من وزارة الثقافة ومديرية الآثار بالاشراف على عملية التنقيب فيها لمعرفة أهميتها التاريخية، وهذا أمر كان مدار بحث مطول بين الوفد واللجنة الشعبية والأهالي داخل المخيم .
كل ذلك وفرق مكافحة الألغام والأفخاخ ما تزال تعمل على تنظيف المخيم من المتفجرات حيث أشار ممثلو «الهونديكام انترناسيونال» التي تعمل على إزالة الألغام من المخيم، إلى إزالة ما يقارب الثمانية آلاف ومئة جسم غير منفجر من داخل المخيم، إضافة إلى قنابل كبيرة تزن مئتين وخمسين وأربعمئة كيلوغراماً، محذرين من مغبة الاقتراب من الأماكن الحساسة التي ما تزال كثيرة في داخل المخيم القديم.
وللمرة الأولى سمح أمس لعدد من الصحافيين اللبنانيين والأجانب بالتجول داخل بعض الأماكن المسموح التجول بها في المخيم القديم، كما سمح للمصورين الصحافيين بتصوير أماكن الآثار التي تم العثور عليها في المكان نفسه والتي تشرف على أعمال التنقيب فيها مديرية الآثار بالتنسيق مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ومنظمة التحرير والجيش، حيث تجري ورشة كبيرة في هذا المجال.
وكان سبق الجولة لقاء عقده السفير عباس زكي في مركز حركة فتح في المخيم أكد فيه أن التنسيق متواصل مع الجميع لوضع كل التسهيلات، وسيلمس أبناء المخيم هذا الأمر شيئاً فشيئاً، مشيراً إلى أن خطوة اعادة الاعمار يمكن أن تسرع وتخطو خطوات إلى الأمام إذا تدخلت الدول المانحة والعربية بانجاز كل ما يتعلق بالأمر دفعة واحدة. وقال: نحن مطمئنون أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح وأن كل التعقيدات والتأجيلات جاءت جراء ظروف كان البعض يتمنى من خلالها أن لا يعود بناء المخيم لتبقى هناك مشكلة حقيقية لبنانية - فلسطينية، وهنا على الجميع أن يدرك أن السياسة الواضحة التي سلكناها منذ اللحظة الأولى لبداية المعركة مع الارهاب بوقوفنا إلى جانب الجيش هي التي ساهمت بتجنيب أمور أخطر حيث كان من الممكن أن يدمر المخيم وأن تحرق المخيمات الأخرى .
وبشأن الآثار التي تم العثور عليها داخل المخيم القديم قال زكي « نحن مع الحفاظ على كل الآثار، وهو أمر محل احترام وتقدير وهناك اهتمام من الجانبين اللبناني والفلسطيني بالأمر لأن هذه الآثار هي صورة عن حضارتنا في هذه المنطقة، وعلينا الحرص على هذا الأمر، وهذه الآثار لن تترك، بل أن التنسيق يجري للحفاظ عليها وكل شيء سيكون مأموناً ومضموناً في هذا الاتجاه».
وحول ما أثير عن القاعدة البحرية والثكنة العسكرية للجيش قال السفير زكي»ان الكثير من الأمور قد اثيرت من أجل أن نييأس وتحدث ردة فعل وينفذ الحاقدون حقدهم على الفلسطينيين، لأن هناك من اعتاش على عذابات ومحنة الفلسطينيين، ونحن نقول لهم فليخيطوا بغير هذه المسلة، فالفلسطيني لم يعد ضحية في لبنان ولم يعد إلى مربعات الدم والمواجهة في لبنان، بل هو يبني جسور المحبة والتواصل حرصاً على كرامته الوطنية ليتمتع بكل حقوقه ريثما يسمح له بالعودة إلى ترابه».
بعد ذلك عقد لقاء إرشادي حول تجنب الألغام والأفخاخ في المحيط القديم لمدارس الأونروا، وانتقل الجميع إلى المكان الذي تنطلق منه عملية اعادة الاعمار ليعقد لقاء صحافي تحدث فيه رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني السفير خليل مكاوي قائلاً «نثبت للعالم بأن موضوع اعادة الاعمار قد بدأ، وان موضوع الآثار التي وجدت هي اولوية مطلقة للبنان والحفاظ عليها واجب وضروري، وهذا سيتم بالتعاون مع الاونروا ومع منظمة التحرير الفلسطينية، وقريباً جداً سنرى البنيان على هذا المخيم، وتكون رسالة للعالم والداخل اللبناني بأن ما وعدت به الحكومة اللبنانية قد وضع موضع التنفيذ».
وأكد مكاوي «أن كل الأفرقاء حريصون على الأعمار»متوجهاً بالدعوة « للمجتمع الدولي كي يوفر الأموال اللازمة، خاصة أن الأموال المتوفرة لا تكفي إلا لبناء مرحلتين، وعلينا العمل سوية من أجل تحقيق هذا الأمر، مشيراً إلى أنه «عندما ذهبنا الى فيينا طلبنا 450 مليون دولار لأننا نعتبر أن المخيم القديم قد دمر وكذلك هو مصير المخيم الجديد والجوار اللبناني، من هنا مناشدتنا الجميع العمل للمساعدة في هذا المجال».
ثم تحدث نائب المفوض العام للأونروا فليبو غراندي مشيراً إلى «إن الأعمار يبدأ حالياً بالقسم الأول من الأموال المتوفرة، مؤكداً «ان الناس هنا ما تزال تعـيش في ظروف صعبة نأمل تخطــيها للسماح للمزيد من العائلات بالعودة إلى المخيم».
وأكد «أن الأموال المتوفرة تسمح بإنهاء قسمين والمفروض أن ينتهي العمل بهما مع نهاية العام المقبل، مما يسمح بعودة حوالى الألف ومئتي عائلة، وينقصنا حوالى الـ 15 مليون دولار حتى نستطيع الشروع ببناء المرحلة الثالثة، ونتوجه للجهات المانحة كي تعمل على تحقيق ذلك، وفي كل الأحوال نحتاج إلى ما يقارب المئتين وخمسين مليون دولار لإنهاء اعادة اعمار المخيم القديم بمراحلة الثمانية الموضوعة وفق جدول زمني محدد، ولكن هذا يحتاج إلى أن تنفذ الدول المانحة والمــجاورة التزاماتها».
وناشد السفير عباس زكي «المملكة العربية السعودية والامارات، وقطر والكويت كي يتذكروا أن اعادة اعمار مخيم نهر البارد هو تخفيف لآلام اللبنانيين أيضاً والفلسطينيين وآلام كل المنطقة، فبناء المنازل لا يكفي، والأمر أيضاً يتطلب أن لا يجوع الفلسطينيون بهذا الشكل، داعياً لتأمين منح لكل عائلة من الستة آلاف عائلة المشردة تعويضاً بقيمة خمسة آلاف دولار كي يستمدوا القوة والصمود».

Script executed in 0.21041393280029