لكن من يقرأ في كتاب التأليف ويرى ثبات صفحاته اللبنانية مقابل الحراك القوي لصفحاته الاقليمية والدولية يدرك ان تشكيل الحكومة ليس صناعة لبنانية كما هو الحال اصلا بل عنواناً علنياً لحركة الاتصالات السعودية والمصرية والفرنسية والاميركية ومعظمها باتجاه سوريا، ومن يرصد هذا الحراك يستطيع تمييز حركة الموفدين الاميركيين عن غيرهم التي لم تهدأ منذ ما قبل الانتخابات وبينهم موفدان عسكريان واخرهم قائد القياة الوسطى في الجيش الاميركي ديفيد بترايوس.
ولعل هذا التدخل الخارجي الفاضح في وضع الخطوط والاطر العريضة للحكومة هو ما حدا بالعماد ميشال عون الى اعلانه اليوم وقف اتصالاته بهذا الشأن لانه لا يعلم من يقوم بتأليف الحكومة وسط زحمة الموفدين الاميركيين والسعوديين والفرنسيين على حد قوله. وهو ما يطرح علامات استفهام حول صمت اصحاب السيادة والحرية والاستقلال عن التدخل العلني والفاضح في استحقاق سيادي بهذه الاهمية.
الاستحقاق الحكومي اللبناني احد بنود جدول اعمال الاتصالات الاقليمية التي قد تنتج قمة سعودية سورية لبنانية قريباً، وربما قمة سعودية سورية مصرية تستبق مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد في مصر منتصف تموز الحالي، والتي يتوقع ان يشارك فيها الرئيسان السوري بشار الاسد والايراني احمد نجاد.
وفي خضم هذه الاستحقاقات جاء التقرير العاشر للامين العام للامم المتحدة بان كي مون ليصوغ قاعدة جديدة في عالم الانحياز الفاضح لكيان العدو فبات القلق ممن تقدم بشكوى ضد اسرائيل على زرعها شبكات التجسس لا من الشبكات نفسها وممن زرعها.
