في الوقت الذي تتحدّث فيه التقارير والتحليلات عن اقتراب نهاية الحرب السورية وانطلاق عملية إعادة الإعمار، كشفت صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية الناطقة باللغة الانكليزية عن استعداد شركة صينية لتسليم مقترح لتمويل إعادة إعمار سكة الحديد الممتدة من طرابلس إلى الحدود اللبنانية-السورية، لافتةً إلى أنّ هذه الخطوة قادرة على إحداث تغيير في ميزان القوى في الشرق الأوسط.
وفي تقريرها الذي ترجمه (لبنان 24)، نقلت الصحيفة عن إليانا إبراهيم، رئيسة الجمعية الصينية العربية للتبادل الثقافي والتجاري قولها: "لدينا مثل يقول: إذا كنت تريد أن تصبح ثرياً، شقّ طريقاً"، وتوضحيها أنّ المناقصة لم تبلغ مرحلة تخوّلها تسمية الشركة التي تعدّ المقترح.
ومن شأن سكة الحديد هذه، التي تعتبر من بين المشاريع المدرجة على خطة الاستثمار الرأسمالي التي عرضتها الحكومة اللبنانية خلال مؤتمر "سيدر1" للاستثمار، أن تتيح للصين إمكانية نقل المواد من طرابلس إلى سوريا، حيث يمكن أن تشارك في عملية إعادة إعمار البلاد وأن تنصب نفسها على المدى البعيد كقوة إقليمية، وفقاً لما أوردته الصحيفة.
من جهته، شدّد نيل كيليام، الباحث الكبير في تشاتام هاوس في لندن والخبير في الشأنين السوري والشرق أوسطي، على أنّ سوريا تمثّل منصة للاستثمار في المنطقة، مبيناً أنّ الصين لن تنتظر التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري لتحرّكها، وكاشفاً أنّها تسعى إلى تنفيذ خطة تنفق بموجبها المال على البنى التحتية لمدة تتراوح بين 20 و25 عاماً بما يتيح لها أن تحل محل الولايات المتحدة الأميركية كلاعبة كبرى في المنطقة.
وفي هذا الإطار، ذكّرت الصحيفة بالإيجابية التي عاد بها وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري عقب حضوره منتدى التعاون العربي الصيني، الذي خصصت خلاله الصين مساعدات إنسانية بقيمة 91 مليون دولار لكل من سوريا ولبنان واليمن والأردن، ناقلةً عنه تأكيده أنّ الصين لا تعتبر لبنان بلداً صغيراً يعيش فيه 4 ملايين شخص بل هو بلد يتمتع بقدرات عظيمة نظراً إلى موقعه الجغرافي، ومنصة للمنطقة برمتها لإعادة الإعمار سوريا والعراق.
الصحيفة التي نقلت عن زياد نصر، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصلحة سكة الحديد والنقل المشترك، حديثه عن وجود نقص في تمويل المشروع، نقلت عن حسان ضناوي، الباحث في منطقة طرابلس الاقتصادية المتخصصة، تأكيده أنّ نقص الشفافية بشأن ما يمكن أن يحصل على مستوى سكة الحديد الكائنة في الجانب السوري للحدود يقف وراء عرقلة مجيء المستثمرين.
في المقابل، وضع كيليام حياد الصين سياسياً خلال الحرب السورية وكبر حجم استثماراتها في سوريا واستعدادها للعمل فوراً في خانة العوامل التي تضعها بموقف قوي، مؤكداً أنّ الصين تعتبر نفسها مستثمرة استراتيجية، وتتحوّل إلى لاعبة سياسية وديبلوماسية بعدما كانت في موقع مستثمرة في المنطقة وفي أفريقيا.
يُذكر أنّ البنك الدولي قدّر كلفة إعادة إعمار سوريا بـ226 مليار دولار.
(ترجمة "لبنان 24" - The Daily Star)
للإشتراك بخدمة موقع بنت جبيل على واتساب: http://https://chat.whatsapp.com/1BT1yUiBngREDYVqrBqma7