سعدية لم تكن تعلم أن هذه العمرة المزيفة ستنتهي بشكل مأساوي بالبقاء 43 يوماً داخل السجون السعودية، وقضاء 4 أشهر حتى تنتهي إجراءات الإفراج عنها وعودتها لبيتها وسط أبنائها وأحفادها.
القصة بدأت مع السيدة سعدية عبد السلام حماد العاصي (75 عاماً) بقيام أحد الأشخاص – يعمل جزاراً (قصاباً) – في منطقتها بالتبرع لها لأداء عمرة، مقابل أن تحمل حقيبة صغيرة معها لتسليمها لشخص آخر سينتظرها في السعودية. فعلت السيدة ذلك، ليتم القبض عليها يوم 20 مارس/آذار 2018 في السعودية، بتهمة تهريب عدد كبير من الأقراص المخدرة. لكن ابنتها هدى محمد نشرت تسجيلاً صوتياً يبين أن الشخص الذي أهدى والدتها العمرة ويدعى عبد الله، حاول إقناعها بأن الحقيبة ليس بها ما يدعو للقلق وهي مجرد ملابس، كما أكدت أنه حضر إلى منزلهم بقرية درين في مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية لتسليمها الحقيبة. ولفتت إلى أن الشخص المحتال أخذ جوازات سفر نحو 10 أخريات من أهالي المدينة بدعوى إنهاء إجراءات لسفرهن لأداء العمرة هن أيضاً، وكانت إحدى السيدات تستعد للسفر بعد أيام قليلة من القبض على والدتها، بحسب موقع «مصراوي«. وبعد رصد 50 ألف جنيه مكافأة من أهالي المدينة لمن يدلي بمعلومة عن المتهم، وبحث أمن الدقهلية عنه، ألقي القبض عليه بمنطقة الأهرام بالجيزة حيث كان هارباً، وذلك بعد أيام قليلة من القبض على السيدة سعدية. وقد اعترف الشاب بتورطه في تهريب مواد مخدرة عبر حيلة أداء السيدات للعمرة، بالإضافة إلى إتجاره بالعملات النقدية بطرق غير شرعية. كما ألقي القبض على شريكه مصطفى، 39 سنة، وهو عاطل ومقيم بنفس المدينة، وكذلك شقيقته وزوجها، وأكد الأخيران أنهما كانا يساعدان المتهم في إنهاء إجراءات السفر للعمرة لبعض السيدات ولم يعلما بأمر الحقائب والحبوب المخدرة، بحسب ما نقلته صحيفة «اليوم السابع» المصرية. لكن السيدة المسنة استمر حجزها حتى 30 أبريل/نيسان 2018، حتى أصدر قرار بالإفراج عنها بعد قيام القنصلية المصرية بتسليم أصول تحقيقات النيابة المصرية في القضية للجانب السعودي والتي تثبت براءة المواطنة. وقد أكد حازم رمضان، القنصل العام المصري في جدة، لصحيفة «سبق» السعودية بأن القنصلية نجحت فى الإفراج عن السيدة صاحبة واقعة «العمرة المزيفة»، بالتنسيق مع النيابة العامة ووزارة الخارجية السعوديتين، مؤكداً متابعة القنصلية القضية منذ إلقاء القبض على السيدة.
فوبيا الخوف من الحقائب جعل الحاجة سعدية تؤكد أنه إذا طلب منها أشرف شيحة عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، والذي أبلغها برحلة حج هدية من وزارة السياحة ذات العام، فلن تقبل ولن تحمل حقيبة أحد حتى ولو كان والدها.
دموع الفرح زادت حينما خطت السيارة التي تقل الحاجة سعدية على أبواب قريتها، فتعالت أصوات «الزغاريد»، ولم تذق عيناها النوم لمدة 24 ساعة.
(عربي بوست)