دخلت ابتهاج محمد التاريخ من أوسع أبوابه في أولمبياد 2016، بعدما أصبحت أول أميركية تتنافس في الحجاب وأول امرأة مسلمة أميركية تفوز بميدالية، بعد أن نجحت في التتويج ببرونزية جنباً إلى جنب مع زميلاتها في منافسات مبارزة سلاح الشيش فيأولمبياد ريو دي جانيرو.
إبداع ابتهاج ولد من رحم معاناة واجهت فيها حرباً نفسية جراء التمييز الذي زاد بشكل كبير في الرياضة الذي تمارسها، والذي يسيطر عليه الأميركيون من ذوي البشرة البيضاء.
تقول ابتهاج في حوار مع صحيفة "ذا غارديان" إن دخولها رياضة المبارزة جعلها تسلط الضوء على ثقافة سلبية، يبدو أنها كانت مزمنة في صفوف المنتخب الأميركي، جراء السلوك الغريب من زملائها في الفريق، ما أدى إلى تسلل شعور بأنها "منبوذة" خلال الفترة التي سبقت ألعاب ريو دي جانيرو بفترة.
ابتهاج واجهت سنوات من السلوك الغريب، إذ وصل الأمر بعدم دعوة زملائها لها على العشاء كسائر أفراد المنتخب الأميركي، وتعمّد مدرب الفريق إد كورفانتي في أوقاتٍ أخرى وصفها بـ"الكسولة"، واتهمها بتراجع المستوى خلال شهر رمضان المبارك بسبب الصيام.
ورغم ما تعرضت له من مضايقات بشأن الحجاب، واصلت ابتهاج مسيرتها بخطى ثابتة، وتروي تجربتها فتقول في حوارها مع "ذا غارديان": "ما زلت أذكر عندما تلقّيت أمر استدعائي لتمثيل المنتخب الأميركي للمرة الأولى، في تلك الليلة لم أنم من شدة الفرح، لكن عندما ذهبت إلى المعسكر، فوجئت أن هناك من يطلب مني خلع الحجاب حتى أتمكن من المشاركة مع المنتخب، في وقتها جاء الرد الحاسم والقاطع الذي لا يقبل المناقشة، لن أتخلى عن حجابي فهو هويتي وفخري واعتزازي، إذا أردتم مشاركتي على هذا النحو فأهلاً ومرحباً بكم، وإذا لم تقبلوا فلن ألعب لمصلحة المنتخب الأميركي، وهذا ردي النهائي، ولن أتنازل عنه، ولو كلفني الأمر الاعتذار عن تمثيل المنتخب، عن الشرف الذي أستحقه، وحاولت كثيراً أن أصل إليه".
ولم يكن هذا الموقف الوحيد الذي أثبت فيه ابتهاج مدى تمسكها بحجابها، إذ منعت من المشاركة في مهرجان "ساوث باي ساوث ويست" للفنون الذي يقام سنويًا في مدينة أوستن بولاية تكساس، وقد تم تعليل المنع بأنها إذا أرادت الحصول على وثائق التعريف بهويتها عليها أن تخلع حجابها، وفي النهاية، حصلت على شارة التعريف بصورة تظهر فيها محجبة فيما اعتذر منظمو المهرجان عن الحادث.
ورغم إبلاغ اللاعبة التي اشتهرت بارتداء الحجاب في منافسات رياضتها، بأنها تلقت تهديدات بالقتل بعد فوزها في الأولمبياد، لم يؤخذ الأمر على محمل الجد، ما جعلها تشعر بعدم الأمان خلال تواجدها بأميركا، فهي تعتبر المناخ الحالي بالولايات المتحدة يُصعّب على المسلمين وأصحاب البشرة السمراء التعامل في مجتمعهم الذي يعيشون فيه منذ فترة ليست بالقصيرة.
وحصدت ابتهاج إضافة لميدالية الأولمبياد البرونزية، الميدالية الفضية في كأس العالم عام 2013، إضافة إلى سبع ميداليات في المبارزات الجماعية في بطولات العالم.
(العربي الجديد)