أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

برلين تردّ على قصة الأيزيدية "أشواق" التي التقت بخاطفها الداعشي في ألمانيا بعد هروبها منه..لعلها كانت تتخيل!

الأحد 19 آب , 2018 12:32 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 19,142 زائر

برلين تردّ على قصة الأيزيدية "أشواق" التي التقت بخاطفها الداعشي في ألمانيا بعد هروبها منه..لعلها كانت تتخيل!

بعد الانتقادات التي تلقتها السلطات الألمانية بالتقاعس في قضية الإيزيدية أشواق ومُعذبها الداعشي الذي التقته هناك، أكدت ألمانيا قيامها بواجبها في حماية الفتاة أشواق حاجي تالو. وجاء ذلك بعد تصريحات أشواق التي قالت إنها عادت إلى كردستان العراق خوفاً من رجل عراقي ينتمي إلى تنظيم داعش، كان قد اشتراها قبل أعوام عندما كانت مختطفة لدى داعش، ولاحقها بألمانيا في شهر شباط 2018، منتقدة تقصير السلطات الألمانية.

ةكانت الفتاة الإيزيدية (19 عاماً) قد قالت لموقع بازنيوز الكردي العراقي إنها أخبرت الشرطة الألمانية، التي فحصت تسجيلات كاميرا مراقبة مثبتة في سوبر ماركت كانت قد فرت من أبو همام إليه. وتمكنت من تحديد هويته، لكنها أخبرتها بأن الشخص المذكور لاجئ مثلها ولا يستطيعون فعل شيء، واكتفوا بإعطائها رقم هاتف لتتواصل عبره معهم في حال ظهور المدعو أبو همام مجدداً، لذا عادت خوفاً إلى كردستان العراق.
إلا أن الادعاء العام الاتحادي، المتخصص بقضايا الإرهاب، سرد رواية أخرى لرد فعل الشرطة على بلاغها تتناقض مع ما قالته أشواق. فقال إن الشرطة رسمت صورة تقريبية للمشتبه فيه، وإنه وفقاً للوصف غير الدقيق الذي قدمته أشواق لم يتم التمكن من تحديد هوية الشخص، وإنه لم يتم التمكن من ربط اسم أبو همام بأي شخص على أرض الواقع، إلا أنهم أكدوا مواصلة التحقيق.
وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام الاتحادي  الجمعة 17 آب 2018، إن أشواق بدت خلال الاستجواب غير متأكدة تماماً مما إذا كان الرجل هو معذبها السابق.
وكان الادعاء قد قال في وقت سابق، إن استجواباً مع أشواق كان مقرراً مطلع شهر حزيران 2018، لكنه لم يحصل لأنها كانت قد غادرت البلاد في ذلك الوقت.
وأكدت فراوكه كوهلر، المتحدثة باسم الادعاء العام الاتحادي، لوكالة الأنباء الألمانية، أنهم اهتموا بالطبع بالقضية ويأخذون توصيفات مثلها بجدية كبيرة، وبيّنت أنها لا تعلم بوجود حالات أخرى من هذا النوع.
وأكدت أيضاً أنه لو وجدوا فرصة في القبض على أحدهم لفعلوا ذلك فوراً، مشيرة إلى فتح الادعاء العام الاتحادي تحقيقاً خاصاً منذ أعوام في جرائم الحرب المفترضة التي ارتكبها داعش بهدف تقديم الفاعلين للعدالة.
من جانبه، قال متحدث باسم شفيبش غيموند، التي كانت تقيم فيها أشواق قبل مغادرتها البلاد، الجمعة، لصحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ، إنهم كانوا على تواصل مع الفتاة بعد واقعة مشاهدتها الرجل الذي استعبدها وبحثوا عن شقة جديدة تنتقل إليها؛ لحمايتها بشكل أفضل، لكنها رفضت الانتقال. يقول المتحدث أيضاً إنهم حاولوا البحث والنظر في الكيفية التي أتى فيها المدعو أبو همام للمدينة، فتبين لهم أنه ليس معروفاً في المدينة، وأنه ليس مسجلاً كلاجئ.

من جانبه، لم يتسبعد البروفيسور والاستشاري النفسي يان إلهان كزلهان، الذي يقدم الرعاية للكثير من الناجيات الإيزيديات من التنظيم في ألمانيا، أن يكون الأمر متعلقاً بتشبيه أشواق شخصاً ما بمستعبدها السابق؛ نظراً إلى معاناتها صدمة. وقال إن الأناس الذين أصيبوا بصدمة يعانون اضطرابات في الذاكرة، مبيناً أن ذلك يعني أنه يمكن أن يصبح الرجال الملتحون، وكانت غالبية مقاتلي داعش الذين قاموا باغتصابهن ملتحين، بمثابة عامل مثير في ذاكرتهن، وهكذا يشاهدن صور معذبيهن عند مشاهدة رجال ملتحين.
وقال مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية بادن فورتمبرغ يوم الأربعاء 15 آب 2018، إنه تسلم التحقيق في هذه القضية في 13 آذار 2018، لكن لا يمكن المضي في ذلك؛ لأنه لم يعد بالإمكان التواصل مع الشاهدة أشواق بغرض طرح أسئلة عليها.
وكانت أشواق قد انتقدت السبت 18آب 2018، مجدداً، عمل السلطات الألمانية، وتساءلت في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية عن سبب عدم تواصل هذه السلطات معها رغم أنه كان بإمكانها ذلك، قائلة: «لماذا لم يتصلوا بي؟». 
وتعبر الفتاة الإيزيدية عن امتنانها البالغ للألمان، لكنها ترفض العودة لألمانيا وترغب في مواصلة العيش بكردستان العراق؛ كي لا تقابل المدعو أبو همام مجدداً، لأنها خائفة جداً، على حد وصفها.

 وتقول المتحدثة باسم الادعاء الاتحادي كوهلر إن القضية صعبة، وإنه في حال حصولهن على أية معلومة أخرى عن الأمر تعززها فسيتابعونها، موضحة أنه لأجل ذلك، سيكون هناك حاجة لعودة أشواق لألمانيا، الأمر الذي يحق لها قانوناً، مشيرة إلى أن سلطاتهم تنتهي عند الحدود الألمانية. وعبّر ميشائيل بلومه، المستشار الوزاري في ولاية بادن فورتمبرغ، عن أسفه لعودة أشواق إلى كردستان العراق. مشيراً إلى قدرتها على مساعدة المحققين لو بقيت في ألمانيا، خاصة مع عرض حماية أكبر عليها، معبراً عن خشيته من عدم تمكنها من التعبير عن رأيها بحرية في العراق الآن.

 (عربي بوست)

Script executed in 0.23926210403442