معظم البالغين سناً من سكان الباراغواي التي تولى منصب الرئاسة فيها لبناني الأصل بدءا من 15 آب الجاري، كانوا على موعد أمس الثلاثاء مع آخر جلسة من محاكمة شهيرة وخاصة بلبناني آخر، تابعوا قصته بأعصاب مشدودة منذ قام في كانون الأول 2016 بما زلزل وجدانهم ومشاعرهم، لذلك أدانته جلسة أمس الأخيرة بالسجن 14 سنة، محروماً من أي استئناف وأي عفو لأي سبب، لأنه أمعن في تعذيب طفل عمره 16 شهراً بكوكتيل وحشي فظيع من تنكيل دموي متنوع وعلى مراحل.
ع.ف، المولود في 1991 ببيروت، والمقيم مهاجرا في مدينة Ciudad del Este المجاورة بالباراغواي لحدود البرازيل الجنوبية، قام طوال شهر بتحريق جسم الطفل بسيجارة، واقتلع أظافر إحدى يديه فعلا لا مجازا، وعضعض غارزا أسنانه بلحمه في بعض الأماكن، ثم ضربه وركله وأشبعه صراخاً هستيري الطراز، وفقا لما تلخص "العربية.نت" جريمته التي جمعت معلومات بشأنها من مواقع وسائل إعلام محلية في الباراغواي، وفيها أنه غادر فراراً بعدها إلى متاهات البرازيل، متواريا من مذكرة اعتقال دولية لاحقه بها الإنتربول طوال 3 أسابيع تقريبا.
تسلح بأن موكله يتعاطى الكوكايين
إلا أن اليأس حل في البرازيل بالمجرم ونال منه إرهاق التخفي والمطاردات، فسلم نفسه كانون الثاني العام الماضي للباراغواي التي جهزت ملفا محكما ضده، إلى درجة أن 3 قضاة تكاتفوا عليه منذ بدأت محاكمته في تموز 2017 حتى جلسة استماعه للحكم أمس، وفيها رفضوا ما طلبه محاميه اللبناني الأصل ك.ت، وهو السجن 10 سنوات، متسلحاً بأن موكله يتعاطى الكوكايين، وكان تحت تأثيره في كل مرة كان يقوم فيها بتعذيب الطفل المعروف أن أمه البالغة 17 سنة، عزباء مدمنة أيضاً على الكوكايين وعشيقة لـ "ف ع" وتقيم معه منذ 8 أشهر في "سيوداد دل إستي" ببلدها الباراغواي، إلا أن القضاة زادوا على طلب محاميه 4 أعوام، وجعلوا عقوبته قصوى، بحيث لن يغادر قضبان السجن مطروداً إلى لبنان، إلا وقد أصبح عمره 41 على الأقل.
في كل مرة كان المتهم المهاجر في الباراغواي منذ 8 سنوات تقريبا، يتشاجر فيها مع صديقته أم الطفل، كان يمعن في ضربها ويهددها بقتله إذا ما أخبرت أحدا عن سوء معاملته له ولها، ثم يقوم بتعذيبه على مرأى منها، حتى بالغ بالعيار التنكيلي أكثر في 20 كانون الأول 2016 بشكل خاص، فراح يعضعض فيه ويضربه ويحرّق مواضع من جسمه بسيجارة كان يدخنها، وهي جالسة في زاوية من الغرفة ترتعد ولا تتلفظ بكلمة، ثم انتزع بعض أظافره من أصابع إحدى يديه، وخرج من الشقة واعداً بأن يعود ليقتلها إن فتحت فمها لأحد، فاستغلتها فرصة وحملت الطفل نازفاً فاقد الوعي إلى جار ساعدها على نقله إلى مستشفى قريب، ولولا أدركه الأطباء وأعادوه إلى حيويته لربما لفظ أنفاسه الأخيرة.
(العربية)