ما يزال "البيت البرتقالي" الحاضن لحمى المنصوري الشاطئية في قضاء صور، يثابر على مواكبة أعشاش السلاحف البحرية، رعاية ومتابعة وصولا إلى إطلاق صغارها في البحر، ليعوض في ما يبذل من جهود مضنية ما خسره الشاطىء اللبناني من مساحات حرمت هذه الكائنات من إمكانية إيجاد أعشاش لوضع بيوضها، بعد أن استباحته مجمعات سياحية عشوائية في زمن الحرب والفوضى، واستمرت هذه الاستباحة وما تزال لتقوض النظم الإيكولوجية البحرية والشاطئية، وتضعها ضمن دائرة التهديد.
وفي ما تحولت الكثير من دول العالم إلى تعميم السياحة البيئية، واعتبار سلاحف البحر دعامة أساسية في الترويج للسياحة المستدامة، لم تتمكن الدولة في لبنان من الإفادة من غنى الشاطىء، وما يحفل به من تنوع بيولوجي، لا بل استباحته لصالح مطامر "غير صحية" تلوث البحر وتقضم مساحات من موائل الكائنات ومن بينها السلاحف.
من هنا، تأتي مبادرة "البيت البرتقالي"، لتعوض غياب الدولة، لا بل لتقدم نموذجا يمكن تعميمه على ما بقي من شواطىء لم تطلها إلى الآن التعديات.
في هذا السياق، أطلق "البيت البرتقالي" دفعة جديدة من صغار السلاحف بإشراف صاحبة "البيت البرتقالي" السيدة منى خليل، ومشاركة ناشطين وعدد كبير من المواطنين.
وتحدث بعض المشاركين عن انطباعهم لجهة مواكبة هذه الكائنات الصغيرة التي تسدي خدمة كبيرة للنظم الإيكولوجية البحرية.
وكانت خليل قد ألقت كلمة رحبت فيها بالحضور وأثنت على جهود "جيش المتطوعين"، وقالت: "لدينا اليوم دفعة جديدة من السلاحف الصغار تنتمي لفصيلة السلاحف الخضراء وهي ما تزال معرضة للانقراض وفي مرحلة الخطر، أما النوع الآخر (كاريتا كاريتا) التي أطلقنا أعدادا منها قبل أيام تخطت مرحلة الانقراض".
وأكدت خليل أن "كل سلحفاة صغيرة من نوع السلحفاة الخضراء لها أهمية كبيرة بالنسبة إلينا".
بعدها، تحلق الحضور لمواكبة صغار السلاحف في رحلتها الأولى إلى البحر، وسط أجواء احتفالية كان بارزا فيها حضور الصغار من أعمار متفاوتة، ليكونوا حماة هذا الشاطىء في المستقبل.
(إليسار)
(إليسار)