وجهت عائلة الحاج العراقي حسين حميد الحيدري اتهامات إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، بقتل ابنها بعد انتهائه من شعائر الحج، وذلك بعدما كانت بعثة الحج العراقي أشارت إلى أن الحيدري كان يعاني من أزمة نفسية، بسبب وفاة ابنه قبل أشهر، وهذا ما تم نفيه من قبل أفراد عائلته بحسب ما نقل "عربي بوست".
الحيدري من مواليد منطقة النهروان، أطراف العاصمة العراقية بغداد، يبلغ من العمر 44 عاماً، متزوج وله أولاد، ويعمل من أجل الحصول على قوته اليومي لتأمين لقمة العيش لأفراد عائلته، توجه مطلع شهر آب، مع والدته ذات الستين عاماً إلى السعودية لأداء مناسك الحج، إلا أن ما حدث في السعودية لم يكن بالحسبان.
وبعدما نفت العائلة فرضية انتحار الحاج حسين الحيدري، وجهت اتهامات إلى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية، بقتل ابنها بعد رفع راية الحسين وهتافه بشعارات دينية.
وصرح شقيق الحاج المرحوم لـ "عربي بوست"بالقول ان ما جاءت به وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين في السعودية وهيئة الحج العراقية عن الإنتحار نتيجة ما يعاني من اضطراب نفسي بسبب وفاة ولده غير صحيح وأضاف "كل ما ذكر في هذا الموضوع كذب وافتراء، ولده توفي قبل تسع سنوات".
وبحسب عربي بوست أن المعلومات المتوفرة لدى العائلة من قبل بعض الحجاج الذين كانوا برفقة الحاج حسين الحيدري، تفيد بأنه هتف بشعار (لبيك يا حسين) أثناء شعائر الحج، بعدها تم الاعتداء عليه من قبل بعض الحراس، أو ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإسكاته عن الهتاف داخل الكعبة.
ولفت شقيق الحاج إلى أنه «في مساء يوم الجمعة اختفى حسين الحيدري عن بعثة الحج، بعدها يقال حسب المعلومات التي وصلت للحاج بأن الأمن السعودي قام باعتقاله نتيجة الهتافات التي ردَّدها أثناء الحج، في صباح اليوم التالي سمعنا بأن شقيقي انتحر، وهذا غير صحيح، أحدهم قام بدفعه من الأعلى ليوهم الآخرين بأنه مات منتحراً». وطالب الحيدري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزارة الخارجية بفتح تحقيق في القضية، خاصة بعد الاعتداءات المتكررة من قبل الأمن السعودي وهيئة الأمر بالمعروف على الحجاج العراقيين، أثناء الحج أو العمرة.
انتحار أم جريمة قتل؟
ووصف رياض الساعدي عضو مجلس النواب العراقي السابق حادثة الحاج بـ"جريمة الاغتيال"، يدعو بعدها وزارة الخارجية العراقية إلى التحرك دولياً لفتح تحقيق في الجريمة. الساعدي وهو من أهالي المنطقة التي يسكن فيها الحاج العراقي، يقول لـ «عربي بوست»، إن حادثة اعتداء الأمن السعودي على العراقيين داخل الحرم المكي ليست المرة الأولى، فقد تكرَّرت في السنوات السابقة، وإن الحاج حسين الحيدري لم ينتحر وتم اغتياله، ومعالم الجريمة واضحة للجميع.