على الرغم من الأزمة التي تعيشها سوريا، إلا أن هذا الأمر لم يمنع اللبنانيين من التوجه إلى سوريا طلباً للسياحة التجميلية والعلاجية، نظراً لتدني تكلفة العمليات والعلاج بالمقارنة مع لبنان.
ويشتهر لبنان بكونه مركزا للسياحة التجميلية تقصده جنسيات مختلفة لإجراء عمليات التجميل، حيث يعتمد الأطباء اللبنانيين على أحدث التقنيات الحديثة الموجود في هذا المجال، مع انتشار العيادات والمستشفيات الخاصة ومراكز التجميل في مختلف المناطق اللبنانية، ولكن ارتفاع تكلفة العمليات التجميلية فيه دفعت العديد من اللبنانيين إلى إجراء العمليات في سوريا التي تشتهر بتدني الكلفة وبمهارة أطبائها.
يقول الطبيب السوري اختصاصي أنف وأذن وجراحة تجميلية جميل عبد الله، لـ"سبوتنيك"، إن هناك نسبة كبيرة من اللبنانيين الذين يجرون العمليات التجميلية في سوريا بحكم قرب لبنان على سوريا وبحكم الفرق الكبير للأسعار بين الطب في لبنان والطب في سوريا.
وأضاف: "لا يمكن تحديد الأعداد ولكن هناك نسبة كبيرة من اللبنانيين يجوز أن تكون 30 أو 40 أو 50%، هناك صعوبة بالتحديد لأنها تختلف بين شهر وشهر، وبين وقت ووقت، حسب الأوضاع السياسية والأمنية، ولا يوجد إحصاءات واضحة في هذا المجال".
عن أكثر العمليات المطلوبة يقول عبد الله: "عملية الأنف هي الأكثر طلباً، نحن في الشرق الأوسط لدينا أنوف كبيرة قليلاً بحكم العرق، ومن بعدها عمليات شد الوجه والأجفان وأذنين الخفاش، عمليات تكبير وشد الصدر، و هناك طلب متزايد على عمليات الشفط بالإضافة إلى البوتوكس والفيلر وعلاج الترهلات البسيطة بالخيوط".
وأشار عبد الله إلى أن متابعة المريض تختلف حسب المنطقة، "هناك أطباء نعرفهم في لبنان من الممكن أن يتابعوا المريض، وهناك ممرضين، وهناك من يفضل أن يرجع إلى سوريا بعد أسبوع أو 10 أيام أو 15 يوما لمتابعة العملية".
ولفت إلى أن "الذي يدفع اللبنانيين بشكل عام للقدوم إلى سوريا فلا شك أنه لدينا أمهر الأطباء في سوريا وهذا الأمر لا يقلل من قيمة الأطباء اللبنانيين وهذا لا شك فيه، ولكن المميز هو فرق الأسعار بين سوريا ولبنان، هذا الأمر يدفع بالمريض أن يأتي إلى سوريا".
وختم الطبيب قائلا: "أسعار عمليات التجميل تختلف بين حالة وحالة، ووسطياً يمكن الحديث عن 30% أقل من الأسعار التي ممكن أن نراها في لبنان، إذا أخذنا كل العمليات بعين الإعتبار سواء عمليات الوجه أو عمليات الجسم".
ويقول الشاب اللبناني ماريو إنه أجرى عملية تجميل الأنف في اللاذقية في سوريا لسبببين إثنين، الأول أن الأطباء في سوريا ماهرين والثاني تدني تكلفة العملية، ويضيف ل"سبوتنيك":"أجريت عملية لأنفي في مستشفى علي يوسف الخاص في اللاذقية ب 500 دولار أمريكي، هنا في لبنان تبدأ العملية من الألفي دولار وصولاً إلى 4000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى أن الطبيب في سوريا يتابع المريض من دون أن يأخذ بدل أتعاب، في لبنان يأخذ الطبيب حوالي 100 دولار عند كل زيارة حسب فحصية الطبيب، وبنفس الوقت الأطباء في سوريا أكثر مهارة من الأطباء اللبنانيين".
بدوره يشير عماد الذي أجرى عملية لإزالة الدهون من جفن العين، أنه لجأ إلى سوريا لإجراء العملية بسبب غلاء عمليات التجميل في لبنان، ويقول ل"سبوتنيك":"قمت بإزالة الدهون من جفن العين ب400 دولار أمريكي، بينما في لبنان تكلفة هذه العملية أكثر بكثير".
(سبوتنيك)