أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"الأخبار": السيد نصر الله اظهر خلال لقائه جنبلاط والحريري بُعد المسافة معهما

الخميس 09 تموز , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,236 زائر

"الأخبار": السيد نصر الله اظهر خلال لقائه جنبلاط والحريري بُعد المسافة معهما
ذكرت صحيفة "الأخبار" أن رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري لا يزال يواجه التعثر الإقليمي نفسه، ويرتد محلياً بخطابات عالية النبرة من النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون. وفي هذه الأثناء عاد الحديث عن لقاء آخر يعقده الحريري والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بعد اللقاء الأخير الذي جمعهما في 25 من حزيران الماضي، والذي أجمع كل من تحدث عنه على القول إنه كان إيجابياً في الشكل وسلبياً في المضمون.
وقبل أن يعقد اللقاء المقبل، بين نصر الله والحريري، الذي ترى أوساط متابعة أنه قريب، فإن نتائج اللقاء الماضي لا تزال مسيطرة على المعطى السياسي.
وأشارت "الأخبار" ان الحريري، الذي كان خلال اللقاء في غاية الإيجابية والودّ تجاه السيد نصر الله و"حزب الله"، إذ تحدث طويلاً عن الجوانب الإيجابية في العلاقة والثقة بالحزب، وبأمينه العام، واستعرض المراحل التي مرّت بها البلاد، وتعمق في الكلام عن العلاقة التي جمعت رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وحسن نصر الله، والود المتبادل بين الجانبين، والمحطات الصعبة التي تجاوزها الحريري الابن وحزب الله معاً. كل هذا قبل أن ينتقل الحديث إلى الشق التنفيذي.
وتقول الصحيفة ان السيد نصر الله بدا من ناحيته بعيداً عن أجواء الحريري. كان يجلس كعادته، لكن هذه المرة بوجه يحمل سمات جدية، وهو استقبل الحريري الابن مع ابن عمته نادر بصفته من طاقمه السياسي الذي يتأهل لتبوّء مركز أساسي داخل التيار، كما في مكتب رئيس الحكومة المكلف، والصحافي مصطفى ناصر بصفته أحد عرابي اللقاءات التي كان يعقدها الحريري الأب مع نصر الله، وحضوره يضفي طابعاً بروتوكولياً إضافياً، قد لا يوحي بودّ كبير بين الشاب المنتصر في الانتخابات وزعيم المقاومة نصر الله.
قبلها، كان نصر الله قد التقى وليد جنبلاط في الثامن عشر من شهر حزيران الماضي، بمفرده، في جلسة رجل لرجل. إلا أن المطّلعين على تفاصيل اللقاءين يقولون إن نصر الله، بقرار مسبق، كان قد أظهر كم هي المسافة بعيدة بينه وبين جنبلاط والحريري.
خلال اللقاء مع الحريري، تعمد نصر الله إظهار المسافة الفاصلة مع زواره، وإظهار جدية خاصة، وعدم السماح بترطيب مبالغ فيه للأجواء، وكبت عادته في إطلاق النكات والمزاح، واستمع إلى محدثه. وتوافق الرجلان على ضرورة العمل لتخفيف التوتر في الساحة، وخاصة عدم ترك الفتنة السنية الشيعية تأخذ مداها، إلى نهاية الكلام المعتاد في سياق كهذا.
ثم حين بدأ الطرح الجدي، تقول "الأخبار"، استمع إلى مطالب الحريري، الذي أبدى رغبته في الحكم بتوافق، وبحكومة وحدة وطنية تضم الجميع. وقال الحريري إنه مستعد لتقديم كل الضمانات التي يطلبها نصر الله وحزب الله، وهو ليس لديه أية مشكلة مع الحزب. وأبدى عواطف حارّة تجاه المقاومة، لكن لا يمكنه إمرار مسألة الثلث الضامن. ورأى الحريري أن تجربة الثلث المعطل بدت فاشلة، وأنه مستعد لتقديم كل الضمانات التي تخصّ الحزب وبقية قوى المعارضة، محاولاً الدخول إلى ملف المقاومة، لكن يبدو أن نصر الله شرح له بما فيه الكفاية أن ملف المقاومة هو موضوع خارج البحث.
هنا، وبحسب "الأخبار"، أبدى نصر الله ما في لبّ المسألة، وبما أنّ الكلام الإيجابي انتهى، وبدأ البحث الجدي، قال نصر الله إنه والمعارضة مصرّان من حيث المبدأ على الثلث الضامن، ولا يعرف ما هي الضمانات التي يتحدث عنها الحريري، فأجاب سعد: "ولو! أنا معكم، وخذوني أنا ضمانة، ألا توافقون على أخذي أنا شخصياً ضمانة لكم؟".
أجاب نصر الله ببرودة، وهنا ترد روايتان، الأولى تقول إن نصر الله قال لمحدثه: "نحن لا نبحث عن هذا النوع من الضمانات، ثم نحن بعد السابع من أيار حصلنا على كل أنواع الضمانات التي نريدها". وأما الرواية الأخرى فتقول: "نحن لا نبحث عن هذا النوع من الضمانات، فالسابع من أيار هو ضمانتنا".
وتقول الصحيفة ان الاجتماع بقي يومها شكلاً بغاية الإيجابية، بل إن البعض لم يتردد في وصفه بأنه أفضل الاجتماعات التي عُقدت بين الفريقين على مستوى الصراحة، إلا أنها لم تكن بهذه الإيجابية على مستوى التعاون المتبادل.
من ناحية أخرى، كان نصر الله في غاية الوضوح أيضاً مع النائب جنبلاط، ولم يترك لجنبلاط، المعتاد على المزاح خلال اللقاءات التي يعقدها، أن يتصرف على سجيته، وفرض، خلال اللقاء المغلق بين رجلين، جواً من المعاتبة القاسية، وقدم خلاله جنبلاط عرضاً تفصيلياً للمرحلة الماضية، وقال إن كل ما كان يدفعه في الماضي إلى الوقوف إلى جانب قوى 14 آذار قد تبدل، وخاصة بما يتعلق بالموقف من المقاومة ومن سوريا، وإنه من اللحظة هو لا يرى إلا الموضوع الفلسطيني وقضية عروبة لبنان قضيتين رئيسيتين يضع نفسه في تصرفهما.

 

Script executed in 0.18952798843384