يتميز "سوق الخميس" عن غيره من الاســواق التجارية التي تقام في قرى وبلدات قضاء بنت جبيل بشموله مختلف انــواع الحاجيات والبضائع الوطنية والمستوردة.
يختلف الخميس عــن غيره من بقية ايام الاسبوع في مدينة بنت جبيل، فالجميع من باعة وشرطة المرور وسائقي السيارات العمومية وغيرهم في حالة تأهب واستنفار لاستقباله ولحصد اكبر قدر من مردوده على اعتباره فرصة الاسبوع الوحيدة، اذ غالباً ما تكون مبيعات التاجر في هذا اليوم توازي مبيعاته في بقية الاسبوع. ولهذا ينتظر سكان مدينة بنت جبيل وقـراها "ســوق الخميس" بفارغ الصبر، لما يميزه من انتشار العشرات من البسطات والمحلات المختلفة فيسود مبدأ التنافس وتقديم العروضات والتنزيلات.
يكتمل المشهد في قرابة التاسعة مع انجاز اصحاب البسطات تحضيراتهم الميدانية، وحينها يــبــدأ الــعــمــل بأسلوب المناداة والتعريف بالبضائع من ناحية تحديد الاســعــار وسلـوك كافة السبل الممكنة لجذب المواطنين، حيث يكتفي البعض باستعمال الطريقة التقليدية فيستخدم عبارات "أسعارانا مقبولة، لحق حالك، العرض محدود الخ" بينما يلجأ آخرون الى مكبرات الصوت في ما يشبه المزاد العلني او " التزريك " على الآخرين .
في احدى زوايا السوق تركن الحاجة أم علي على صندوق خشبي خلف بسطة البهارات والحبيبات، وأم نبيه الاشقر الى جانبها كانت تنادي بأسعار كيلو الفجل والفقوس البلدي والخيار. وقبل حلول الظهر ببضع دقائق، كان أبو علي يستند على حائط قرب البركة ويحصي غلّته الأسبوعية التي يكسبها من سوق الخميس. وبعد انتظار طويل.. كانت أسماك مسعود القادم من منطقة صور مستلقية كالعادة على شطها الخشبي منتظرة نفس تشتهيها. اما ابو عادل الخياط المتمسمر على كرسيّه الجلد العتيقة اول طلعة "السوق" ومن أمامه ماكينة الخياطة. كان يحيك الجزادين النسائية ويصلّح الأحذية البالية.
اذاً في هذا السوق التاريخي، الحياة تتجدد في كل اسبوع، يتميز بانه ملتقى الاحبة والاصدقاء. اما عن حركة البيع و الشراء، يشهد السوق في هذه الايام حركة بيع نشطة تشمل جميع الاصناف المعروضة، وخصوصاً مع قدوم المغتربين من ابناء مدينة بنت جبيل، وفي جولتنا الميدانية في السوق يصف احد مغتربي بنت جبيل المتجول في السوق : " لسوق بنت جبيل مكانة خاصة في قلوبنا نحن المغتربين و ننتظر بفارغ الصبر العودة الى بنت جبيل لنتجول يوم الخميس ونشتري حاجياتا من السوق،او للكزدورة، والحنين لهذا السوق يطاردنا اينما كنا والحنين له كالحنين للاهل والاقارب ونتمنى ان يعود السوق الى مكانه الاصلي في اقرب وقت ممكن".
هذا ولم تدع عدستنا بسطة تعتب على نظراتها. حيث أسترقت صورا لبعض بسطات الخضار والفاكهة التي ارتفعت النداءات من خلف خيمها باسم "البطيختين بألف" وكيلو البندورة لعيونك بسعر خاص والخيار على حسابنا"، "قرب قرب وطعمة ضرسك جرّب"
باقي التفاصيل في التقرير المصور