هكذا هو الموت ضيف ثقيل يطعن بالظهر بأثرٍ كامل الحزن والوجع... هو لم يكن إنساناً عادياً أو عابر سبيل مرّ على قلوب البعض ورحل... بل جسّد إنسانيته بخالص الحب والتفاني والسهر الطويل والمضني ليتمّ بكل ما أوتي من تعب شغوف وصبر عمله ورسالته....
الدكتور محمد عبود رمز الإنسانية في زمن غلبت فيه الماديات... الرجل الجنوبي المناضل ابن بلدة عدلون الجنوبية وطبيب العظم الذي أحزن موته قلوب جميع من عرفه من مرضى وأطباء بعد صراع طويل مع مرض السرطان... بكاه الجميع بحرقة وحسرة بعد أن فقدوا من علمهم الصبر أوقات شدتهم ومدّهم بالأمل بعد أن كادوا يفقدوه ... هذا الإنسان الذي رحل فجأة بعد أن عاند المرض وقابل أوجاعه بإبتسامة مخلفاً الكثير من الألم ليس بين أبناء بلدته فحسب بل على صعيد منطقة الجنوب بأكملها...فلقد انتشرت صوره منذ الصباح على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بعبارات الحزن والنعي والمواساة وذلك بحسب موقع بنت جبيل...
والطبيب ليس مجرّد وسيلة في طريق العلاج بقدر ما هو الملهم والقدوة والأساس في نجاح العلاج... وهكذا بالفعل كان الدكتور عبود بانسانيته وقربه من مرضاه...
لقد افتقد لبنان عموماً ومنطقة بنت جبيل خصوصاً طبيباً محباً ومخلصاً لمهنته وللآخرين حيث عمل بتفاني في مستشفيات بنت جبيل، فكان الموت الذي ينتقي الصادقين في انسانيتهم ومحبتهم للآخرين ولا يترك من بعدهم إلا الكثير من الحسرة والفقد....
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.اورغ