أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جنبلاط يهاجم الكتائب...... والحلّ على العشاء

الجمعة 10 تموز , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,347 زائر

جنبلاط يهاجم الكتائب...... والحلّ على العشاء

 تشاوروا في ما بينهم وقرّروا لاحقاً عدم الردّ. راهنوا على أن الأمور يُمكن أن تُحلّ من خلال القنوات الداخليّة لقوى الرابع عشر من آذار، واللقاءات الثنائيّة بين الطرفين. الرهان الكتائبي كان صائباً. ليل الثلاثاء الماضي، لبّى مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس مع زميليْن له، دعوةً على العشاء من أحد القياديين في حزب الكتائب. الكتائبيّون حرصاء على عدم الكلام عن هذا الموضوع. عندهم اعتباراتهم، منها الحزبيّة الداخليّة، ومنها الرغبة في الوصول إلى لقاءٍ ثانٍ بهدوء. الاشتراكيّون بدورهم أيضاً، مقتصدون في الكلام. لكن في المعلومات المتوافرة، لا يُمكن وصف اللقاء، «بالعشاء الرسمي»، بل «بالعشاء الودي» بين «أصدقاء راكموا تجربة وخبرة نتيجة العمل المشترك خلال الأعوام الأربعة الأخيرة».

حديث وليد جنبلاط كان مدخل النقاش في العشاء. كل فريق شرح وجهة نظره، بحسب مصادر متابعة للقاء، إذ جرى سجال هادئ في هذه النقطة. الكتائبيّون أعادوا شرح مواقفهم من كلّ نقطة، وخصوصاً ملف الفلسطينيين في لبنان، «مذكّرين بأنهم عقدوا لقاء مصالحة ومصارحة مع منظمة التحرير الفلسطينيّة في العام الماضي، في بيت الكتائب بالصيفي»، وهي خطوة وجدها الاشتراكيّون رائدة. وخلال النقاش، تبيّن أن الطرفين متفقان على حماية الاستقرار الداخلي في لبنان، وعلى مجمل بنود البيان الوزاري للحكومة العتيدة، وخصوصاً النقطة المتعلّقة بإحالة موضوع سلاح المقاومة على طاولة الحوار.

ومن ضمن النقاش في ما قاله جنبلاط، تحدّث الكتائبيّون خلال العشاء عن النظرة إلى الشهداء الذين سقطوا في الحرب الأهليّة. الاشتراكيّون قالوا إن استحضار الماضي أمر غير مفيد ويؤدّي إلى عواقب غير جيّدة. لكن الأهم كان طرح مبدأ تنقية الذاكرة والماضي، وإعادة صوغ التاريخ اللبناني وكتابته، من خلال قراءة مشتركة لما حصل. الردّ الاشتراكي لم يكن سلبياً تجاه هذه النقطة. لكنّ التقدّميين رأوا أن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة هادئة، «ولا يمكن أن يحصل عبر وسائل الإعلام». برأيهم، الحديث الإعلامي عن هذه النقطة قبل الوصول إلى نتائج حقيقيّة يؤدّي إلى نتائج سلبيّة. وناقش الطرفان المتغيّرات الإقليميّة. أقرّ الكتائبيّون بهذه التغيّرات وتأثيرها على الواقع الداخلي اللبناني، لكنهم رأوا أن هذه التغيّرات يجب أن لا تؤدّي إلى التخلّي عن ثوابت ثورة الأرز. هنا، كان التباين بين الطرفين. تقول المصادر المطّلعة على التفاصيل إن التفاوت هو في «تقدير حجم المتغيّرات الإقليميّة وتأثيرها في الداخل اللبناني، وهو ليس تفاوتاً بالمطلق». في المبدأ، حصل اللقاء. الرهان على أنه يؤسّس لإكمال مرحلة السنوات الأربع غير دقيق. فأحد أطراف اللقاء قال إنه عشاء بين أصدقاء لا أكثر. صحيح أن لقاءً آخر سيُعقد، وصحيح أن اللقاء قد يضم قياديين آخرين. لكن، هناك من هو خارج الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب، من يقول: علينا أن ننتظر قليلاً. النائب وليد جنبلاط يُريد أن يُحافظ على علاقته بالرئيس المكلّف سعد الحريري، لكنه لا يُراهن كثيراً على علاقته بمسيحيي 14 آذار، وسيستخدم هؤلاء وسيلة لجذب الحريري إليه أكثر، ولإنضاج صيغة حكم جديدة للبنان، ولا يُمانع في سبيل هذه الأهداف في الهجوم مجدداً على هؤلاء.

Script executed in 0.19051504135132