أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

طفل جسر "نهر الموت"..بين الاستغلال والتحرّش والاستحمام بالـ"نربيش"

الإثنين 24 أيلول , 2018 09:52 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 119,506 زائر

طفل جسر "نهر الموت"..بين الاستغلال والتحرّش والاستحمام بالـ"نربيش"

" تعا لحمّمك بالبيت"، "تعا لكزدرك"، مشاهد شبه يوميّة يراها كل من يمرّ قرب جسر الـ"City Mall" في الدورة (جسر نهر الموت) أو المنطقة المحيطة به، أثناء تعرّض عدد من الأطفال السوريّين على الطرقات للتحرّش الجنسي أو الاستغلال المادي من قبل أصحاب الأيادي السود التي نخرت صلب التركيبة الاجتماعية في لبنان بفقدانها الأخلاق والضمير.

وَلَدٌ سوريٌ ينام تحت جسر الـ"سيتي مول"، ينتظر بيع علب العلكة ليجمع المصروف ويذهب كل أسبوع ليعطي "الغلّة" لأمّه المقيمة في مدينة زحلة. سائقو الـ"تاكسي" الذين ينتظرون 24/24 الركاب والمارة أكبر شهود على معاناة الأطفال، وهم الذين يخصّصون لأحدهم مبلغ 3000 ليرة يومياً عن كل سائق منهم.

يكمن خوف السائقين من بعض المجرمين الذين يتجوّلون ليلاً بهدف السرقة ويجلسون طيلة النهار تحت الجسر، والذين يسلبون الطفل وسواه، "المصاري" التي يملكونها وفق ما يروي أحد السائقين لـ"ليبانون فايلز". الأمر لا يتوقّف على إعطاء الطفل السوري مبلغ الـ3000 ليرة، بل يعمد عدد من السائقين إلى "تحميمه" بواسطة خرطوم ماء، موجود عند جسر المشاة بين الحين والآخر.
ويؤكّد السائق أنّ أحد الأطفال قد تعرّض فعلياً للتحرّش الجنسي من قبل أحد "المعقّدين نفسياً" على حدّ تعبيره، ويشير إلى أنّهم يعاينون دائماً المضايقات التي يتعرّض لها الأطفال سواء بالمفردات الدنيئة، أو عبر استغلالهم في "مهنة" التسوّل على يد بعض "قطّاعي الطرق".

الأكيد أنّ لا قوّة لدى هؤلاء الأطفال لمجابهة كل هذه المعاناة، ويبقى اللّوم دائماً على الأهل الذين يتركون أولادهم لقدرهم، بدلاً من رعايتهم. فما الذي يُجبِرُ أمّ طفل بعمر 7 سنوات أنْ تبقى محصّنة في منزلها، تاركة ابنها في مهبّ الشوارع وفلاتنها؟ لا يمكننا أنْ نجزم بوضع هذه الأمّ التي قد اضطرت إلى إرسال ابنها للعمل. لكنّ الأكيد أنّ مثل هذه الحالات ليست استثنائيّة من حيث عددها. فمئات الأطفال يملؤون الشوارع في لبنان من دون حسيب أو رقيب.


وهنا يأتي دور الدولة في استيعاب هؤلاء الأطفال ضمن مراكز وجمعيّات، وفي حال كانت عاجزة عن ذلك، فلما لا تُلقي القبض على من يستغلّهم وهم على مرأى من جميع المواطنين؟ ألا تستحقّ الطفولة القليل من الاهتمام؟

(مارون يمّين-ليبانون فايلز)

Script executed in 0.19059896469116