انتشر فيديو لطفل مصري يبكي في المدرسة طلباً لربع ساعة فقط لينام، ويقول وهو ينتحب: «ونبي أنام ربع ساعة بس يا حجة، وأعمل لكم اللي إنتم عاوزينه»، لكن لم يقدّر أحد حاجة الطفل فعلاً للنوم وما مر به قبلها.
الفيديو أثار سخريةً في البداية من براءة الطفل وحاجته للنوم في أول أيام المدرسة، وتحدث المتفاعلون على الشبكات الاجتماعية عن تمثيل الطفل لهم سواء عندما كانوا في المدرسة أم حالياً مع العمل. ثم أخذ الأمر منحى آخر يوضع تحت إطار التنمر، فبدأ البعض يسخر من شكل الطفل وحلقة رأسه، وآخرون من استخدامه كلمة «يا حجة» لينادي إحدى المعلمات أو ولية أمر أحد الطلاب (لم يظهر من الفيديو هويتها). ووسط كل هذه السخرية لم يكن أحد يعرف معاناة الطفل الحقيقية، أو آثار تلك الكلمات وانتشار صوره في كوميكات مضحكة بعد ذلك على نفسية الطفل الصغير.
الطفل كره المدرسة وحالته النفسية سيئة!
قال أحمد صالح، والد الطفل محمد، إن بكاءه «قطّع قلوبهم»؛ لأنه أراد إكمال نومه، خاصةً أنه كان مريضاً منذ 3 أشهر بعد تعرّضه لكسر في قدمه. وتحدث عن كره ابنه للمدرسة ورفضه الذهاب لها مرة أخرى، وإلحاحهم عليه ليذهب بعد ما تعرّض له من سخرية، واستهجن التعليقات الساخرة من طفلٍ من الطبيعي أن يبكي أول أيام مدرسته ويحتاج للنوم خاصةً مع مرضه. وأضاف خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامي معتز الدمرداش، خلال برنامجه «آخر النهار»، المذاع عبر فضائية «النهار وان» مساء الثلاثاء 25 سبتمبر/أيلول 2018، إن ابنه في حالة نفسية سيئة منذ مشاهدة الفيديو على شاشات الفضائيات. وأكد معرفته هوية المصور، إذ قال: «تعرفنا على اسم مصور مقطع الفيديو، وهو مدرس بالمدرسة اسمه أحمد طعيمة، وسنتقدم ضده وضد المدرسة ووزارة التربية والتعليم بمحضر، ومحمد في الصف الأول الابتدائي بمدرسة حكومية بمنطقة شبرا (القاهرة)، وده كان أول يوم دراسة له».
بينما تحدث عم الطفل، هاني صالح، في المداخلة الهاتفية عن ابن أخيه قائلاً: «مكنش بينام ومش مركز لما قال يا حاجة لأنه كان لسه فاكك الجبس من رجله.. الموضوع كبير ومش سهل بكاؤه قطع قلبنا». بينما نشر صديق لوالد الطفل صوره له إبان مرضه، ويظهر فيها مرتدياً جبيرة في قدمه اليمنى ويبدو شعره عادياً، وذلك ليرد الاتهامات عن الطفل.
التعليم تبحث عن المصور
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أحمد خيري، أن الوزارة تبحث عن مصور فيديو «الطفل الباكي»، وأنها لجأت لوزارة الداخلية للمساعدة في التوصل إليه واسم المدرسة التي صور بها الفيديو. وقال خلال مداخلة هاتفية مع البرنامج إن الوزارة تعمل على تصحيح سلوكيات المعلمين، من خلال اتخاذ فيها الإجراءات القانونية أو الإيقاف أو الإحالة للنيابة الإدارية تجاه من يستخدم الضرب، وذلك لظهور المعلمة في نهاية الفيديو تحمل عصاً وترفض أن ينام الطفل، قبل أن ينقطع الفيديو.
عربي بوست