شيع ابناء مدينة بنت جبيل والبلدات المجاورة المرحوم المربي عبد الكريم غالب شامي "ابو علي" والمرحومة سميحة فايز بيضون ، بحضور المئات الزملاء و الاصدقاء والمحبين. انطلق موكب التشييع من امام منزل الفقيد في العويني وصولاً جبانة البلدة حيث جاب موكب الجنازة سوق بنت جبيل محمولاً على اكتاف الاحبة و الاهل والاقارب، ثم صلى على الجثمانين الطاهرين سماحة الشيخ علي فرج ليوارى الفقيد المربي الشامي والمرحومة سميحة بيضون الثرى في جبانة البلدة وسط اجواء من الحزن والاسى، ثم تقبلت العائلة والاسرة التعليمية في مهنية الشهيد راني بزي التعازي من المشيعين.
يذكر أن الراحل شامي هو احد افراد االهيئة التعليمية في مهنية ومعهد بنت جبيل (مهنية الشهيد راني بزي) وكتب مدير موقع بنت جبيل حسن بيضون فيه : "بهالة الكبار، مضى "الآدمي" عبد الكريم شامي (ابو علي) الذي توحد الجميع على محبته واحترامه.. لسنا ممن يمتهنون لغة الدموع، لكن اليوم ابى ايلول مع ارتحاله الا ان يسقط الدمع على الفراق ويبللها بتراب بنت جبيل.. رحل "ابو علي وترك فراغا ًوخسارة لا تعوضان بعد ان تمكن منه المرض قبل سنوات قليلة ليغيب مرغماً عن مهنة التعليم في مدرسة بنت جبيل الفنية "مهنية الشهيد راني بزي" وعمله في مهنة هندسة الكهرباء الى ان انتزعه المرض من قلوب محبيه اليوم.
حارب ابو علي مرض السرطان بابتسامة، ورفض الاستلقاء على اوجعاه حتى آخر لحظة من حياته، فكان رغم أوجاعه التي حولها الى ابتسامات، رمزاً جميلاً في مواجهة المرض ولم يفقد قواه حتى لحظة وفاته عن عمر ناهز الـ 60 عاماً.
"ابو علي" المتعب من انين المرض حيناً، والمتماسك حيناً آخر، والمتحمس لهزيمته، كان يحاول دئماً تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على عائلته ، رحل وترك خلفه من السرطانات ما يكفي للفتك بنا دون أي التفاتة تقينا شر استفحال الخبائث في دولة قد تصبح تسميتها يوماً "دولة الاورام والسرطانات".
في الاحاديث الشريفة يقال ان الابتلاء بالامراض يمحي ذنوب الانسان، و هنا كان ابو علي في اشد الابتلاء، ولا شك للحظة أنه لقي ربه اليوم راضياً ممرضياً! فـ عبد الكريم شامي الذي رحل خلسة من بيننا ليستقر في احضان الورد و التراب لن يعود ليشرف على التعليم، ولن يعود ليرتب ورشة عمله في خلة عيسى، ولا ليسقي حدائق ربيعنا المزهر في العويني.. سنفتقده ونحن المربكون بحرارة القلوب و الشرايين التي تسممها ايدي العابثين بنا وكأن هذا المرض الخبيث يركد بنا كوحل و غبار الطرقات.. و نردد في سرنا المعلن "نشيد الخبيث"..و أيمتى جايي دورنا؟
انا لله و انا اليه راجعون
تصوير / حسن زريق