نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن ليلى علي علمي، الشابة الصومالية المسلمة والمحجبة التي تحصلت مؤخرا على مقعد في البرلمان السويدي عن "حزب الخضر".
وقالت الصحيفة في تقريرها ، إن الشابة، الصومالية الأصل ليلى علي علمي فازت بمقعد في الريكسداغ يوم 14 أيلول/ سبتمبر، وأثار انتخابها جدلا واسعا في الأوساط السويدية.
وأضافت، أن بعد أربعة أيام من الانتخابات التشريعية، جرت عملية فرز أصوات الناخبين في مبنى بلدية مدينة غوتنبرج، وقد علمت الأحزاب بالنتائج التي تحصلت عليها، ولم يتبق سوى حساب عدد أصوات الاقتراع الإسمي، المتمثل في العلامات التي يضعها الناخبين أمام أسماء المرشحين الذين يختارونهم، من ضمن قوائم كل التشكيلات السياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن علمي كانت تحتل المرتبة الحادية والعشرين في منطقتها ضمن قائمة حزب الخضر، وبعبارة أخرى، كان من المستبعد أن تظفر علمي بمقعد في البرلمان، ومع ذلك، عندما استيقظت في اليوم التالي، اكتشفت هذه الشابة البالغة من العمر 30 سنة، أنها فازت على بقية المرشحين الآخرين لحزبها، الذي لم يسبق لمعظمهم أن سمعوا عنها، بعدد أصوات بلغ 1467 صوتا.
وبعد أن تم إقصاؤها لمدة خمس سنوات، لم تشغل هذه الشابة سوى مناصب تنوب فيها أعضاء المجلس الإداري لحي أنجيرد الذي تقطن فيه، والذي يُعد من بين ضواحي مدينة غوتنبرغ المحرومة. وفي يوم الاثنين 24 أيلول /سبتمبر، ومع وصولها إلى البرلمان السويدي في ستوكهولم، أصبحت هذه الشخصية معروفة، ذلك أنها المرأة الوحيدة المحجبة المتواجدة تحت قبة البرلمان، وأول نائبة من أصل صومالي، كما جسدت علمي كذلك النقاش العنيف الدائر حول التصويت القائم على الانتماء المجتمعي، الذي أثارته الانتخابات في المملكة.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن علمي لم تبرز سوى مؤخرا على الساحة السياسية السويدية، إلا أنها معروفة لدى الجالية الصومالية في غوتنبرغ، وتعمل هذه الشابة كمترجمة، بغية مساعدة المهاجرين على التواصل مع الإدارة السويدية.
وقد وصلت علمي إلى السويد حين كانت تبلغ من العمر سنتين. أما في سن الثانية عشر، فقد تم وضعها في المبيت للدراسة. في المقابل، تدهورت صحتها إلى درجة انقطاعها عن الدراسة وتمردها على عائلتها.
وأفادت الصحيفة أنه بعد مرور سنتين على ذلك، عادت علمي لتعيش مع أمها، وتحولت إلى طالبة مجتهدة، تمكنت من النجاح في مرحلة دراستها الثانوية، وباتت علمي توزع الصحف، ثم بدأت بالعمل في مجال الترجمة.
وقبل وقت قصير من انتخابات عام 2014، انضمت علمي إلى "حزب الخضر". وفي هذا الصدد، صرحت هذه الشابة قائلة: "لطالما كانت لدي آراء قوية، وكنت أتابع كل ما كان يحدث في التلفزيون وفي الصحف. لذلك، قررت الانخراط في الحياة السياسية".
وأوردت الصحيفة أنه، حين أعلنت علمي عن ترشحها لعضوية البرلمان، تلقت دعوة من قبل نادي "بيرجيسون أس ك الرياضي"، المتواجد في إحدى الضواحي المجاورة لمنطقتها، لملاقاة مسؤوليه.
وعلى امتداد ساعتين، تحدثت علمي مع المشرفين على هذا النادي حول طموحات برامجها المتعلقة بهذه الأحياء. وبعد أن اقتنع بإجاباتها، قرر النادي أن يقوم بحملة انتخابية من أجلها وأن ينظم زيارات منتظمة للضواحي السويدية. كما أشرف النادي على تنظيم لقاء جمعها بالرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد في شهر أيار/ مايو الماضي.
ونقلت الصحيفة تصريحات علمي التي قالت فيها إنها ترغب في أن تكون "مصدر إلهام للشباب"، حتى تُؤكد لهم أنه "من الممكن القيام بحملة انتخابية انطلاقا من الضواحي"، على الرغم من "اعتقاد الكثيرين أنهم لا يستطيعون التأثير على المجتمع" انطلاقا من تلك المناطق. وفي حال تم انتخابها، ستكون علمي "الصوت الذي يُعبر عنهم".
في المقابل، يلومها منتقدوها على تركيز جزء من حملتها الانتخابية على مشاكل الصوماليين، وعدم الإشارة إلا نادرا إلى برنامج حزبها، وفي هذا السياق، يتساءل المجادل الليبرالي إيفار أربي ساخرا: "إلى أي مدى يمكن أن تكون ليلى علي علمي مستقلة عن المجموعة التي دعمتها خلال حملتها؟ وهل ستركز اهتمامها في المقام الأول على القضايا التي تعود بالنفع على الصوماليين أم المسلمين؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشابة كانت هدفا لحملة كراهية شنت ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم وصفها بأنها "متطرفة" فازت بمقعد في البرلمان بفضل "تصويت عشائري".
ومن جهتها، تعرب علمي عن أسفها من الجدل الذي يدور حول مظهرها وأصولها، عوضا عن التطرق إلى التزامها بطرح المشاكل التي تعاني منها الضواحي أو المدارس أو المواضيع المختلفة على غرار مسألة المساواة. وقد فسرت علمي أن "النظام العشائري يهضم حق النساء". وبناء على ذلك، وفقا لهذا النظام، لم تكن هذه المرأة لتتمكن من دخول البرلمان.
arabi21