"علّية مجدل سلم"، التي اسسها سماحة العلامة المرحوم السيد احمد شوقي الأمين، هي إحدى الملتقيات الأدبية العاملية العامرة، التي تحتضن اسبوعياً شعراء وأدباء ومثقفين وذوّاقة، ومستمعين جيّدين لما يلقى من شعر في رحابها. هكذا كانت امسية الجمعة، حيث شهدت العلّية حفل توقيع كتاب "أقلام مهجرية" للكاتب البنتجبيلي المغترب كامل بزي، الذي سبق له ووقّع كتابه اكثر من مرة في بنت جبيل وفي الولايات المتحدة الأميركية.
كان الحضور مميزاً، خاصة من بلدات مجدل سلم، تولين، قبريخا، الصوانة، شقراء وبنت جبيل، حيث كان السيد مصباح الأمين بصدره الرحب وعقله المنفتح في استقبال المدعوين والترحيب بهم، لحضور هذا الحدث الثقاقي المتميز.
بداية كان تقديم مميز من الشاعر الزجلي أبو علي سعد من بلدة حاريص، حيث قدّم الدكتور أحمد نزال الذي تحدث عن الأدب المهجري، وعن الشعراء والأدباء العامليين الذين برزوا من خلال نتاجهم في المهجر، ولفت الى ان اول من ذكر لبنان في شعره بعد المتنبي كان عاملياً، وتحدث عن كتاب "أقلام مهجرية" ومؤلفه كامل بزي الذي أحسن عملاً بما قام به حيث سلّط الضوء على أشخاص، لم يكتب عن بعضهم في أي مؤلف قبل هذا الكتاب...
ثم تحدث رئيس بلدية شحور الأستاذ كامل الخليل، عن وجدانيات مهجرية، وعن تجربة ذاتية بأسلوب أدبي، وتحدث عن كامل بزي ومؤلّفه، واشاد بالخطوة التي ابرز من خلالها الكاتب نتاج شخصيات شاعرية وادبية متعددة.
بعدها كانت كلمة للأب وليم نخلة، أشاد فيها بمؤسسي "العلية" وخاصة بسماحة السيد أحمد شوقي الأمين وابنائه الكرام، واكد على اجواء الألفة والمحبة في جبل عامل، وعلى العيش الواحد بين طوائفه المتعددة التي تنهل من معين واحد، وتناول الكتاب ومؤلفه مشيداً بكامل بزي الذي قام بعمل مهم في إظهاره نتاج عدد من الأدباء والشعراء في بلاد المهجر، مشيداً ايضاً بالنتاج العاملي في الوطن.
ثم تحدث الدكتور يحيى شامي الذي كانت كلمته في الكتاب بالذات "أقلام مهجرية"، هذا الكتاب الذي تناول عدداً مهماً من الأدباء والشعراء الذين لهم دور في المجال الثقافي في ديترويت،
من خلال ما لديهم من شعرأو أدب من جهة، او من خلال حضورهم الدائم في الدواوين واللقاءات التي تهتم بهذا الشأن، وعددهم ثلاثون شخصية ادبية، شعرية، اجتماعية ودينية. وأشاد الدكتور شامي - وهو واحد من الذين شملهم حديث المؤلف في كتابه – بكامل بزي على انجازه المميز الذي يغطي مساحة مهمة من المساحات الأدبية في مكتبتنا، وفي مجتمعنا الإغترابي في ديترويت، والذي يكرّم نظراً لنشاطاته المتميزة في المجال الأدبي والشعري والإجتماعي.
مسك الختام كان مع الكاتب كامل بزي، الذي ترحّم على مؤسس "العليّة" "سماحة السيد الأمين"، وشكر نجله المهتم الاساسي بشؤون العليّة الأستاذ مصباح الأمين، ثم تحدث عن كتابه الذي هو نتاج عمل طويل ومتواصل، وامسيات ادبية وشعرية شهدها المنتدى الذي كان يعقد في منزله في المهجر، والذي كان يضم نخبة من المهتمين بالكتاب، بالثقافة، بالأدب والشعر...
وقال ان ثلاثة من الذين شملهم هذا الكتاب موجودون الليلة في هذا الحفل، وهم الدكتور يحيى شامي، الشاعر عبد النبي بزي، الدكتور عدنان مكي، وتحدث كامل بزي عن منتداه، وعما حفل به كتابه، وانهى بشكر كل من حضر وشارك في هذا الحفل العامر وفي تكريمه التكريم الذي يليق به.
بعدها كان تقديم درع محبة وتقدير من الأستاذ مصباح الأمين لكامل بزي، قدّمه له كل من الشيخ ناجي فرحات والأب وليم نخلة.
ثم كان توقيع الكاتب الذي استمر حتى الحادية عشرة ليلاً.
بنت جبيل
5/10/2018
مصطفى بزي