يقول خبراء الطب الجنائي: «إذا ظهرت ساعة ذكية في أثناء التحقيق بقضية اختفاء شخص ما – مثل قضية اختفاء جمال خاشقجي -، فقد يكون هناك ثروة من بيانات الطب الشرعي القيّمة المخزّنة بداخلها أو المخزنة على هاتف آيفون مقترن بها».
وفي حالة الصحافي السعودي المختفي منذ دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، فقد صرح مسؤولون أتراك لـ «رويترز»، بأن جمال خاشقجي كان يرتدي ساعة آبل وهي موصولة بهاتفه الذي تركه خارج السفارة عند خطيبته. وأُشير الى أن هذه المعلومة أصبحت في صلب التحقيق؛ لأنها قد تدل على مكانه، وكذلك حالة قلبه، وما إذا كان لا يزال ينبض أم لا. وتحتوي ساعة آبل على أجهزة استشعار قادرة على تعقُّب وحساب معدل حركة الشخص الذي يلبسها. كما أنَّها تحسب معدل ضربات القلب أيضاً، ويمكن استخدامها كذلك كجهاز اتصال مستقل. ويكمن الوصول إلى سجلّات معدل ضربات القلب واستخدام البيانات، في تحديد الوقت الدقيق المتعلق بموت شخص ما. ويمكن كذلك استخدم الساعة وكأنها جهاز تحكُّم عن بُعد في كاميرا الآيفون، وكذلك «الرد على اتصالات جهاز الآيفون، وإنشاء ردود نصيّة وارسال رسائل». وفي حادثة سابقة، أثبتت محكمة أسترالية أنَّ الساعة سجلت بياناتٍ تناسب شخصاً تعرَّض لصدمة وفقدان وعي، وهو ما جعل الاتهام يُوجَّه للقاتلة الحقيقية.
في حادث كان الأول من نوعه، قدَّمت الشرطة الأسترالية بياناتٍ مستخرجة من ساعة آبل الذكية كدليل في محاكمةٍ تتعلق بجريمة قتل. ميرنا نيلسون كانت تلبس ساعة آبل الذكية عندما تعرضت للقتل في عام 2016. واتُّهمت زوجة ابنها، كارولين نيلسون، بنصب فخٍّ لها، بعد أن ادَّعت أنَّ مجموعةً من الرجال ربطوها بعد أن اقتحموا المنزل.
كن البيانات المُستخرجة من الساعة الذكية التي كانت الضحية تلبسها، تُشير إلى أن فخاً نُصب لها بمجرد وصولها إلى المنزل، وأنَّها ماتت في وقتٍ أبكر مما تزعمه كارولين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC. وبحسب وكالة ABC الإخبارية الأميركية، فإن كارولين أخبرت الشرطة بأنَّ مجموعةً من الرجال تعقّبوا حماتها في سيارةٍ حتى المنزل، مشيرةً إلى أن ميرنا تجادلت مع الرجال خارج المنزل نحو 20 دقيقة، لكنَّها لم تسمع الهجوم المميت؛ لأنَّها كانت في المطبخ وكان الباب مغلقاً. اتصل أحد الجيران بالشرطة عندما خرجت كارولين من المنزل مُكمَّمة ومفزوعة، وكان ذلك بعد الساعة العاشرة مساءً. وتقول كارولين إنَّ المهاجمين ربطوها، وإنَّها خرجت من المنزل بمجرد رحيلهم.
لكنَّ المدعية العامة، كارمن ماتيو، قالت إنَّ الدليل الذي وفَّرته الساعة الذكية يشير إلى أنَّها هي التي نفَّذت عملية اقتحام المنزل. المدعية العامة أضافت: «الدليل الذي قدّمته ساعة آبل الذكية دليل أساسي على كذب رواية المُدَّعى عليها للشرطة. يحتوي هذا النوع من الساعات على أجهزة استشعار قادرة على تعقُّب وحساب معدل حركة الشخص الذي يلبسها. كما أنَّها تحسب معدل ضربات القلب أيضاً». وزعم الادعاء أنَّ الساعة سجلت بياناتٍ تناسب شخصاً تعرَّض لصدمة وفقدان وعي.
(عربي بوست)