أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إعادة الإعمار في الجنوب... "مكانك راوح"

الثلاثاء 14 تموز , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,403 زائر

إعادة الإعمار في الجنوب... "مكانك راوح"

ثلاثة اعــوام على عــدوان تموز، 2006 ثلاثة اعــوام على مارد اسرائيلي انتفض في العاشرة والنصف من صباح 12 تموز، هدّم، شرد وابــاد الحجر ولكنه لم يقدر على اذلال بشر حققوا انتصاراً سطره التاريخ بأحرف من ذهب. بعد ثلاثة اعوام على انتصار تموز، لا تزال حكايا ايام "ام المعارك المجيدة" تسري على كل شفة وعلى كل لسان في كل قرية، بلدة ومدينة في ارض جبل عامل. وبعين ما تنفك ترصد العدو المتربص على الجانب الآخر من الحدود من جهة وعين اخرى تدمع على منازل شيدت اساساتها وتنتظر بفارغ الصبر من يكمل مسيرة البناﺀ.

 

هناك في ساحة كفركلا وعلى بعد امتار من الشريط الشائك او الخط الازرق كما يحلو لهم تسميته تجتمع مجموعة من كبار السن ممن بقوا طوال الايام الثلاثة والثلاثين للعدوان الاسرائيلي على لبنان في بلدتهم. فهم الذين لم يغادروها للحظة رغم الاعتداﺀات الاسرائيلية التي عايشوها منذ الستينات وحتى 2006. وقد يكون توجيه سؤال لهؤلاﺀ عما اذا ما كانوا يشعرون بالخوف او القلق عن احتمال حرب اسرائيلية جديدة مشابهة لحرب تموز بمثابة اســاﺀة لهم. اذ ان بنظر هــؤلاﺀ "ان اسرائيل وبعد هزيمتها العسكرية في الحرب الاخيرة باتت تحسب الف حساب قبل ان تقدم على تنفيذ اي مغامرة مجنونة في لبنان.

يقولها "ابــو التحرير" الرجل السبعيني، وهو سمى ابنه بذاك الاســـم فــي بــدايــة السبعينات، استباقاً لتحرير كــان يلمحه منذ تلك الفترة وينتظر ان يتحقق.

ويشير بأصبعه الى جهة الحدود اللبنانية- الفلسطينية وتحديداً على مستوطنة المطلة المقابلة لبلدته "اتــطــلــع مــا فــي حــدا منن بالشارع، فعدد سكان المطّلة يوازي عدد سكان، كفركلا قارن انت بين هيدي وهيدي وبتعرف لوحدك مين الخايف نحن او هنّي". لا تختلف النظرة والتوجه حين الانتقال من ساحة" الصمود "في، كفركلا حيث لا أثار عدوانية الى غيرها من المناطق التي شهدت مواجهات والتحامات بين عناصر المقاومة وقوات النخبة الاسرائيلية. في ساحة العديسة، وقبل ايام من انتهاﺀ الحرب، سطّر احد ابنائها المجد لبلدته، بعد ان دافع عنها حتى الرمق الاخير قبل استشهاده. لا يزال اهالي العديسة صغاراً وكباراً يتناقلون حكاية دفاع احد من ابنائها عن شرف بلدته.

 

 

ولـــيـــس بـــعـــيـــداً عـــن ســاحــة العديسة، قامت الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان، بانشاﺀ رصيف للمشاة، يــشــرف على فلسطين المحتلة، ومن تلك النقطة يمكن للواقف على تخوم فلسطين، ان يشاهد بــأم العين سهل الحولة ومجموعة المستوطنات المنتشرة في هذا السهل. وعلى مرمى حجر مــن هــذا الرصيف بــدت بساتين المستوطنين المزدهرة بالاشجار المثمرة شبه خالية مــن عناصر بشرية، تفضّل العمل تحت حماية دوريات الجيش الاسرائيلي، وبالتالي فــإن غياب هــذه الــدوريــات يعني ان لا عمل في هذه البساتين. هذا المشهد الــحــذر والــمــتــرقــب على الــطــرف الاســرائــيــلــي مــن الــحــدود لا يمكن مقارنته بما يجري على الجهة اللبنانية، فــأعــمــال البناﺀ وانشاﺀ المحلات والمؤسسات على نار حامية وذات وتيرة مرتفعة الى حد ما. لم يتردد "محمد رسلان" من بلدة الطيبة قبل ان يأخذ قراره باعادة بناﺀ محله الــذي دمــر خــلال عــدوان الالفين وستة.

فها هو اليوم يضع اللمسات الاخيرة عليه قبل ان يعيد افتتاحه كمتجر لبيع المواد التموينية. الا انه لا يخفي امتعاضه من الوضع الـــراهـــن، ولــكــن لــيــس اعــتــراضــاً على المقاومة التي يــرى فيها "الطريقة الافضل للدفاع عن لبنان من هذه الهمجية الاسرائيلية" بل للطريقة التي تم التعامل بها مع المتضررين بعد الحرب. ويرى رسلان "انتظرنا سنتين على امل ان نقبض مستحقاتنا من مجلس الجنوب والــدولــة اللبنانية كي نعيد بناﺀ ما تهدّم ولكن عالوعد يــا كــمــون، لــم نتلق ليرة واحــدة تعويضاً عن مؤسساتنا التجارية التي تضررت بشكل كامل. وبعد طول انتظار اضطررنا الى ان نعيد بناﺀ ما تهدم من جيوبنا، وصدقني اذا ما عملت هيك، وتريد ان تنتظر دولتك فما شي بيتعمر".

مــن قـــرى منطقة مــرجــعــيــون- حاصبيا الى قرى قضاﺀي بنت جبيل وصور، لم تتبدل الصورة، فمشهد الــمــنــازل غير مكتملة البنيان لا يزال يوحي الى حرب تموز. فحي موسكو فــي بــلــدة صريفا ينتظر الدفعة الثانية من الدولة اللبنانية لكي تستكمل اعمال البناﺀ فيه بعد سنوات ثلاث من الحرب، ولكن الى متى الانتظار؟ . سؤال يحتار اصحاب المنازل المدمرة في الاجابة عنه في ظل غياب المرجعيات وآليات المطالبة. فبين مجلس الجنوب، الهيئة العليا للاغاثة، الجهات والدول المانحة تضيع المؤسسات.

اذ يــرى الــحــاج ابراهيم جــابــر، من صريفا "ان الازمة السياسية التي مر بها لبنان بعد حرب تموز حدت من عملية اعادة الاعمار، فبات الجنوبي كبش محرقة بين هــذا الطرف او ذاك".

ويضيف "نسأل لماذا لا تعطى حــصــة الــســتــيــن مــلــيــارا لمجلس الجنوب؟ ولماذا تتم معاقبة اهل الجنوب، الــم يصمدوا في قراهم ومدنهم دفاعاً عن لبنان وسيادته واستقلاله، ابــهــذا الشكل يكافأ الجنوبيون"؟ . صرخة الحاج ابراهيم هذه يسمع صداها في معظم القرى الجنوبية التي تعرضت كلياً او جزئياً للتدمير من الآلة الاسرائيلية.

مــن بــنــت جــبــيــل، عــيــتــرون، قــانــا، صديقين، الى عيتا الشعب، منازل ومؤسسات تنتظر من يعيدها الى الحياة مجدداً ولــو اتــت بعد طول انتظار.

 

يشير نائب رئيس بلدية صور محمود حلاوي "الى ان الوقت لا يسمح اليوم قبل تشكيل الحكومة من اثارة ملف التعويضات عن المنازل والمؤسسات بحيث ان جميع المتضررين قبضوا الدفعة الاولى فقط فيما بقيت الدفعات الاخرى رهينة" مؤكداً "ان هناك صرخة من قبل المواطنين ستدوي بعد تشكيل الحكومة".

 

بعد ثلاثة اعوام على انتصار تموز، لا تزال حكايا ايام "ام المعارك المجيدة" تسري على كل شفة وعلى كل لسان في كل قرية، بلدة ومدينة في ارض جبل عامل. وبعين ما تنفك ترصد العدو المتربص على الجانب الآخر من الحدود من جهة وعين اخرى تدمع على منازل شيدت اساساتها وتنتظر بفارغ الصبر من يكمل مسيرة البناﺀ.


هناك في ساحة كفركلا وعلى بعد امتار من الشريط الشائك او الخط الازرق كما يحلو لهم تسميته تجتمع مجموعة من كبار السن ممن بقوا طوال الايام الثلاثة والثلاثين للعدوان الاسرائيلي على لبنان في بلدتهم. فهم الذين لم يغادروها للحظة رغم الاعتداﺀات الاسرائيلية التي عايشوها منذ الستينات وحتى 2006. وقد يكون توجيه سؤال لهؤلاﺀ عما اذا ما كانوا يشعرون بالخوف او القلق عن احتمال حرب اسرائيلية جديدة مشابهة لحرب تموز بمثابة اســاﺀة لهم. اذ ان بنظر هــؤلاﺀ "ان اسرائيل وبعد هزيمتها العسكرية في الحرب الاخيرة باتت تحسب الف حساب قبل ان تقدم على تنفيذ اي مغامرة مجنونة في لبنان.

يقولها "ابــو التحرير" الرجل السبعيني، وهو سمى ابنه بذاك الاســـم فــي بــدايــة السبعينات، استباقاً لتحرير كــان يلمحه منذ تلك الفترة وينتظر ان يتحقق.

ويشير بأصبعه الى جهة الحدود اللبنانية- الفلسطينية وتحديداً على مستوطنة المطلة المقابلة لبلدته "اتــطــلــع مــا فــي حــدا منن بالشارع، فعدد سكان المطّلة يوازي عدد سكان، كفركلا قارن انت بين هيدي وهيدي وبتعرف لوحدك مين الخايف نحن او هنّي". لا تختلف النظرة والتوجه حين الانتقال من ساحة" الصمود "في، كفركلا حيث لا أثار عدوانية الى غيرها من المناطق التي شهدت مواجهات والتحامات بين عناصر المقاومة وقوات النخبة الاسرائيلية. في ساحة العديسة، وقبل ايام من انتهاﺀ الحرب، سطّر احد ابنائها المجد لبلدته، بعد ان دافع عنها حتى الرمق الاخير قبل استشهاده. لا يزال اهالي العديسة صغاراً وكباراً يتناقلون حكاية دفاع احد من ابنائها عن شرف بلدته.

   ولـــيـــس بـــعـــيـــداً عـــن ســاحــة العديسة، قامت الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان، بانشاﺀ رصيف للمشاة، يــشــرف على فلسطين المحتلة، ومن تلك النقطة يمكن للواقف على تخوم فلسطين، ان يشاهد بــأم العين سهل الحولة ومجموعة المستوطنات المنتشرة في هذا السهل. وعلى مرمى حجر مــن هــذا الرصيف بــدت بساتين المستوطنين المزدهرة بالاشجار المثمرة شبه خالية مــن عناصر بشرية، تفضّل العمل تحت حماية دوريات الجيش الاسرائيلي، وبالتالي فــإن غياب هــذه الــدوريــات يعني ان لا عمل في هذه البساتين. هذا المشهد الــحــذر والــمــتــرقــب على الــطــرف الاســرائــيــلــي مــن الــحــدود لا يمكن مقارنته بما يجري على الجهة اللبنانية، فــأعــمــال البناﺀ وانشاﺀ المحلات والمؤسسات على نار حامية وذات وتيرة مرتفعة الى حد ما. لم يتردد "محمد رسلان" من بلدة الطيبة قبل ان يأخذ قراره باعادة بناﺀ محله الــذي دمــر خــلال عــدوان الالفين وستة.

فها هو اليوم يضع اللمسات الاخيرة عليه قبل ان يعيد افتتاحه كمتجر لبيع المواد التموينية. الا انه لا يخفي امتعاضه من الوضع الـــراهـــن، ولــكــن لــيــس اعــتــراضــاً على المقاومة التي يــرى فيها "الطريقة الافضل للدفاع عن لبنان من هذه الهمجية الاسرائيلية" بل للطريقة التي تم التعامل بها مع المتضررين بعد الحرب. ويرى رسلان "انتظرنا سنتين على امل ان نقبض مستحقاتنا من مجلس الجنوب والــدولــة اللبنانية كي نعيد بناﺀ ما تهدّم ولكن عالوعد يــا كــمــون، لــم نتلق ليرة واحــدة تعويضاً عن مؤسساتنا التجارية التي تضررت بشكل كامل. وبعد طول انتظار اضطررنا الى ان نعيد بناﺀ ما تهدم من جيوبنا، وصدقني اذا ما عملت هيك، وتريد ان تنتظر دولتك فما شي بيتعمر".

مــن قـــرى منطقة مــرجــعــيــون- حاصبيا الى قرى قضاﺀي بنت جبيل وصور، لم تتبدل الصورة، فمشهد الــمــنــازل غير مكتملة البنيان لا يزال يوحي الى حرب تموز. فحي موسكو فــي بــلــدة صريفا ينتظر الدفعة الثانية من الدولة اللبنانية لكي تستكمل اعمال البناﺀ فيه بعد سنوات ثلاث من الحرب، ولكن الى متى الانتظار؟ . سؤال يحتار اصحاب المنازل المدمرة في الاجابة عنه في ظل غياب المرجعيات وآليات المطالبة. فبين مجلس الجنوب، الهيئة العليا للاغاثة، الجهات والدول المانحة تضيع المؤسسات.

اذ يــرى الــحــاج ابراهيم جــابــر، من صريفا "ان الازمة السياسية التي مر بها لبنان بعد حرب تموز حدت من عملية اعادة الاعمار، فبات الجنوبي كبش محرقة بين هــذا الطرف او ذاك".

ويضيف "نسأل لماذا لا تعطى حــصــة الــســتــيــن مــلــيــارا لمجلس الجنوب؟ ولماذا تتم معاقبة اهل الجنوب، الــم يصمدوا في قراهم ومدنهم دفاعاً عن لبنان وسيادته واستقلاله، ابــهــذا الشكل يكافأ الجنوبيون"؟ . صرخة الحاج ابراهيم هذه يسمع صداها في معظم القرى الجنوبية التي تعرضت كلياً او جزئياً للتدمير من الآلة الاسرائيلية.

مــن بــنــت جــبــيــل، عــيــتــرون، قــانــا، صديقين، الى عيتا الشعب، منازل ومؤسسات تنتظر من يعيدها الى الحياة مجدداً ولــو اتــت بعد طول انتظار.


يشير نائب رئيس بلدية صور محمود حلاوي "الى ان الوقت لا يسمح اليوم قبل تشكيل الحكومة من اثارة ملف التعويضات عن المنازل والمؤسسات بحيث ان جميع المتضررين قبضوا الدفعة الاولى فقط فيما بقيت الدفعات الاخرى رهينة" مؤكداً "ان هناك صرخة من قبل المواطنين ستدوي بعد تشكيل الحكومة".

 

Script executed in 0.19215893745422