سوق بنت جبيل . تحفة معمارية تعود قريباً بالقناطر وواجهات الحجر.. مع" وان واي"

هذه السوق التي يعرف الاسرائيليين جيداً اهميتها للمنطقة ولتاريخ بنت جبيل، كانت لهم الهدف الاساسي الاول بعد وسط المدينة فور سقوطهم في بنت جبيل، فصبوا نار غضبهم وتوجهت نيران مدافعهم الحاقدة لتنهش ذاكرته وتفتت حجارته القديمة وترديه ارضاً.

اكثر من مائة وخمسون وحدة تجارية دمرت الآلة العسكرية الصهيونية في سوق بنت جبيل، ويقال ان ليلة 25 من تموز اي بعد مرور 19 يوماً على بدء حرب، كانت ليلة تدمير السوق حيث سقط اكثر من 350 قذيفة من عيارات مختلفة رافقتها غارات على بعض الابنية في السوق كانت كفيلة بأن تحدث الدمار والخراب.

بعد الحرب مباشرة، استطاع اصحاب المحال المدمرة من التجار والقصابين ان يتخطوا الازمة بتوجه عدداً كبيراً منهم للاستئجار في اماكن متفرقة من البلدة ريثما يعودون محالهم بعد اعمارها.

لم يمض وقتاً طويلاً حتى اخذت دولة قطر قرارها باعادة اعمار السوق التجاري بالاضافة الى الوحدات السكنية، فاعطى قرار الاعمار املاً كبيراً لدى الاهالي وتجار المدينة الذين اقترحوا ان يعيد كل تاجر بنفسه اعادة اعمار محله، لكن سرعان ما تكفل المشروع القطري لاعادة عملية اعمارها وحتى الآن تسير عملية اعادة اعمار السوق بشكل سريع وبأفضل المواصفات التي تتناسب مع ذاكرة بنت جبيل وتاريخها.

يعاد بناء السوق على قدم وساق وفقاً لمواصفات هندسية تأخذ من الشكل القديم قناطره، وتطوّر في الداخل بما يتلاءم مع العصر ومتطلباته فانشئت المراحيض لكافة المحال بالاضافة قسم علوي " تتخيتة " تزيد من المساحات التي تريح المتسوق.

... هذا في الداخل، اما في الخارج فبدأت المباني والمحلات في السوق التي تضفي عليها القناطر الدائرية وواجهات الحجر الاصفر تبرز شيئاً فشيئاً لتعطي روعة الفن القديم والعتيق كمثل الذي اعتمد في وسط بيروت بالاضافة الى اعتماد ممر واحد الزامي "وان واي" ذهاباً من السوق الاعلى باتجاه عيترون، واياباً يكون ملزماً المرور منه للعودة باتجاه صف الهوا وهي منطقة "السوق التحتاني".

يقول رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي ان " اعادة الاعمار سوف تنتهي مع بدء الربيع المقبل على ان يتم الافتتاح مع نهاية الاعمال بحضور فعاليات المنطقة ووفد خاص من دولة قطر بذلك تكون دولة قطر مع بلدية بنت جبيل قد انجزا السوق ... ( مقابلة كاملة مع رئيس البلدية تنشر لاحقاً على الموقع )

اما هيثم بزي المشرف في المكتب الفني لآعادة اعمار سوق ووسط بنت جبيل يقول "اننا في المكتب الفني انجزنا مشروعاً و تصوراً للسوق عن امكانية رصف الارض بالحجر القديم الا ان هذا المشروع لم يلقى لغاية الآن اي دعم مادي من اي جهة معينة ".

تبقى ذكريات السوق مدفونة بروح من تنقلوا في ازقتها يوماً وعاشوا بين حناياها، وبيقى نزيف العرق المصبوب من جباه اهلها كـفـيل بـأن كــل شيـئ سـوف يعود اجمل .. وان روح بنت جبيل سـتـعود اليـها قريباً لأن القول يكفي" دولة قطر تعهدت ".. شكراً قطر.