ذكرت صحيفة The Telegraph البريطانية أن السعودية ستحاول إقناع المسؤولين الأتراك بالموافقة على إصدار بيان مشترك، «يُفسر موت جمال خاشقجي بطريقة تسبب ضرراً بسيطاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان».
وأوضحت الصحيفة أن أحد احتمالات هذا التفسير هو القول إنَّ خاشقجي توفي بنوبة قلبية داخل القنصلية، فأخفى موظفو القنصلية المذعورون جثته.
هل توافق أنقرة على سيناريو موت جمال خاشقجي ؟
ولم تتضح بعد مدى إمكانية موافقة تركيا على سرد روايةٍ كهذه، نظراً إلى أنَّ بعض المسؤولين الأتراك سربوا ادِّعاءات مدوية للصحافة عن أفراد استخبارات وجنود سعوديين يزعم أنهم قتلوا خاشقجي.
وعلق جورج غالواي على فرانك غاردنر مراسل شبكة بي بي سي الذي نقل خبر «السيناريو السعودي» بخصوص موت جمال خاشقجي أنه أُصيب بنوبةٍ قلبية داخل السفارة السعودية».
وغرد غالواي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «إذا كان ذلك صحيحاً، فعليكم أن تسألوا عن سبب هذه النوبة، وسبب تمزيقه إلى قطعٍ ثم وضعها في صناديق مخصصة للكعك».
المقربون من الأمير محمد بن سلمان يعيشون حالة من الصدمة
وقالت مصادر مقربة من الديوان الملكي إن الدوائر المقربة من الأمير محمد بن سلمان أصيبت بحالة من الصدمة من سرعة تحول ردود الأفعال العالمية الغاضبة على قضية اختفاء خاشقجي تجاه السعودية، وحدَّة هذه الردود.
وبعد 11 يوماً من إنكار الحكومة السعودية مسؤوليتها تماماً عمَّا حدث وتقديم القليل من الأدلة على براءتها، تحاول الآن رسم مسار أكثر استباقاً للتعامل مع التداعيات، بينما تسعى كذلك لحماية سمعة ولي العهد محمد.
إذ أنَّ الأمير محمد بن سلمان قد استدعى الأمير خالد بن سلمان شقيقه الأصغر والسفير السعودي في واشنطن -الذي كان طياراً مقاتلاً سابقاً- لإجراء مشاورات حول كيفية استرضاء البيت الأبيض والكونغرس.
جعلهم يسارعون إلى إرسال فريق للتعاون مع أنقرة
وأرسل كذلك فريقاً من المسؤولين السعوديين إلى أنقرة للاجتماع مع الحكومة التركية ضمن «مجموعة عمل مشتركة» تشكَّلت حديثاً للنظر في ما حدث لخاشقجي. وتستدل الحكومة السعودية بالمجموعة المشتركة على أنها تتعامل مع الوضع بجدية، وتأمل أن يمنحها ظهور هذا تحقيقَ بعض الوقت على المدى القصير.
وفي بيان صدر يوم أمس، السبت 13 أكتوبر/تشرين الأول، أشاد الأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي بـ»التعاون مع الأشقاء في تركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية».
ويُعَد بيانه -الذي شجب أيضاً «الأكاذيب والادعاءات التي لا أساس لها» ضد المملكة- أول تعليق علنيٍ من جانب وزير سعودي منذ بداية الأزمة في 2 أكتوبر.
وكانت صحيفة The New York Times الأميركية، أشارت إلى أنه بعد أيامٍ من انقطاع التواصل، أجرى المسؤولون السعوديون أول اتصالٍ لهم مع نظرائهم الأتراك؛ للتحدث بسريةٍ حول إيجاد حلٍ لقضية اختفاء جمال خاشقجي. وأضافت الصحيفة الأميركية أن السعوديين أعربوا لواشنطن عن ثقتهم بقدرتهم على تسوية القضية، وفقاً لما أورده مسؤولون أتراك وأميركيون مطَّلعون على المحادثات.
عربي بوست