نقلت صحيفة The New York Times الأميركية عن مسؤول أميركي حالي، أمس أن السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، غادر واشنطن الأسبوع الماضي، عائداً إلى الرياض، وأفاد بأنه لن يعود مرةً أخرى.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان قد استُبدِل، أو مَن حلَّ محله، علماً أن الأمير خالد هو الأخ الأصغر لوليّ العهد محمد بن سلمان. وفي وقتٍ لاحق من يوم الإثنين، بدأت المعلومات تنتشر عن نية السعودية الاعتراف بمقتل جمال خاشقجي عن طريق الخطأ في قنصليتها في إسطنبول أثناء التحقيق معه.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن شخص مُطَّلِع على خطط الحكومة السعودية قوله: "إن خاشقجي قُتِلَ عن طريق الخطأ أثناء تحقيقٍ أمَرَ به مسؤولٌ استخباراتي سعودي كان صديقاً لوليّ العهد".
وقال الشخص، الذي تحدَّث شريطة إخفاء هويته، إن وليّ العهد صدَّق على التحقيق مع خاشقجي أو حتى إجباره على العودة إلى السعودية بالإكراه، بحسب الصحيفة.
لكنه أضاف أن المسؤول الاستخباراتي السعودي تجاوز المدى في السعي بشغفٍ من أجل إثبات نفسه في العمليات السرية، ثم سعى للتغطية على العملية الفاشلة.
وكانت محطة "سي إن إن" قد ذكرت، نقلاً عن مصدرين لم تسمّهما، أن السعودية تعد تقريراً تعترف فيه بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي نتيجة تحقيق جرى بشكل خطأ.
هذه الروايات تتعارض كلياً مع ما كانت تصرّح به الرياض في بداية الأزمة، بأن خاشقجي خرج من القنصلية ولا تعلم شيئاً عن مصيره. لكن الجانب التركي كان مستمراً في تسريب روايته التي تفيد بمقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وتقطيع جثته، تتابع "نيويورك تايمز".
وترى الصحيفة الأميركية أن الرواية الجديدة للرياض هدفها تخفيف الأزمة السياسية التي ولَّدَها اختفاء خاشقجي للمملكة السعودية. يمكن للرواية الجديدة أيضاً أن تُبدِّد بعض الانتقادات التي وجَّهَتها إدارة ترمب، التي رفضت التراجع عن مليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة للمملكة السعودية، والتي كانت حتى يوم الإثنين لا تزال تُخطِّط لحضور منتدى استثماري سعودي لامع من المُقرَّر عقده الأسبوع المقبل. لكن الرواية الجديدة رُفِضَت على نطاقٍ واسع من جانب أصدقاء خاشقجي، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وبعضٍ من أعضاء الكونغرس الأميركي.
عربي بوست