أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

السلاحف البحرية تجدّد حياتها على الشواطئ اللبنانية

الأربعاء 15 تموز , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 9,647 زائر

السلاحف البحرية تجدّد حياتها على الشواطئ اللبنانية

تاركة وراﺀها قناديل البحر تفترس الاسماك وتقطع شباك الصيادين، اذ أن حياة السلاحف والقناديل مترابطتان اذ وجدت الاولى انقرضت الثانية لانها الطعام المفضل لها.


بدأت السلاحف البحرية بالعودة الى الشواطئ اللبنانية بعد عودة الشرعية ومنع الصيد بالديناميت وبلغت ذروتــهــا فــي الــعــام 1997 اذ اصــدرت وزارة الزراعة اللبنانية قانونا يحميها من العبث ويعاقب المخالفين، فكانت المفأجاة في العودة الكثيفة للسلاحف للعيش في شواطئ لبنان.

وقد اظهرت الدراسات والابحاث البحرية ان لبنان يعتبر واحــدا من الـــدول الغنية بــوجــود السلاحف البحرية خلافا لما يعتقده الكثيرون، وانها ثروة طبيعية للبنان وهي جزﺀ اساسي من تنوع البحر وغناه وهي تحافظ على وجودها، وهذا الغريب واللافت اذ ان هناك حيوانات بحرية كثيرة انقرضت ولم يعد لها وجود على خلاف السلاحف كما اظهرت الدراسات ان هناك موقعين هامين للسلاحف البحرية فــي الــجــنــوب: المنصوري وتتابع منى الخليل تفاصيلها.. والصرفند وتواكب نقابة الغواصين المحترفين اللبنانيين الاهتمام بها، امــا في صيدا فيوجد بعض السلاحف ولكن لا يتم الحفاظ عليها ولا تجد البيئة المناسبة للعيش بسبب التلوث.

   تــبــدأ الــســلاحــف الــبــحــريــة في شهري نيسان وايــار من كل عام الاقــتــراب مــن الــشــواطــئ الرملية لــتــعــايــن وتــحــدد مــكــان وضعها لبيضها داخــل العش تحت رمال الشاطئ الذي تحفره بعمق أربعين إلـــى ثمانين سنتيمترا وتــكــون عادة ما بين (80 ـ) 120 ويقال انه بعد 30 عاما تعود السلاحف الى سيرتها الاولــى لتضع بيضها في ذات الشاطئ التي ولدت منه، وتمتد إلى منتصف تموز ومن ثم يفقس البيض بعد حــوالــي 55 يــومــاً من وضعها داخل العش الرملي وبإمكان السلحفاة الواحدة أن تضع البيض مرتين أو ثلاث مرات خلال الموسم الواحد، وأحياناً قد لا تضع أي بيض لبضع سنوات.

ولا يــســتــغــرق وضـــع البيض ألا دقــائــق مــعــدودة، حيث تحمي الــســلــحــفــاة بــيــضــهــا بــزعــانــفــهــا الخلفية كــي تمنع سقوط الرمل إلــى الحفرة وحالما تنتهي تقوم بردم الحفرة بالرمل ومن ثم تقوم بتمويهه وتضييع معالمه عن عيون المتطفلين الكثر، وبعد وضع بيضها تعود السلحفاة إلى البحر لتتابع حياتها بشكل اعتيادي دون أن ترجع لتفقد صغارها مرة أخرى.

ويؤكد رئيس نقابة الغواصين ا لمحتر فين ا للبنا نيين محمد السارجي ان صغار السلاحف تخرج من بيضها بعد انتهاﺀ مدة تحضين البيض التي تتجاوز 55 يوما، وهي تعيش ما بين 90 ـ 100 عام ويقال ان حـــرارة الــرمــل تؤثر فــي جنس السلاحف اذا كانت فوق 29 درجة تكون انثى واذا كانت اقل تكون ذكرا والصغار لا ترى امها.

واضاف السارجي لكن السلاحف الحديثة الولادة تواجه العديد من المصاعب التي تقضي على أعداد كبيرة منها، ويعتقد أن سلحفاة واحدة فقط تعيش لتصل إلى سن البلوغ من بين كل مئة سلحفاة، فالبيض الــغــنــي بالبروتينيات ينبش ويؤخذ من داخل الأعشاش للاستهلاك الشخصي أو للبيع، والكلاب البرية تقضي في بعض الأحــــيــــان عــلــى كـــل الــســلاحــف الموجودة في عش واحــد، كذلك مخلفات الإنــســان على الشواطئ الرملية من نفايات وعوائق القصب التي يخلفها بعض المنتزهين، وحتى الحفر التي تخلفها أقدام المتنزهين على الشاطئ تصبح أفخاخا تــؤدي إلــى هــلاك العديد منها.

بيد ان السارجي، أكد ان الخطر الأكبر الذي يواجه السلاحف البحرية على مختلف أحجامها يكمن داخل البحر في شباك الصيادين، فأعداد الصيادين تضاعفت عشرات المرات خلال الثلاثين عاماً الماضية ومعها ازدادت أعداد شباك الصيد مئات الـــمـــرات وبــخــاصــة خـــلال مــواســم الأســـمـــاك الــمــهــاجــرة كــالــغــزلان والــجــراوي والبلميدا حيث تزاحم شباك الصيد بعضها البعض داخل البحر ومــن الطبيعي أن تحصد أعداداً كبيرة من السلاحف البحرية وبخاصة أثناﺀ ساعات الليل، ناهيك عن ان شباك الصيد أضحت تصنع من مادة النايلون عوضاً عن الحرير لتشكل فخاً قاتلاً لكل سلحفاة تعلق فيها وتموت خنقا، فضلا عن اكياس النايلون التي تبدو مثل قناديل البحر قنديل ـ طعامها المفضل، ولا تستطيع التمييز بينهما، ما يؤدي إلى موتها خنقاً، ومع تفاقم أزمة النفايات الصلبة فــي لبنان وازديــــاد عــدد مكبات النفايات الواقعة على أو بالقرب من الشاطئ بدأنا نرى أعداداً كبيرة من السلاحف النافقة خنقاً بالأكياس البلاستيكية.

ودعـــا الــســارجــي الـــى القيام بحملات توعية للمواطنين بعد الصيادين وتطبيق اجراﺀات عملية على الارض، تبدأ بــإصــدار كتاب ارشــادات وبوضع شارات وعلامات على الشواطئ لتنبيه الناس مثلما ما هو حاصل في الــدول الغربية وعـــدم رمـــي الــنــفــايــات وافــتــعــال الحرائق ورمــي الاحذية والقصب والخشب كلها تــؤثــر على حياة السلاحف وتدفعها الى الهجرة.


تعتبر السلاحف البحرية من الزواحف التي استطاعت مواصلة الحياة عبر ملايين السنين وهي من الكائنات الخجولة التي لا تبدي أي عداﺀ للإنسان بل على العكس تماما هي صديقة الانسان وهي نوعان: السلاحف الخضراﺀ Chelonia Mydas والسلاحف ضخمة الرأس Caretta، Caretta اضافة الى نوع ثالث وهي السلاحف جلدية الظهر Dermochelys Coriacea ولا تعيش عادة في البحر الأبيض المتوسط ولكنها تدخله من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق.

 

Script executed in 0.19237685203552