وفق مصادر الاعلام الاميركي، أبلغ وزير الخارجية، مايك بومبييو، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان على السعوديين الاعتراف بالمصير الذي لاقاه الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول دون اي إبطاء وجلب كل من يثبت ضلوعه في هذه العملية الارهابية البشعة الى العدالة. ووفق المصادر قال بومبييو لبن سلمان ان الضغط يزداد على الرئيس ترامب الذي قد لا يجد مفرا من فرض عقوبات على السعودية وإعادة النظر في التحالف التاريخي القائم بين المملكة والولايات المتحدة . وذهبت هذه المصادر الى القول ان وزير الخارجية المح الى امكانية مطالبة العرش السعودي بتنحية بن سلمان المشتبه الرئيس في إعطاء الامر بتصفية خاشقجي.
ويركز الاعلام الاميركي على مدار الساعة على التقارير الامنية والاستخباراتية التركية التي تتحدث عن دلائل سمعية وبصرية للدقائق القليلة الي استغرقتها عملية التصفية وعن العثور على مواد سامة في مبنى القنصلية. وايضاً عن استخدام منشار عظام في تقطيع الجثة وطلاء جدران في محاولة لإخفاء آثار الجريمة. وكانت اقوى الرسائل وأشدها غضبا الحديث التلفزيوني للسناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي دعا الى اعادة نظر شاملة في علاقة الولايات المتحدة بالسعودية في ظل حكم ولي العهد محمد بن سلمان . وتوجه غراهام الى كاميرا التصوير قائلا : فليسمعني السعوديون : عليكم تنحية هذا الغر ابن ال٣٣ عاما الذي صار كرة مدمرة لصورة بلادكم وعلاقاتها مع العالم. وفي موقف آخر في سلسلة التصعيد الاعلامي الاميركي استضافت قناة سي ان ان وزير الدفاع الاسبق ليون بانيتا المعروف برصانته فحذر السعوديين من مغبة التلكؤ في تحمل مسؤولياتهم وشدد على ان ليس بمقدور بن سلمان ان يضع رجلا في القرن الواحد والعشرين واُخرى في القرن الخامس عشر. ويبدو جليا ان الرحلة المستعجلة التي قام بها بومبييو الى الرياض حصلت تحت الضغوطات الهائلة
التي يمارسها الاعلام الاميركي والكونغرس على البيت الابيض لاتخاذ اجراءات فورية بحق قتلة الصحافي خاشقجي في سابقة لم تشهد العلاقات الدولية لها مثيلا من حيث انتهاكها للمواثيق الدبلوماسية.
فهل يدفع بن سلمان ثمن رعونته وتماديه في ممارسة سلطة متوحشة في قمع وتصفية معارضيه؟ الايام القادمة ستظهر مدى صموده وحليفه الأوحد على الساحة الدولية دونالد ترامب امام موجة الغضب العارمة التي ااحدثتها عملية اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية . والمرجح ان بن سلمان لن ينجو من محكمة الرأي العام العالمي التي ستكون كفيلة بإزاحته عن المشهد السعودي في المدى المنظور.
